Open toolbar

جندي بريطاني يقف أمام عربة مدرعة قبل قمة لزعماء الناتو في واتفورد - بريطانيا - 3 ديسمبر 2019 - REUTERS

شارك القصة
Resize text
دبي-

باتت خطة تحديث الجيش البريطاني مهددة، جراء استمرار تأخر برنامج "أياكس" لتزويده بمركبات مدرعة جديدة، ما يترك الجنود البريطانيين يعتمدون على معدات قديمة لفترة أطول، وذلك وفقاً لتقرير صادر عن مكتب التدقيق الوطني نشرته جريدة "فاينانشيال تايمز".

وكان برنامج "أياكس" البالغ قيمته 5.5 مليار جنيه إسترليني يهدف إلى إمداد الجيش البريطاني بمركبات تبلغ سرعتها القصوى 70 كم في الساعة، ولديها مدفع قوي عيار 40 ملم، وتتمتع بتصميم يساعدها على تجنب الاكتشاف من قبل العدو، لكن البرنامج يواجه تأخيرات منذ عام 2017.

ووجد التقرير، الذي نُشر الجمعة، أن وزارة الدفاع البريطانية "ما زالت لا تعرف متى سيتم تسليم المركبات" رغم إنفاق أكثر من 3 مليارات جنيه إسترليني بالفعل على البرنامج الذي كان من المفترض أن يحل محل مركبات مدرعة مصممة في الستينيات كان مقرراً خروجها عن الخدمة في عام 2014.

وأوضح التقرير أن وزارة الدفاع "ليست واثقة في إمكانية تحقيق هدف أبريل 2025 الذي يتمثل في الوصول للقدرة التشغيلية الكاملة".

مشاكل فنية

وعلى الرغم من توقيع شركة "جنرال دايناميكس" الأميركية على عقد لإنتاج 589 مركبة منذ أكثر من عقد لتبدأ عمليات التسليم في عام 2017، إلا أنه حتى الآن لم يتم تسليم سوى 26 مركبة فقط، ولم يدخل أي منها الخدمة.

كما تم إيقاف تجارب المركبات مرتين بسبب مشاكل أدت إلى إصابة بعض أطقمها بأضرار في السمع، فيما نشرت لجنة تم تكليفها من قبل الحكومة لتقييم "أياكس" تقريراً العام الماضي يقول إن وزارة الدفاع أصدرت أول إشعار رسمي للسلامة بشأن المشاكل الموجودة في البرنامج بعد أربع سنوات من علمها بوجودها.

وأظهر التقرير، حينها، أن الوزارة كانت على علم بالمشاكل الفنية الموجودة في البرنامج والتي تتعلق بالاهتزاز وإصدار ضوضاء منذ عام 2014، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن المسؤولين لم يكونوا على علم بمدى خطورة هذه المشاكل.

وأشار التقرير إلى أن وزارة الدفاع البريطانية لا تزال في خلاف مع "جنرال ديناميكس" حول ما وصفه بـ"القضايا التعاقدية، والسلامة، والمسائل الفنية التي لم يتم حلها"، فيما تقول الشركة: "نحن لا نزال ملتزمين بالعمل مع وزارة الدفاع لتسليم أياكس لأفراد الجيش البريطاني".

بدورها، لفتت الوزارة إلى أنها "تعمل مع الشركة لحل المشاكل الموجودة في البرنامج"، مضيفة: "يبدو أن البرنامج يشهد بعض الاضطرابات... ولن نقبل أي مركبة غير مناسبة، كما نواصل الوفاء بالتزاماتنا تجاه حلف شمال الأطلسي (الناتو) وسنعمل على تقليل أي فجوة في القدرات من خلال مجموعة بدائل".

تأثيرات كبيرة

ووجد مكتب التدقيق الوطني أن التأخيرات سيكون لها "آثار تشغيلية ومالية مهمة على الجيش"، إذ تتمحور خطط توفير شبكة من القدرات الرقمية بحلول عام 2030، حول برنامج "أياكس" بشكل أساسي، بجانب مركبة مدرعة جديدة أخرى تسمى "بوكسر"، ودبابة القتال الرئيسية "تشالنجر" المطورة.

ونبه المكتب أن الجيش البريطاني وافق على عدم نشر أياكس في وقت مبكر كما كان مخططاً له، وأنه سيعتمد بدلاً من ذلك على مركبة (واريور) المدرعة ودبابة القتال الرئيسية (تشالنجر 2)"، وذلك رغم إعلان الحكومة البريطانية، العام الماضي، أنها ستقصي أسطول "واريور" بأكمله بحلول عام 2025 بالإضافة إلى ثلث دبابات "تشالنجر 2"، وأنه سيتم تطوير الدبابات الـ148 المتبقية.

مخاطر الإلغاء

وقال رئيس لجنة الدفاع في مجلس العموم ووزير الدفاع السابق توبياس إلوود، إن التقرير "لا يبشر بالخير لمستقبل أياكس"، محذراً من أنه في حال تم إلغاء البرنامج فإن "وحدات المشاة ستكون بدون أي حماية جدية".

وأوضحت رئيسة لجنة الحسابات العامة في مجلس العموم ميج هيلير، أن "الجيش البريطاني بات مضطراً إلى الاستمرار في استخدام معدات قديمة وعفّى عليها الزمن بشكل متزايد وهو ما يقلل من قدرتنا في وقت تتزايد فيه الأخطار".

ونبه رئيس تحرير موقع "Defence Analysis" فرانسيس توسا أنه "على الرغم من إنفاق 40 مليار جنيه إسترليني على المعدات الجديدة للجيش منذ عام 2013، فإن قوته لا تزال مطابقة لما كانت عليه في عام 2010".

Google News تابعوا أخبار الشرق عبر Google News

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.