بريطانيا تتأهب لإسقاط أي "مناطيد تجسس".. وصعوبات أمام زيادة الإنفاق الدفاعي

time reading iconدقائق القراءة - 6
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أمام مقاتلة من طراز "تايفون" خلال زيارته لقاعدة "كونينجسبي" الجوية بمقاطعة لينكولنشاير شرق إنجلترا. 9 ديسمبر 2022 - AFP
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أمام مقاتلة من طراز "تايفون" خلال زيارته لقاعدة "كونينجسبي" الجوية بمقاطعة لينكولنشاير شرق إنجلترا. 9 ديسمبر 2022 - AFP
دبي -الشرق

أفادت صحيفة "ذا تايمز" بأنّ سلاح الجو الملكي البريطاني في حالة تأهب لإسقاط أي مناطيد تجسس يشتبه بإرسالها من الصين أو يجري رصدها فوق أجواء بريطانيا، لافتة إلى "فجوة" في قدرات وزارة الدفاع وصعوبات تعرقل خطط زيادة الإنفاق الدفاعي، لتمويل نفقات حلف شمال الأطلسي "الناتو".

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى تجهيز طائرات مقاتلة من طراز "تايفون" للتصدي لأي تهديدات في إطار تسلسل للأحداث مدروس جيداً، يجري في قواعد سلاح الجو الملكي بجميع أنحاء البلاد. 

بحسب الصحيفة، عندما ترصد أجهزة الرادار أجساماً غامضة، يسارع فريق مراقبة يعمل على مدار الساعة في قاعدة "بولمر" الجوية بمقاطعة نورثمبرلاند، إلى تحذير قيادة سلاح الجو الملكي في مدينة هاي ويكومب بمقاطعة باكينجهامشير.

ويجري تقييم المخاطر بناءً على الأدلة المتاحة، وإذا اقتضت الضرورة، تنطلق طائرات "تايفون" من قاعدة "لوسيموث" بمنطقة موراي شمال شرقي اسكتلندا، أو قاعدة "كونينجسبي" في بمقاطعة لينكولنشاير، حسب مكان وجود التهديد.

وهذه الطائرات من طراز "تايفون إف جي آر 4" مسلحة بصواريخ "أمرام" جو-جو، وتُرسل لمواجهة التهديد، وإذا اقتضت الضرورة إسقاطه، وفي غضون ذلك تكون طائرة طراز "فوياجر" تابعة لسلاح الجو أيضاً في حالة تأهب في قاعدة "برايز نورتون" العسكرية في أكسفوردشيرلتوفير التزود بالوقود جواً، حسب الخطط المعتمدة بالقوات الجوية.

مع ذلك، رجحت الصحيفة إمكانية أن يرصد أحد حلفاء "الناتو" أي جسم طائر قبل أن يصل إلى المجال الجوي البريطاني.

"فجوة" قدرات

ولفتت الصحيفة إلى حقيقة أن المناطيد أبطأ من الطائرات المقاتلة، ولذلك يصعب رصدها بواسطة الرادار الذي يميل إلى استبعاد الأجسام بطيئة الحركة حتى لا يخلط بين الطيور والطائرات. 

مع ذلك، يمكن للرادار أيضاً اكتشاف ما إذا كان جسم يضم محتوى معدنياً أم لا، وأجهزة المراقبة الموجودة على المنطاد تعني أن من المحتمل تحديد أنه يشكل تهديداً.

وبسبب انحناء سطح الأرض، هناك حد للمسافة التي ترصد عندها محطات الرادار البريطانية الأجسام الطائرة. واعتماداً على مصدر التهديد، كان سلاح الجو الملكي يرسل في السابق إحدى طائرات الاستطلاع من طراز "إي-3 سينتري" لتحديد طبيعة التهديد من على بعد مئات الأميال.

ونوّهت الصحيفة بأن طائرات الاستطلاع تلك سحبت من الخدمة وبيعت للقوات الجوية في تشيلي، وتحل محلها الطائرة الأولى من أصل 3 طائرات من طراز "إي-7 ويدجتيلز"، عام 2024، ولكن في الوقت الراهن ثمة "فجوة" في القدرات، ما يعني أن سلاح الجو الملكي لن يكون قادراً على إرسال طائرة استطلاع للتحقق من التهديد.

صعوبات مالية

وأشارت "ذا تايمز" في تقرير منفصل إلى أن وزارة الدفاع البريطانية تواجه صعوبات في توفير المزيد من الإنفاق الدفاعي في مواجهة معارضة وزارة الخزانة تخصيص المزيد من الأموال للإنفاق الدفاعي.

وقالت إن مسؤولي وزارة الخزانة رصدوا نفقات زائدة وتأخيراً في مشاريع كبرى بوزارة الدفاع تبلغ قيمتها مليارات الجنيهات الاسترلينية، خلال محادثات متوترة على نحو متزايد قبل وضع خطة الميزانية.

في غضون ذلك، يحاول وزير الدفاع بن والاس تأمين نفقات دفاعية إضافية تتراوح بين 8 و11 مليار جنيه إسترليني خلال العامين المقبلين لتجنب التخفيضات الكبيرة في القوات المسلحة.

وتريد وزارة الدفاع زيادة ميزانية الدفاع بمقدار الخمس، لتغطية تكاليف التضخم وتقلبات أسعار الصرف وتكلفة تمويل نفقاتها على "الناتو"، والمساعدات العسكرية لأوكرانيا.

مع ذلك، تعارض وزارة الخزانة تخصيص المزيد من الأموال لوزارة الدفاع بالنظر إلى تاريخ حديث للوزارة في "إهدار النفقات". وخلال مناقشات مع نظراء، حددت عدداً من مشاريع وزارة الدفاع التي أخفقت في إنجاز عمل ذي قيمة مقابل الأموال.

في المقابل، رفض مصدر في وزارة الدفاع تلك الانتقادات، مشيراً إلى حقيقة أن ميزانية الدفاع كانت متوازنة منذ ما يقرب من 3 سنوات متتالية.

ضغوط "الناتو"

ورجحت الصحيفة أن تتعرض بريطانيا لضغوط، الثلاثاء، من حلفاء الناتو لزيادة الإنفاق الدفاعي في اجتماع لوزراء الدفاع في بروكسل. 

وعشية القمة، قال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج، إن الدول الأعضاء بحاجة إلى "الحفاظ على (الزخم)" بعد أن أعلنت كل من فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة عن خطط متعددة السنوات للاستثمار في قواتها المسلحة.

وأضاف أن هجوم الربيع للقوات الروسية في أوكرانيا بدأ، داعياً الدول الغربية إلى "تكثيف" إنتاج الذخيرة. 

وتابع: "الحرب في أوكرانيا تستهلك كمية هائلة من الذخيرة وتمحو مخزونات الحلفاء. نحن بحاجة إلى زيادة الطاقة الإنتاجية. كل هذا، بالطبع، يتطلب المزيد من الإنفاق الدفاعي".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات