Open toolbar

يرتدي قناعاً وقفازات طبية خلال تدخينه سيجارة - AFP

شارك القصة
Resize text
دبي-

تحوّل التدخين ودوره المزعوم في الوقاية من فيروس "كورونا" (COVED-19)، إلى آخر القضايا الجدلية بين الباحثين، بعد ظهور دراسات متضاربة في هذا الشأن.

في الصين، حيث ظهر الفيروس للمرة الأولى، أشارت دراسة نشرتها المجلة الطبية الصينية، تتبعت أنماط الإصابة في البلاد، إلى أن التدخين من العوامل الحاسمة في التقاط العدوى، الأمر الذي يجعل المدخنين أكثر عرضة للإصابة بــ"كورنا".

ووفقاً للدراسة، فإنَّ المدخنين يصابون بأشكال أكثر خطورة من الأمراض الناتجة عن "كورونا". ونتيجة لذلك فإنهم أيضاً الأكثر عرضة للوفاة.

دراسة فرنسية معاكسة

لكن دراسة فرنسية حديثة، حاولت أن تبرهن العكس، معتبرة أن المدخنين قد يكونون محميين أكثر من غيرهم من الإصابة بفيروس "كورونا" المستجد، وذلك لأن النيكوتين يمنع الفيروس من الوصول إلى مواقع تركزه في الجسم.

ويعتقد الباحثون الفرنسيون، أنَّ النيكوتين قد يسهم بدور مهم في الوقاية من المرض المميت، وفقاً لما ورد في دراستهم التي قادها عالم الأعصاب في "معهد باستور" جان بيير تشانجوكس.

وتوصل الباحثون إلى هذا الاستنتاج بناء على بيانات جمعوها، وأظهرت أن هناك عدداً محدوداً من المدخنين، بين المصابين بـ"كورونا".

وراجعت الدراسة 500 حالة إصابة بـ"كورونا" في فرنسا، 350 منها أدخلت إلى المستشفى لتلقي العلاج، وظهرت أعراض خفيفة على 150 منها، ليتبين أن 5 في المئة فقط من مجمل تلك الحالات كانت لمدخنين.

وكانت دراسة سابقة أجريت في إيطاليا، توصلت إلى نتيجة مشابهة، وخلصت كذلك إلى أن المدخنين أقل عرضة لالتقاط العدوى من غير المدخنين.

وتفترض الدراسة الفرنسية أن النيكوتين يلتصق بمستقبلات خلايا (ACE2) التي تعد نقطة دخول فيروس كورونا، ومن ثم تمنع  الفيروس من الوصول، وتعيقه عن الانتشار في الجسم.

فرضيات مشكوك بصحتها

وتبقى الفرضية التي تناولتها الدراسة الفرنسية موضع شكّ، إذ لم يثبت للباحثين أن مستقبلات (ACE2) قابلة للإغلاق، بل أن دراسة  نشرت في مارس الماضي لعالمي الأعصاب الأميركيين جيمس إل أولدس ونادين قباني من فيرفاكس في ولاية فيرجينا، توصلت إلى أن النيكوتين يحفز مستقبلات (ACE2)، ما يزيد من فرص اختراق الفيروس للخلايا والنفاذ إليها، وهو ما يفسر - بحسب الدراسة - المستويات الحادة لأعراض فيروس "كورونا" لدى المدخنين.

وإلى أن تظهر دراسة أخرى تحسم الخلاف بين الباحثين الفرنسيين، ونظرائهم الأميركيين، يتفق معظم الأطباء في العالم على أن مدخني التبغ يحملون مخاطر إضافية ضمن حالات المصابين بفيروس "كورونا". وينصحون المدخنين بالإقلاع عن التدخين فوراً، لأن فيروس "كورونا" يهاجم الرئتين على وجه الخصوص، وهما متضررتان بالفعل لدى المدخنين.

كما يجمع الأطباء على أن التدخين يثقل الجسم بعناصر مؤذية، فمع كل سيجارة يمتص جسم المدخن عادة ما بين 1 و 3 مليغرام من النيكوتين، مع كل ما يحمله الأخير من مواد ضارة ومسرطنة.

وكانت دراسات سابقة حاولت إظهار بعض النواحي الإيجابية للتدخين على الصحة، كما في حالات الرعاش، والـ"ألزهايمر"، إذ أشارت نتائجها إلى أنه في بعض حالات الخرف الحادة، تتساوى منافع التدخين مع أضراره.

Google News تابعوا أخبار الشرق عبر Google News

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.