أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الثلاثاء، مصرع 6 فلسطينيين على الأقل، وإصابة 16 آخرين خلال عملية مداهمة نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جنين بالضفة الغربية المحتلة، فيما وصفت الرئاسة الفلسطينة الوضع بأنه أشبه بـ"الحرب الشاملة".
وأظهرت لقطات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي طائرات مروحية تحلق فوق رتل آليات عسكرية تدخل مدينة جنين، وهي أحد المراكز الرئيسية للفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة.
من جانبها، ذكرت "القناة 12" التلفزيونية الإسرائيلية أن أحد الضحايا يُشتبه في أنه أطلق النار على شقيقين من مستوطنة يهودية قريبة من قرية حوارة الأسبوع الماضي.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنه "في حملة مشتركة لقوات الجيش والوحدة الشرطية الخاصة وحرس الحدود والشاباك في مخيم جنين تم تحييد منفذ عملية إطلاق النار في قرية حوارة في 26 فبراير، عبد الفتاح حسين إبراهيم خروشة، وأسفرت العملية حينها عن مصرع شخصين إسرائيليين".
وأضاف، في بيان: "خلال الحملة أطلق الجيش صواريخ محمولة على الكتف وقام بتفعيل وسائل أخرى صوب مبنى تحصن منفذ العملية بداخله، كما أطلق الجيش النار نحو عدد من المسلحين الذين أطلقوا نحوه نيرانهم بشكل مكثف ورصدت إصابات".
وأشار المتحدث إلى "تعرض القوات لإلقاء عبوات ناسفة واندلاع أعمال شغب وسقوط مسيرتين".
وأعلن المتحدث أنه بالتوازي مع الحملة، نفذت قوات أخرى تابعة للجيش نشاطاً عسكرياً آخر في مدينة نابلس، اعتقلت خلاله نجلي منفذ عملية حوارة وهما خالد ومحمد خروشة اللذين يشتبه أنهما شاركا في تخطيط وتنفيذ العملية، وأحيلا إلى قوات الأمن لمواصلة التحقيق.
"حرب شاملة"
وفي السياق، قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن عمليات القتل اليومية التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي، والتي كان آخرها في مخيم جنين "حرب شاملة وتدمير لكل شيء".
وأكد أبو ردينة في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، أن الحكومة الإسرائيلية "تتحمل مسؤولية هذا التصعيد الخطير الذي ينذر بتفجر الأوضاع وتدمير كل الجهود الرامية لإعادة الاستقرار".
وقال إن "الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال تؤكد مجدداً سعي الحكومة الإسرائيلية لإفشال جميع الجهود الإقليمية والدولية الرامية لوقف جميع الأعمال أحادية الجانب، التي يصر الجانب الإسرائيلي على الاستمرار في القيام بها".
وطالب أبو ردينة الإدارة الأميركية بالتحرك الفوري والضغط الفاعل على الحكومة الإسرائيلية لوقف عدوانها، مؤكداً أن الأحداث الجارية أثبتت أن حل القضية الفلسطينية وفق الشرعية الدولية والقانون الدولي وإعطاء الشعب الفلسطيني حقه بالحرية والاستقلال يعد "المفتاح الحقيقي لحل أزمات المنطقة".
اشتباكات حوارة
وباتت مدينة حوارة، وهي قرية فلسطينية قريبة من تقاطع طرق رئيسية شهد اشتباكات متكررة بين المستوطنين الإسرائيليين والفلسطينيين، أحدث بؤرة للتوتر في ظل العنف المتفاقم في الضفة الغربية منذ أشهر.
وفي وقت سابق، اقتحم عشرات المستوطنين، الثلاثاء، المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، في أول أيام "عيد المساخر" اليهودي، فيما تم استهداف فلسطينيين بهجمات في قرية حوارة بالضفة الغربية المحتلة.
وهاجم مستوطنون إسرائيليون، مساء الاثنين، فلسطينيين في قرية حوارة بالضفة الغربية المحتلة، التي كانت مسرحاً لهجوم عنيف شنه عشرات المستوطنين الأسبوع الماضي.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، إنه "فرّق حشوداً" في حوارة، فيما أظهرت مقاطع مصورة نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة من الشبان يرتدون ملابس سوداء يهاجمون سيارة أحد الفلسطينيين قبل أن يتمكن سائقها من الفرار، وفق "رويترز".
وأظهرت لقطات أخرى جنوداً إسرائيليين يرقصون مع مستوطنين في البلدة احتفالاً بما يُسمى "عيد المساخر" اليهودي، بينما يُسمع صوت يقول بالعبرية "حوارة تم غزوها يا سادة!".