
قال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الاثنين، إنَّ زعيمي صربيا وكوسوفو وافقا على اتفاق مدعوم غربياً لتطبيع العلاقات بين بلديهما، لكن هناك حاجة إلى مزيد من المحادثات لمناقشة تنفيذ هذا الاتفاق.
واستضافت العاصمة البلجيكية بروكسل، الاثنين، اجتماعاً بين زعيمي صربيا وكوسوفو، وسط ضغوط من أجل التوصل إلى اتفاق يأمل الاتحاد الأوروبي في أن يسمح "باعتراف فعلي" بين الخصمين، وبتطبيع علاقاتهما.
وقال بوريل إنَّ هناك حاجة إلى مزيد من المحادثات لتحديد تفاصيل معينة بشأن العلاقات بين صربيا وكوسوفو، لافتاً إلى أنه سيتم عقد اجتماع جديد بين قادة البلدين في مارس المقبل.
وأشار إلى أنه "حتى منتصف مارس، سيتعين على الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي الذهاب مرة أخرى إلى صربيا وكوسوفو"، مضيفاً: "يمكننا إنهاء عملنا بشكل كامل على العلاقات بين صربيا وكوسوفو في منتصف مارس".
"اجتماع صعب"
من جانبه، وصف الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، الاثنين، الاجتماع الذي جمعه مع رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي والوسطاء الأوروبيين بـ"الصعب".
والتقى كورتي وفوتشيتش ببوريل في بروكسل بعد ظهر الاثنين، لمراجعة خطة يمكن أن تحدد إطار اتفاق محتمل.
وفي الأسابيع التي سبقت الاجتماع، أقر الجانبان بأنَّ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حثّاهما بإصرار متزايد على إيجاد أرضية مشتركة بعد أكثر من عقدين من الحرب بينهما.
وتأتي المحادثات في أعقاب جهود دبلوماسية مكثفة هدفت إلى إحياء الآمال في حل التوترات بين بلجراد وبريشتينا، والتي ما زالت مستعرة بعد حوالي 25 عاماً من حرب دامية بين انفصاليين ألبان والقوات الصربية، انتهت بحملة عسكرية قادها حلف شمال الأطلسي "الناتو".
رفض صربي للاستقلال
وما زالت صربيا ترفض الاعتراف باستقلال إقليم كوسوفو عنها والذي أعلنته الأغلبية الألبانية في عام 2008، وبدعم من روسيا والصين، تمنع جارتَها بريشتينا من أن تصبح عضواً في مجموعة كاملة من المؤسسات الدولية بما فيها الأمم المتحدة.
ويبلغ عدد سكان إقليم كوسوفو حوالي 1.8 مليون نسمة، غالبيتهم الساحقة من أصل ألباني، ويضم أقلية صربية تبلغ حوالي 120 ألف نسمة. وتشهد العلاقات بين بلجراد وبريشتينا أزمات متتالية منذ سنوات.
وأعلن ألبين كورتي الأسبوع الماضي أمام برلمان كوسوفو أنَّ الاتفاق الذي يتم بحثه يمكن أن يمهد الطريق لدخول سلسلة من المؤسسات الدولية إلى بريشتينا، وهو أمر طالما دعت إليه.
وقال للنواب "أعتقد أن الاجتماع المقبل سيظهر كم يمكن أن نأمل هذا العام.. أنا متفائل جداً بإمكانية التوصل إلى اتفاق في العام الجاري".
عواقب وخيمة
وفي خطاب متلفز قال الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، الشهر الماضي، إنه تلقى إنذاراً نهائياً من الدول الغربية لتطبيع العلاقات مع كوسوفو، وإلا فإنَّ صربيا ستواجه عواقب وخيمة، معتبراً أن هناك "سكيناً مسلطاً" على رقبته.
ونقل عنها (الدول الغربية) قولها "عليك قبول هذه الخطة وإلا ستواجه توقف عملية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ووقف الاستثمارات وسحبها، وسلسلة من الإجراءات الاقتصادية والسياسية التي ستلحق ضرراً كبيراً بجمهورية صربيا".
وتتزامن الضغوط الغربية المكثفة على صربيا وكوسوفو مع احتدام الحرب في أوكرانيا، وسط مخاوف أوروبية من تحاول موسكو استخدام كوسوفو لمفاقمة تقسيم أوروبا.
تغيير قواعد اللعبة
وقال المحلل السياسي في مركز نوفي ساد في شمال صربيا ألكسندر بوبوف لوكالة "فرانس برس"، إن "الهجوم الروسي على أوكرانيا غيّر قواعد اللعبة. لا يمكن أن يسمح الغرب لروسيا بفتح جبهة جديدة محتملة، وهذه المنطقة متقلبة بما فيه الكفاية".
واتهم مسؤول أوروبي رفيع المستوى، روسيا، الجمعة، في حديث للصحافيين، بالسعي الجاد لعرقلة المحادثات بين الجانبين.
ولم يتم الإعلان عن خطة الاتحاد الأوروبي، ومن غير الواضح كيف سيتلقاها الرأي العام في كل من بلجراد وبريشتينا.
ولا تزال مسألة كوسوفو تشغل إلى حد كبير جزءاً من سكان صربيا البالغ عددهم 6.7 مليون نسمة، إذ يعتبرون أن هذه الأراضي، حيث دارت معارك حاسمة على مر قرون، مهدهم القومي والديني.
ويرفض العديد من أعضاء الأقلية الصربية في كوسوفو الولاء لبريشتينا بتشجيع من بلجراد، وخصوصاًَ في شمال كوسوفو بالقرب من الحدود مع صربيا التي تشهد اشتباكات متكررة وتظاهرات وأعمال عنف أحياناً.
اقرأ أيضاً: