باكستان.. حملة اعتقالات بعد هدم معبد هندوسي

time reading iconدقائق القراءة - 5
شرطيون في المعبد المهدم ببلدة كرك الباكستانية- 31 ديسمبر 2020 - AFP
شرطيون في المعبد المهدم ببلدة كرك الباكستانية- 31 ديسمبر 2020 - AFP
إسلام آباد-وكالات

اعتقلت الشرطة الباكستانية، الخميس، 24 شخصاً خلال حملات دهم، بعد أن أحرق حشد بقيادة أنصار حزب "جماعة علماء الإسلام" الذي يوصف بأنه متطرف، معبداً هندوسياً وهَدمه.

وأعلنت الشرطة أنها تنفذ مزيداً من حملات الدهم، لاعتقال رجل الدين المتهم بالتطرف، مولانا شريف، وآخرين شاركوا في حرق المعبد، أو حرّضوا الحشد على هدمه.

وأفادت وكالة "أسوشيتد برس" بأن الهجوم حدث الأربعاء، بعدما حصل أفراد من الطائفة الهندوسية، على إذن من السلطات المحلية لترميم المعبد، في بلدة كرك التي تبعد 160 كيلومتراً جنوب شرقي مدينة بيشاور، ونقلت عن شرطيين وشهود قولهم إن الحشد كان بقيادة شريف، وأنصار الحزب.

وفي المقابل، تجمّع نحو 100 من أعضاء الجالية الهندوسية في كراتشي، معربين عن غضبهم من الهجوم، ومطالبين بإعادة تشييد المعبد في بلدة كرك، والذي أثار تدميره إدانة من ناشطين مدافعين عن حقوق الإنسان، وزعماء الأقلية الهندوسية في باكستان.

عمران خان يدين

وكان بين المتجمّعين النائب الباكستاني راميش كومار، وهو زعيم هندوسي، أبلغ المتظاهرين أنه تلقى تأكيدات من الحكومة بإعادة بناء المعبد، وبأن المسؤولين عن الهجوم سيُعتقلون ويُعاقبون.

وأضاف كومار، أنه تلقى اتصالاً هاتفياً من رئيس الوزراء، عمران خان، أعرب فيه عن تعاطفه مع الهندوس، وتابع أن خان أكد له أن كل الخطوات ستُتخذ لضمان حماية الأقليات وأماكن عبادتهم.

وأشار إلى أن المحكمة العليا في باكستان طلبت تقريراً من السلطات بشأن الهجوم، الذي ألحق أضراراً أيضاً بمزار قرب المعبد، وقال: "نحن حزينون جداً، وقلوبنا مكسورة".

وذكّر بتضرّر المعبد ذاته في عام 1997، مضيفاً أن رجال دين محليين مرتبطين بهجوم، الأربعاء، حرّضوا المسلمين سابقاً، وأشار إلى أن "مولانا شريف" فرّ ومعه رجال مسلحون، وزاد أن السلطات أمرت باعتقالهم.

"مؤامرة على الانسجام الطائفي"

ووصف وزير الشؤون الدينية الباكستاني، نور الحق قدري، الهجوم على المعبد، بأنه "مؤامرة على الانسجام الطائفي".

وكتب قدري على "تويتر" أن الهجمات على أماكن عبادة الأقليات الدينية تتعارض مع "التعاليم الصحيحة للإسلام"، وأضاف: "حماية الحرية الدينية للأقليات، هي مسؤوليتنا الدينية والدستورية والأخلاقية والوطنية".

وأفادت "أسوشيتد برس" بأن الحادث يأتي بعد أسابيع على سماح الحكومة لسكان من الهندوس بتشييد معبد جديد في إسلام آباد، بناءً على توصية من مجلس لرجال دين.

وأضافت الوكالة، أن المسلمين والهندوس يعيشون في سلام بشكل عام في باكستان، مستدركة أن هجمات أخرى استهدفت معابد هندوسية خلال السنوات الأخيرة.

وهاجر معظم أفراد الأقلية الهندوسية في باكستان إلى الهند في عام 1947، عندما قسّمت الحكومة البريطانية الهند، وأُسّست دولة باكستان.