تجددت الحرائق المشتعلة في جزيرة "صاي" بشمال السودان منذ أيام، وسط خسائر بلغت نحو 2000 نخلة غالبيتها مثمرة، في ظل عدم قدرة قوات الدفاع المدني على احتواء آثار الحريق الذي امتد لقرى عدة في محيط الجزيرة.
وتقع جزيرة صاي بين مدينتي دنقلا وحلفا شمال البلاد، في مناطق النوبة السودانية، والجزيرة هي ثاني أكبر الجزر في السودان، إذا يبلغ طولها 12 كيلومتراً وعرضها 7 كيلومترات. وتعتبر "صاي" من المناطق السياحية والزراعية الفريدة في السودان، وتشتهر بزراعة أشجار النخيل والحمضيات والمانجو وعدد من الفواكه الأخرى.
مقومات سياحية
وعلى الرغم مما تمتلكه جزيرة صاي من مقومات سياحية وزراعية وجغرافية، تؤهلها لتكون مركزاً سياحياً وتجارياً، فإن ضعف البنى التحتية وعوامل الأمن والسلامة ومعينات الدفاع المدني، تجعل منها عرضة للحرائق المتكررة.
أسباب الحريق
وتشتعل النيران في مناطق النخيل، نتيجة لارتفاع درجات الحرارة التي تسهم في انتشار النيران في جرائد سعف النخيل الجافة، وتتسع دائرة النيران نتيجة للرياح الشديدة في المنطقة.
وقال عزيز خالد، أحد سكان قرية ضمن نطاق جزيرة "صاي" لـ"الشرق" إن عدم وجود وحدة للدفاع المدني في القرية ساهم في انتشار النيران، لافتاً إلى أن السيطرة على الحريق تمت بالجهود الذاتية.
وأشار خالد إلى أن النيران "دمرت شجر نخيل عمره مئات السنوات، وعدد كبير جداً من أشجار الفواكة والحمضيات، ولكن نحمد الله أنه لم تكن هناك خسائر في الأرواح".
الخسائر بالأرقام
تكررت بشكل ملحوظ حرائق النخيل في الولاية الشمالية خلال الـ10 سنوات الأخيرة، حيث تكبد المزراعون خسائر فادحة بسبب حريق المحاصيل، ويقدر المزارعون خسائرهم بمبلغ يتجاوز 40 مليار جنيه سوداني.
وبحسب آخر الإحصاءات الرسمية، فإن حرائق النخيل في الولاية الشمالية قضت على نحو مليون و390 ألف نخلة من أصل قرابة الـ 4 ملايين نخلة بنسبة تصل إلى 36٪ من إجمالي النخيل.