أفغانستان.. مخاوف نسائية من عودة طالبان

time reading iconدقائق القراءة - 5
الأفغانية سلطانة كريمي تضع مكياجاً لزبونة في صالون تجميل بكابول - 25 أبريل 2021 - AP
الأفغانية سلطانة كريمي تضع مكياجاً لزبونة في صالون تجميل بكابول - 25 أبريل 2021 - AP
كابول -أ ب

أفادت وكالة "أسوشيتد برس" بأن نساءً في أفغانستان، تمتعن بحرية نسبية في بلادهنّ في السنوات الأخيرة، يخشن من عواقب استعادة حركة "طالبان" السلطة، ولو بشكل سلمي في إطار حكومة جديدة، بعد انسحاب القوات الأميركية، بحلول 11 سبتمبر المقبل.

وقالت محبوبة سراج، وهي ناشطة في ملف حقوق المرأة، والمديرة التنفيذية لجمعية "تنمية مهارات المرأة الأفغانية"، إن النساء يراقبن عن كثب مفاوضات السلام المتعثرة بين "طالبان" والحكومة الأفغانية، بشأن مستقبل البلاد بعد الانسحاب الأميركي.

وأضافت أن النساء يرغبن في ضمانات مكتوبة من الحركة، بأنها لن تعكس المكاسب التي حققنها في العقدين الماضيين. وتابعت: "لست محبطة لأن الأميركيين يغادرون.. حان الوقت لعودتهم إلى ديارهم".

لكنها وجّهت رسالة إلى الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، قائلة: "نستمر في الصراخ والقول: بحق الله، على الأقلّ افعلوا شيئاً مع طالبان، خذوا نوعاً من الضمانات منهم.. آلية" تضمن حقوق المرأة، وفق "أسوشيتد برس".

"اسم طالبان يرعبنا"

وأشارت الوكالة إلى أن الحركة حدّدت، في بيان أصدرته الأسبوع الماضي، نوع الحكومة التي تسعى إليها. وتعهدت بأن النساء "يمكن أن يخدمن مجتمعهنّ، في التعليم والأعمال والصحة والمجالات الاجتماعية، مع الحفاظ على الحجاب الإسلامي الصحيح". ووعدت بمنح الفتيات الحق في اختيار أزواجهنّ.

لكن البيان قدّم تفاصيل محدودة، ولم يضمن للنساء المشاركة في السياسة، أو التمتع بحرية التنقل، من دون مرافقة قريب ذكر.

وذكرت "أسوشيتد برس" أن كثيرين قلقون من أن مصطلحات غامضة تستخدمها "طالبان" في وعودهما، مثل "الحجاب الصحيح" أو ضمان الحقوق "المنصوص عليها في الشريعة"، تمنحها هامشاً واسعاً لفرض تفسيرات متشددة.

وأشارت الوكالة إلى شابات يعملن، أو يتدرّبن، في صالون تجميل للسيدات في كابول، ولم يختبرن تجربة حكم الحركة.

ونقلت عن سلطانة كريمي (24 عاماً)، التي تعمل في المكياج وتصفيف الشعر بالصالون. قولها: "مع عودة طالبان، سيشهد المجتمع تحوّلاً، ويُدمّر. ستُدفع النساء إلى الاختباء، ويُرغمن على ارتداء البرقع، للخروج من منازلهنّ".

وأشارت "أسوشيتد برس" إلى أن "طالبان" حظرت صالونات التجميل بشكل عام، ومنعت الفتيات من ارتياد المدارس، والحق في العمل أو الخروج من منازلهنّ، من دون مرافقة أحد أقاربهنّ الذكور.

وفي صالون التجميل بكابول، روت مالكته سادات، التي لم تكشف اسمها كاملاً، كيف وُلدت في إيران لأبوين لاجئين. وبعدما مُنعت من امتلاك مؤسسة هناك، عادت إلى وطن لم تره سابقاً، وفتحت الصالون قبل 10 سنين. سادات التي باتت أكثر حذراً، مع تصاعد العنف والتفجيرات العشوائية في العاصمة العام الماضي، لم تعُد تقود سيارتها الخاصة.

وذكرت "أسوشيتد برس" أن النساء العاملات في الصالون، أو اللواتي يتدرّبن فيه، يخشين عودة الحركة، إذ قالت إحداهنّ: "مجرد اسم طالبان يرعبنا".

"أفغانستان القديمة"

أما تاميلا بازمان فقالت إنها لا تريد "عودة أفغانستان القديمة"، مستدركة: "إذا علمنا أننا سنحصل على السلام، فسنرتدي الحجاب أثناء العمل والدراسة. ولكن يجب أن يكون هناك سلام".

ونشأت تلك النساء في ظلّ مكاسب تدريجية، ولكن مهمة، حققتها النساء منذ الإطاحة بـ"طالبان"، بعد الغزو الأميركي لأفغانستان في عام 2001. وتذهب الفتيات الآن إلى المدرسة، فيما تشارك النساء في البرلمان والحكومة، ويعملن في شركات. لكنهنّ يدركن إمكان عكس هذه المكاسب، في مجتمع يهيمن عليه الذكور، وهو محافظ جداً، وفق "أسوشيتد برس".

وقالت كريمي: "النساء في أفغانستان اللاتي يرفعن أصواتهنّ، يتعرّضن للقمع والتجاهل. غالبية النساء الأفغانيات سيلتزمن الصمت، إذ يدركن أنهنّ لن يتلقين أي دعم إطلاقاً".

وأفاد مؤشر "معهد المرأة والسلام والأمن" التابع لجامعة جورج تاون، بأن أفغانستان لا تزال واحدة من أسوأ البلدان في العالم بالنسبة إلى النساء، بعد اليمن وسوريا.

وذكرت "أسوشيتد برس" أن محافظين يسيطرون على البرلمان الأفغاني، منعوا تمرير مشروع قانون لحماية المرأة.

وأفاد صندوق الأمم المتحدة لتعليم الأطفال بأن نحو 3.7 مليون طفل أفغاني، تتراوح أعمارهم بين 7 و17 عاماً، هم خارج المدرسة، معظمهم من الفتيات.

اقرأ أيضاً: