Open toolbar

الرئيس الصيني شي جين بينج يلوح بعد إلقاء خطاب في الاجتماع الـ20 للحزب الشيوعي الصيني، القاعة الكبرى، بكين – 23 أكتوبر 2022 - REUTERS

شارك القصة
Resize text
دبي-

قال الرئيس الصيني شي جين بينج أمام كبار مسؤوليه، الثلاثاء، إنه يجب على الصين  أن تخلق لنفسها "مساراً إلى الحداثة" يفوق الرأسمالية الغربية في فاعليته، ويقدم حماية أفضل للعدالة الاجتماعية.  

وفي تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الصينية الرسمية "شينخوا"، شدد شي على أن الابتكار "يجب أن يحتل مكانة بارزة في التنمية الوطنية الشاملة، ويجب أن يكون هناك توازن أفضل بين الكفاءة والمساواة".    

واعتبر الرئيس الصيني أن "نجاح نموذج التنمية الصيني، يظهر أن هناك طريقاً آخر للتحديث". وأعرب عن رفضه لـما وصفه "محاولات الاقتداء بالغرب"، مجدداً التأكيد على أهدافه بـ"زيادة الاعتماد على النفس، وتحسين أوضاع العدالة الاجتماعية".

وأكد شي أن جوهر تحقيق هذه الأهداف يكمن في "التمسك بقيادة الحزب الشيوعي"، لافتاً إلى أن "هذا ما سيقرر النجاح النهائي أو الفشل النهائي لجهود التنمية الصينية".  

ورأت "بلومبرغ" أن هذه التصريحات تعزز تعهد شي بالاعتماد على الكفاءات الصينية في مجال التكنولوجيات الرئيسية، إذ تواجه بكين جهوداً متزايدة من قبل الولايات المتحدة لاحتواء نموها. 

منهجية صينية

وبالإضافة إلى الدعوة إلى بذل مزيد من الجهود لتعزيز الاقتصاد في الوقت الحالي، شرح شي لقادته البارزين التوجه المستقبلي للصين، مشدداً على المنهجية التي يمكن أن يواصل الحزب من خلالها الإمساك بزمام البلاد. 

وحضر الخطاب جميع أعضاء المكتب السياسي وقادة الجيش وأعضاء اللجنة المركزية الجدد وقادة المقاطعات والوزراء.  

ولفتت "بلومبرغ" إلى أن هذه التصريحات كانت "واحدة من أولى الخطابات السياسية التي ألقاها شي منذ أن ضمن ولاية ثالثة على عرش البلاد في نهاية عام 2022، وأطلق رؤيته الموسعة لكل من الصين والحزب الشيوعي على المديين القصير والمتوسط".  

وفي التقرير الذي قدمه إلى مؤتمر الحزب الشيوعي في أكتوبر الماضي، أوضح شي أن التحديث على النمط الصيني يشمل جوانب عدة، أبرزها: "الرخاء العام، والتعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة، والتنمية السلمية".  

وقال آنذاك إن "التجربة أثبتت أن التحديث على النمط الصيني ممكن ومستقر"، وأنه يمثل "المسار الوحيد الصحيح لبناء دولة قوية ولتجديد شباب الأمة".  

وتستعد الحكومة الصينية حالياً للاجتماع البرلماني السنوي الذي سيبدأ في غضون أقل من شهر في بكين، حيث ستقدم بكين خططها بشأن كيفية تجاوز البلاد "المعوقات" التي ألمت بها العام الماضي، والعودة إلى مسار النمو الاقتصادي.  

تعافي الاقتصاد 

وشدد شي في خطابه على أنه "على المدى القصير، يتعين على الصين أن تسعى جاهدة لتحقيق تحسن شامل في النشاط الاقتصادي هذا العام"، مشدداً على أنه "يجب بذل المزيد من الجهود لتوجيه الكيانات التجارية، لتعزيز الثقة وإعادة الاستقرار إلى التوقعات الاجتماعية".  

كما أكد حاجة البلاد إلى "تنسيق أفضل" للوقاية من جائحة كورونا والسيطرة عليها، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والموازنة "على نحو أفضل" بين التنمية والأمن.  

وفي السياق، أفادت "شينخوا" بأن النشاط الاقتصادي الصيني أبدى انتعاشاً، بعد أن بلغت عدوى جائحة كورونا ذروتها في أعقاب الإنهاء المفاجئ لتطبيق استراتيجية "صفر كوفيد"، إذ انتعشت قطاعات الخدمات الشخصية بقوة.    

ومع ذلك، يبقى التعافي الاقتصادي "هشاً"، نظراً لاستمرار الركود في سوق العقارات وتراجع الصادرات، فيما لا تزال قوة واستدامة تحسن وتيرة الاستهلاك غير مؤكدة"، وفقاً لـ"بلومبرغ".  

وأشارت الوكالة إلى أن "هذه المخاوف بشأن الاقتصاد تشبه تلك التي أعرب عنها رئيس الوزراء لي كه تشيانج في تصريحاته في اجتماع منفصل، الثلاثاء، إذ دعا إلى بذل مزيد من الجهود من أجل تعزيز التوجه نحو التعافي الاقتصادي وتوسيع نطاقه"، لافتاً إلى أن مؤشرات النمو الاقتصادي الصيني "استقرت" نهاية العام الماضي وانتعشت في بداية 2023.  

وأضاف لي أن معدلات الاستهلاك، الذي كان القوة المحركة الرئيسية للاقتصاد على مدى سنوات، توقفت الآن عن التراجع، فيما شهدت ارتفاعاً لافتاً يناير الماضي.  

وعلى الرغم مما تقدم، حذر لي من أنه "لا تزال هناك العديد من المخاطر والتحديات والشكوك التي تطاول الاقتصاد"، مشيراً إلى أن الطلب لا يزال يعاني "عجزاً"، وأن الشركات، وبخاصة الصغيرة وتلك التي تعمل في قطاع صناعة خدمات المستهلك، لا تزال تواجه الكثير من الصعوبات.      

اقرأ أيضاً:

  

Google News تابعوا أخبار الشرق عبر Google News

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.