محادثات عمان.. توافق يمني على فتح عدد من طرق تعز

time reading iconدقائق القراءة - 8
الاجتماع الثاني للجنة التنسيق العسكرية في اليمن برعاية المبعوث الخاص للأمم المتحدة في العاصمة الأردنية عمّان - 6 يونيو 2022 - osesgy.unmissions.org
الاجتماع الثاني للجنة التنسيق العسكرية في اليمن برعاية المبعوث الخاص للأمم المتحدة في العاصمة الأردنية عمّان - 6 يونيو 2022 - osesgy.unmissions.org
دبي -الشرق

قال رئيس الوفد اليمني الحكومي المفاوض في محادثات عمّان عبد الكريم شيبان لـ"الشرق"، الثلاثاء، إن جولة المشاورات اليمنية الثانية، شهدت توافقاً بشأن تنفيذ المقترح الأممي الخاص بفتح عدد من الطرقات في محافظة تعز، من بينها طريق الحوبان الرئيسي، وعدد من الطرق في محافظات يمنية أخرى.

وكان المبعوث الأممي إلى اليمن هانس جروندبرج، أعلن، الاثنين، تقديم مقترح "منقح" للحكومة اليمنية وجماعة الحوثي لإعادة فتح الطرق تدريجياً بما في ذلك آلية للتنفيذ وضمانات لسلامة المسافرين المدنيين.

ودعا المقترح الأممي لإعادة فتح طرق، بما فيها خط رئيسي مؤدي إلى تعز ومنها، إضافة إلى طرق في محافظات أخرى بهدف رفع المعاناة عن المدنيين وتسهيل وصول السلع.

رئيس الوفد اليمني الحكومي المفاوض في محادثات عمّان، أوضح لـ"الشرق"، أن "هذا التوافق "لا يلبي سوى الحد الأدنى من سقف الطموحات التي يطرحها الوفد الحكومي، والمطالبة بفتح كامل لكافة الطرقات والمعابر في تعز وبقية مناطق اليمن، بما يخفف من معاناة المواطنين في تعز وبقية المحافظات".

 وأشار إلى أن "الحكومة اليمنية تطالب الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص والدول الراعية للضغط على الحوثيين لتنفيذ ما تم التوافق عليه في مشاورات عمان واحد واثنين، دون مماطلة أو تسويف".

فتح 5 طرق

وأكد الفريق الحكومي في المشاورات اليمنية في بيان، أن المفاوضات أسفرت عن "تقديم مقترح بفتح 5 طرق في محافظة تعز وبعض المحافظات ضمنها طريق رئيسي"، موضحاً أنه "يمثل الحد الأدنى من مطالب أبناء محافظة تعز، على أن يتم تزمين فتح بقية الطرق خلال الأشهر القريبة المقبلة".

ولفت الفريق الحكومي إلى أنه "بعد أكثر من أسبوعين على انطلاق المفاوضات بشأن فتح طرق محافظة تعز، وفق نصوص الهدنة الأممية (..) فقد أصر الطرف الآخر (الحوثيين) على طرح طرق فرعية ترابية لا تحقق هدف رفع الحصار وتخفيف المعاناة".

وأردف: "بل أخذ (الجانب الآخر) يتصرف بشكل أحادي الجانب بغرض فرض الأمر الواقع بشأن طرق لم يتم التوافق عليها وبعيدة عن المفاوضات، مما أدى إلى توقف المفاوضات عند هذا الحد".

وطالب الفريق الحكومي في المشاورات اليمنية، المجتمع الدولي وسفراء الاتحاد الأوروبي والمبعوث الأميركي بممارسة مزيد من الضغوط على الحوثيين للإسراع في فتح الطرق الرئيسية إلى مدينة تعز وبقية المحافظات، وتحويل مقترح المبعوث الأممي بشأن ذلك إلى واقع على الأرض، بحسب وكالة الأنباء اليمينة "سبأ".

من جانبه، قال عضو وفد الحكومة اليمنية للتفاوض اللواء محمد المحمودي، إن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس جروندبرج يتجه إلى صنعاء الأربعاء، للقاء زعيم الحوثيين، وأرجع ذلك إلى أن فريق التفاوض الحوثي قال في نهاية مفاوضات عمّان إنه "لا يمتلك القرار".

وأضاف المحمودي لـ"الشرق" أنه "في حال حصول المبعوث الأممي على موافقة من جانب الحوثي سنعود مجدداً إلى عمّان لتحديد آليات فتح المعابر".

وأوضح أنه "من المقترح إعادة فتح إحدى الطرق الرسمية (الرئيسية) في تعز، بينما تنص الفقرة الثانية من المقترح على فتح طريقين فرعيين. وأبدى المحمودي ترحيب وفد التفاوض الحكومي بفتح أي طريق، سواء الطرق الرسمية أو الفرعية".

وأشار إلى أن الحوثيين ربطوا ملف فتح طريق ضالع بملف طريق تعز، مضيفاً أن "هذا الأمر يعود إلى القيادة الشرعية"، لكن "الأمور طيبة" والحكومة "منفتحة انفتاحاً كاملاً على الأمر".

وتابع أن وفد التفاوض الحكومي لديه "توجيهات من الرئاسة والقيادة بأنها لا تمانع بفتح جميع الطرقات في الجمهورية اليمينة تخفيفاً لمعاناة المواطنين اليمنيين".

واتهم المحمودي وفد الحوثيين بقول أشياء خلال المفاوضات غير موجودة في الواقع، وأرجع ذلك إلى أن "لديهم هدفاً ورؤية واضحة، وهو الاستيلاء على البلد، ولا يقدمون أي شيء في جولات المشاورات".

وذكر أن المطالب تتضمن عودة الحياة الطبيعية إلى مدينة تعز المحاصرة، "في أطول حصار في القرن الحديث بعد سراييفو لمدة 8 سنوات"، حسب قوله. وأضاف: "لكن الحوثي لا يريد هذا الأمر لأن هدفه هو تركيع المدينة، لذلك يحاول دائماً الالتفاف وفتح طرق فرعية ملتوية وصعبة يتطلب سلكها مشقة كبيرة دون التخفيف من معاناة تعز".

وأشار إلى أن الحوثيين ليس لديهم مطالب واضحة، وإنما لديهم "ورقة ابتزاز"، موضحاً أنهم "تفاوضوا في البداية على فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة، وتم ذلك في الهدنة الأولى. ثم حصل مماطلة من جانبهم حتى انتهت الهدنة، وفي المرحلة الثانية حصل الشيء نفسه لأن الحوثي يريد ابتزاز المجتمع الدولي والتحالف، ويعمل على هذه الأوراق".

ووصف المحمودي جماعة الحوثي بأنها "الوليد غير الشرعي" لإيران، ولذلك تفعل نفس ما تقوم به طهران، موضحاً أن "الحوثي يؤجل ورقة تعز في إطار الحل الشامل في الجمهورية".

فتح الطرق

وكشف عن طرح الوفد الحكومي تصور بفتح كافة الطرق الرئيسية في مدينة تعز، وبعد طرح جميع الآراء على المبعوث الأممي، "قوبل ذلك بموقف متسلط و متغطرس من الجانب الحوثي"، وفق المحمودي.

وأشار عضو الوفد الحكومي للتفاوض إلى أن المبعوث الأممي ونائبه طرحا مبادرة خاصة بالأمم المتحدة، وصفها بأنها "حققت الحد الأدنى من مطالبنا"، وتضمنت إحدى الطرق الرئيسية (طريق سوفتيل – محطة الجهيم شارع الأربعين) بالإضافة إلى طرق فرعية أخرى ستفتح بالتزامن.

ودعا المحمودي المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى الضغط على الحوثي لقبول هذه المبادرة الأممية "التي لا تعبر عن آمالنا كاملة ولكنها تمثل الحدود الأدنى منها لكسر الحصار الحوثي على تعز".

وقال إن الوفد الحكومي يعلم مسبقاً أن "مشاورات الحوثي يهدف بها إلى كسب بها الوقت، ويريد أن يبقى في مشاورات ومفاوضات إلى ما لا نهاية، لينتقل من هدنة إلى أخرى، وبالتالي لا يمكن أن نحدد مفاوضاته بسقف زمني".

ولفت إلى أنه في مشاورات عمّان الأخيرة "كان وفد الحوثي يلعب على هذا الوتر لتحقيق مكاسب لصالحه"، مضيفاً أن الوفد الحكومي ضغط على المبعوث الأممي بضرورة تحديد سقف زمني للمفاوضات حتى لا تكون عبثية".

وأكد المحمودي أن المبعوث الأممي إلى اليمن "بذل جهداً يشكر عليه، كما كانت هناك جهود من الحكومة اليمنية، حتى لا يتم تمديد الهدنة إلا بإدراج ملف تعز".

وأضاف أن الكثير من الدول الأوروبية "تفهمت حصار سكان تعز، ونأمل أن تثمر كل هذه الجهود بأن يوافق الحوثي على فتح الطرقات وإن كان الأمر سيتم بالتدرج فإننا سنوافق على ذلك".

لجنة التنسيق العسكري

من جانب أخر، عقد مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، الاجتماع الثاني للجنة التنسيق العسكري للأطراف في العاصمة الأردنية عمّان، الثلاثاء، شارك فيه ممثلون عسكريون عن الحكومة اليمنية والحوثيين وقيادة القوات المشتركة للتحالف العربي. 

وقال المكتب الأممي في بيان، إن الاجتماع الذي ترأسه المستشار العسكري للمبعوث الخاص العميد أنتوني هايوورد، شهد "أجواءً ايجابية، إذ تفاعل المشاركون بشكل بناء حول عدة قضايا تقنية متعلقة بالتزام الأطراف بتنفيذ الهدنة".

وأوضح البيان الأممي، أن اللجنة اتفقت على "إقامة غرفة للتنسيق المشترك لمعالجة أهم الأحداث المثيرة للقلق والتطرق إليها خلال فترة زمنية مناسبة، بما في ذلك ترشيح مسؤولي اتصال لغرفة التنسيق خلال مدة أقصاها أسبوع لضمان التواصل المنتظم".

وشدد هايوورد على أن "التواصل وبناء الثقة أمران ضروريان لخفض تصعيد النزاع في اليمن"، مضيفاً أن الأطراف "أظهرت التزاماً بالحوار البناء، وبذل الجهود المتبادلة لخفض التصعيد رغم التحديات المستمرة"، مؤكداً رغبتها في التمسك بالهدنة.

واتفقت لجنة التنسيق العسكرية خلال الاجتماع على عقد اجتماعات دورية شهرية لضمان استمرارية النقاشات على المستوى الاستراتيجي، بحسب البيان الأممي.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات