دراسة: الحياة في المرتفعات تقي من الإصابة بالسكتات الدماغية

time reading iconدقائق القراءة - 4
تصوير بالرنين المغناطيسي لورم في الدماغ - Mayo Clinic
تصوير بالرنين المغناطيسي لورم في الدماغ - Mayo Clinic
القاهرة-محمد منصور

نشرت دورية "فرونتير أن فسيولوجي"، دراسة جديدة تعد الأولى من نوعها لفحص حالات الاستشفاء والوفاة المرتبطة بالسكتة الدماغية لدى الأشخاص الذين يعيشون على 4 ارتفاعات مختلفة في الإكوادور.

 وربطت الدراسة بين أثر العيش على المرتفعات وفرصة الإصابة بالسكتة الدماغية، إذ تشمل البيانات التي تم جمعها على مدار 17 عاماً، أكثر من 100 ألف مريض بالسكتة الدماغية. 

ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين يعيشون على ارتفاعات أعلى لديهم مخاطر أقل للإصابة بالسكتة الدماغية والموت المرتبط بها، وأن هذا التأثير الوقائي يكون أقوى عند العيش على مرتفعات يتراوح ارتفاعها ما بين 2000 و3500 متر.

والسكتة الدماغية سبب رئيسي من أسباب الوفاة والعجز في جميع أنحاء العالم، إذ تحدث عادةً بسبب انسداد في أحد الشرايين التي تزود الدماغ بالدم أو داخله. 

وهناك مجموعة من أنماط الحياة والعوامل الصحية التي تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، منها التدخين، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول، وقلة النشاط البدني.

ومع ذلك، هناك عامل آخر تم تجاهله ويمكن أن يؤثر أيضاً في خطر الإصابة بسكتة دماغية. ألا وهو الارتفاع.

ويعني الارتفاع العالي توفر كمية أقل من الأكسجين، لذلك تكيّف الأشخاص الذين عاشوا على أرض مرتفعة مع هذه الظروف، ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح كيف تؤثر هذه البيئة في فرص إصابة الشخص بالسكتة الدماغية. 

وعلى الرغم من أن الأدلة العلمية تشير إلى أن التعرض قصير المدى للأكسجين المنخفض يمكن أن يسهم في زيادة تخثر الدم وخطر الإصابة بالسكتة الدماغية، لكن الخطر بين الأشخاص الذين يعيشون على ارتفاعات عالية بشكل دائم غير واضح.

الإكوادور

ويتمتع الباحثون في الإكوادور بميزة فريدة لاستكشاف هذه الظواهر، إذ إن الكثير من الناس يعيشون على ارتفاعات مختلفة في جبال الأنديز الأكوادورية.

وأوضح الباحثون في الدراسة أن دافعهم الرئيسي كان محاولة زيادة الوعي بمشكلة لم يتم استكشافها إلا قليلاً. 

فهناك أكثر من 160 مليون شخص يعيشون على ارتفاع 2500 متر، وهناك القليل جداً من المعلومات المتعلقة بالاختلافات المرضية من حيث السكتة الدماغية في المرتفعات.

وأضاف الباحثون: "أردنا المساهمة في المعرفة الجديدة في هذه المجموعة التي غالباً ما تُعتبر مماثلة للسكان الذين يعيشون على مستوى سطح البحر، فمن وجهة نظر فسيولوجية، نحن مختلفون تماماً".

ودرس الباحثون سجلات المستشفيات في الإكوادور بين عامي 2001 و 2017، وقيموا مستويات العلاج في المستشفى والوفاة بين الأشخاص الذين يعيشون في 4 ارتفاعات مختلفة، هي ارتفاع منخفض (أقل من 1500 متر)، وارتفاع معتدل (1500-2500 متر)، وارتفاع عالٍ (2500-3500 متر) وارتفاع عالٍ جداً (3500-5500 متر).

وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يعيشون على ارتفاعات أعلى من 2500 متر، يميلون إلى الإصابة بسكتة دماغية في سن متأخرة، مقارنة بأولئك الذين يعيشون على ارتفاعات منخفضة. 

ومن المثير للاهتمام أن الأشخاص الذين يعيشون على ارتفاعات أعلى كانوا أقل عرضة لدخول المستشفى أو الموت بسبب السكتة الدماغية. ومع ذلك كان هذا التأثير الوقائي أكبر بين 2000 و3500 متر.

وقد يكون الأشخاص الذين يعيشون على ارتفاعات عالية قد تكيفوا مع ظروف انخفاض الأكسجين، وبسرعة أكبر تنمو أوعية دموية جديدة للمساعدة في التغلب على الأضرار المرتبطة بالسكتة الدماغية.

كما قد يكون لدى هؤلاء أيضاً شبكة وعائية أكثر تطوراً في أدمغتهم تساعدهم على تحقيق أقصى استفادة من الأكسجين الذي يتنفسونه، ولكن هذا يمكن أن يحميهم أيضاً من أسوأ آثار السكتة الدماغية.

وهناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتحديد الآليات الكامنة وراء هذه الظاهرة، ولكن النتائج قد تكوّن بعض الراحة لأولئك الذين يعيشون على قمة العالم.

اقرأ أيضاً: