خسرت الصين في السنوات الثلاث الماضية أكثر من 41 مليون عامل، ويعود السبب في ذلك إلى التقاعد ووباء كورونا وانخفاض عدد السكان من حيث سن العمل، ما يضغط على بكين لرفع سن التقاعد.
ووفقاً لبيانات مكتب الإحصاء الصيني، تم توظيف 733.5 مليون صيني في عام 2022، مقابل 774.7 مليوناً في عام 2019.
وأشارت "بلومبرغ" إلى أن هذه البيانات تعكس الارتفاع المتسارع في أعداد المتقاعدين، مرجحة أنه "سيفاقم الضغوط على بكين لتسريع وتيرة تفعيل خطط رفع سن التقاعد الرسمي"، والتي لا تحظى بتأييد شعبي.
في هذا السياق، قال ستيوارت جيتيل باستين، أستاذ علم السكان في جامعة هونج كونج للعلوم والتكنولوجيا، لـ "بلومبرغ"، إن هذا الانخفاض "يعكس عوامل عدة، من قبيل ارتفاع معدل البطالة في أوساط الشباب بسبب الوباء، وتراجع عدد الأشخاص في الفئة العمرية الكلاسيكية لسن العمل".
ومنذ عام 2012 شهدت الصين تراجعاً تدريجياً في عدد العاملين الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و59 عاماً.
سن التقاعد في الصين
وبقي سن التقاعد في الصين على حاله من دون تغيير لأكثر من أربعة عقود، عند 60 عاماً للرجال و55 عاماً للنساء، حتى مع ارتفاع متوسط العمر المتوقع.
وشهدت الصين طفرة في المواليد في ستينيات القرن الماضي، ما يعني أن مجموعة كبيرة من العاملين ستخرج من الفئة العمرية من 16 إلى 59 عاماً خلال هذا العقد.
وأدرج الحزب الشيوعي الحاكم في البلاد، إجراء إصلاحات تتعلق بسن التقاعد ضمن مهامه الاقتصادية الرئيسية لهذا العام.
وتوقعت "بلومبرغ" أن يقدم المسؤولون مزيداً من التفاصيل حول خطط الإصلاح خلال هذا الشهر، مع تقديم تقرير العمل الحكومي السنوي في المؤتمر الشعبي الوطني، وهو اجتماع سنوي يعقده البرلمان الصيني المصدق عليه.
معارضة شعبية
والشهر الماضي، تم تسليط الضوء على قوة المعارضة الشعبية لأي تغييرات، عندما أثارت توقعات تقرير بحثي أصدرته شركة "سيتيك للأوراق المالية"، بارتفاع سن التقاعد للنساء بدءاً من عام 2025، إذ قابل ذلك موجة انتقادات واسعة عبر الإنترنت.
ووفقاً لبيانات مكتب الإحصاء الصيني، شهد العقد الماضي تحولاً جذرياً في القوة العاملة الصينية صوب العمل في المناطق الحضرية، وهو توجه يعتبره الخبراء الاقتصاديون "إيجابياً" للنمو الاقتصادي.
وفي هذا السياق، أشارت بيانات مكتب الإحصاء إلى أن نحو 63% من العاملين تم توظيفهم العام الماضي في مناطق حضرية، مقارنة بـ50% فقط قبل عقد من الزمان.
كما أصبح العاملون الصينيون "أكثر إنتاجية"، وتُعرف الإنتاجية العمالية بأنها الناتج المحلي الإجمالي لكل عامل، والذي ارتفع بنسبة 4.2% في عام 2022، ما يمثل "تباطؤاً" مقارنة بالمعدلات السنوية التي بلغت نحو 6% في العقد الثاني من هذا القرن.
والخميس، قال يو جيادونج، نائب وزير الموارد البشرية والضمان الاجتماعي الصيني، في إحاطة، إن الانخفاض في عدد السكان في سن العمل في الصين "جاء مدفوعاً بارتفاع أعداد المتقاعدين"، مضيفاً أن الصين لديها "أكبر عدد من السكان والقوة العاملة مقارنة بأي دولة نامية" أخرى.