رغم تحذيرات بكين.. أول وفد رسمي لنواب أوروبيين في تايوان

time reading iconدقائق القراءة - 7
نائب وزير الخارجية التايواني هاري تسينج (يمين) يرحّب بوفد البرلمان الأوروبي برئاسة النائب الفرنسي رافاييل جلوكسمان (وسط) في مطار تايوان - 3 نوفمبر 2021 - AFP
نائب وزير الخارجية التايواني هاري تسينج (يمين) يرحّب بوفد البرلمان الأوروبي برئاسة النائب الفرنسي رافاييل جلوكسمان (وسط) في مطار تايوان - 3 نوفمبر 2021 - AFP
دبي – الشرق

سعت وسائل إعلام رسمية صينية إلى تبديد التكهنات باحتمال نشوب نزاع وشيك مع تايوان، التي استقبلت أول وفد رسمي يضمّ نواباً أوروبيين، تحدّوا تحذيرات بكين من عواقب وخيمة لدعم الاتحاد الأوروبي للجزيرة، كما أفادت وكالة "بلومبرغ".

وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي الصينية منشورات بشأن أزمة محتملة مع تايوان، مدفوعة كما يبدو بدعوة الصين مواطنيها إلى تخزين الطعام، وبمعلومات تفيد بأن البلاد تستعدّ لتعبئة قوات الاحتياط. وجاء ذلك بعدما بثّ التلفزيون الصيني تقريراً أفاد بأن التايوانيين يخزّنون أغذية، علماً بأن هناك تصاعداً في التوتر بين بكين وتايبيه.

ونشرت صحيفة "إيكونوميك ديلي" الصينية تعليقاً يحضّ المواطنين على "الامتناع عن المبالغة في تفسير" بيان أصدرته وزارة التجارة، يشجّع العائلات على تخزين بعض الضروريات اليومية، نتيجة مخاوف بشأن سلسلة التوريد.

ولم يحدّد الإعلان سبب الدعوة، علماً بأن سلاسل التوريد تعطّلت نتيجة الحجر الصحي، في ذروة تفشّي فيروس كورونا المستجد، في مطلع عام 2020. ومع اقتراب موعد دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، فبراير المقبل، تخشى الحكومة تفشّي الجائحة مجدداً، واتخذت إجراءات جذرية في هذا الصدد.

"رفع علم النصر في تايوان"

وندّد حساب على مواقع التواصل الاجتماعي، تابع لصحيفة "جيش التحرير" الرسمية، بإشاعات بشأن تعبئة عسكرية، ووصفها بأنها "تافهة" و"افتراء خبيث". وأضاف الحساب: "لن يتسبّب ذلك فقط بتأثير سلبي في الدولة والجيش والمجتمع، بل قد يؤدي أيضاً إلى عواقب وخيمة".

جاء ذلك بعد تداول واسع على مواقع التواصل الاجتماعي للقطة شاشة لرسالة نصية، حضّت قوات الاحتياط على "الاستعداد لاستدعائها في أيّ وقت" لأن "قضية تايوان قاتمة جداً".

وكان تعليق الحساب التابع لصحيفة "جيش التحرير"، من بين المسائل الأكثر شيوعاً على شبكة "ويبو" للتواصل الاجتماعي. لكن الحديث تواصل عن الحرب، إذ إن تسجيلاً مصوّراً يعود إلى 63 سنة، لجنرالات في الجيش الصيني وهم يغنون بأنهم "سيرفعون علم النصر في تايوان"، نال أكثر من 130 مليون مشاهدة.

واعتبرت "بلومبرغ" أن هذا الجدل يعكس التحدي الذي تواجهه حكومة الرئيس شي جين بينج، في محاولتها إدارة مشاعر المواطنين بشأن تايوان، على رغم فرضها رقابة واسعة. وخلال أشهر من الجدل بشأن تايوان، احتاجت السلطات أحياناً إلى التدخل لتخفيف حدة الخطاب، وفي أوقات أخرى واجهت ردّ فعل عنيفاً لما اعتبره بعضهم ضعفاً في هذا الصدد.

وأرسل الجيش الصيني الشهر الماضي أكثر من 200 مقاتلة إلى منطقة الدفاع الجوي في تايوان، في ظلّ احتفالات بالعيد الوطني على جانبَي مضيق تايوان، التي تعتبرها الصين جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، وتلوّح باستعادتها، ولو بالقوة إذا لزم الأمر. وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن التزام بلاده بالدفاع عن الجزيرة، فيما أكدت الرئيسة التايوانية تساي إنج وين، انتشار مستشارين عسكريين أميركيين في الجزيرة، وهذا أمر اعتبرته بكين منذ فترة طويلة تبريراً محتملاً لحرب.

"مُحاصرة" حكام تايوان

صحيفة "تشاينا ديلي" الرسمية حذرت في افتتاحية من أن تساي وحزبها الحاكم "يقودان تايوان إلى هاوية"، واستشهدت بتعهد قيادي صيني بإنفاق إيرادات ما بعد التوحيد على تحسين رفاهية سكان الجزيرة، معتبرة أنه يُظهر "ثقة بتسوية قضية تايوان في المستقبل المنظور".

ونفت تايبيه تقارير صينية أفادت بأن التايوانيين يخزّنون إمدادات. لكن استطلاعاً للرأي أعدّته "مؤسسة الرأي العام التايوانية" الشهر الماضي، أظهر أن 28.1% من المواطنين توقّعوا هجوماً صينياً "عاجلاً أم آجلاً"، مقارنة بـ 23.7% استبعدوا ذلك.

وطرح هو شيجين، رئيس تحرير صحيفة "جلوبال تايمز" التابعة للحزب الشيوعي الصيني، الأساس المنطقي الاستراتيجي لخطاب الحكومة، وكتب أن "إعادة التوحيد السلمي" سينتج عن ممارسة ضغط كافٍ لجعل قيادة "الحزب الديمقراطي التقدمي" الحاكم في تايبيه، تسلّم بأن لا خيار لديها سوى الاستسلام.

وأضاف: "أعتقد بأنه لا تزال هناك فرصة لإعادة التوحيد السلمي، ولكن يجب أن تستند إلى شرط أن تشعر سلطة الحزب الديمقراطي التقدمي بأنها مُحاصرة وستهلَك، إن لم تقبل بإعادة التوحيد".

وفد أوروبي في تايبيه

في غضون ذلك، وصل إلى تايبيه وفد يضمّ أعضاء من اللجنة الخاصة بشؤون التدخل الأجنبي في البرلمان الأوروبي، للقاء مسؤولين بارزين، بينهم الرئيسة تساي إنج وين ورئيس الوزراء سو تسنج تشانج. ويرأس الوفد المؤلف من 7 أفراد، الرئيس الفرنسي للجنة رافاييل جلوكسمان، ويضمّ أعضاء من ليتوانيا وتشيكيا وإيطاليا، علماً بأن زيارته تستغرق 3 أيام.

وزار نواب أوروبيون تايوان بانتظام سابقاً، لكنها المرة الأولى التي يرسل فيها برلمان القارة وفداً رسمياً إلى الجزيرة، كما أعلنت وزارة الخارجية التايوانية.

وتُعدّ هذه الرحلة الأحدث في اتصالات دبلوماسية مكثفة بين أوروبا وتايبيه خلال الشهر الماضي، إذ إن وزير الخارجية التايواني جوزيف وو، وأبرز المخططين الاقتصاديين كونج مينج هسين، زارا تشيكيا وسلوفاكيا وليتوانيا، لمناقشة الاستثمار والتعاون الصناعي والعلاقات الثنائية.

وأعربت بكين عن معارضتها تعزيز العلاقات بين تايوان وأوروبا، كما انتقدت وزارة الخارجية الصينية تشيكيا لاستضافتها وو، متعهدة باتخاذ "إجراءات مضادة مشروعة" ضدها، بحسب "بلومبرغ".

وتبنّى الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي تقريراً يدعو إلى تعزيز العلاقات مع تايوان، التي وصفها بأنها "شريك وحليف ديمقراطي في المحيطَين الهندي والهادئ". ووصفت وزارة الخارجية الصينية قرار التكتل بأنه "حقير"، وحذرت من أن تأثيره سيكون فظيعاً على العلاقات مع بكين.

اقرأ أيضاً: