غواصة روسية تقصف كييف.. وأوكرانيا تخطط لإجلاء المدنيين من آزوف ستال

time reading iconدقائق القراءة - 8
عمال المناجم يتفقدون مبنى مدمراً بعد الضربات الروسية في كييف- 29 أبريل 2022 - AFP
عمال المناجم يتفقدون مبنى مدمراً بعد الضربات الروسية في كييف- 29 أبريل 2022 - AFP
كييف/دبي-رويترزأ ف بالشرق

أعلنت موسكو استخدام غواصة لأول مرة خلال عمليتها العسكرية لقصف أهداف أوكرانية، فيما أفادت كييف بأنها تعد خطة لإجلاء المدنيين المتحصنين في مصنع "آزوف ستال" وسط قصف روسي مستمر.

وقال مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، إن بلاده تأمل في إجلاء المدنيين المتحصنين مع المقاتلين الأوكرانيين داخل مصنع "آزوف ستال" للصلب في مدينة ماريوبل الجنوبية، مع استمرار القصف الروسي على المنطقتين الشرقية والجنوبية.

وأضاف المكتب في بيان مقتضب دون الخوض في تفاصيل: "هناك عملية مزمعة اليوم (الجمعة) لإخراج المدنيين من المصنع".

وأعلنت أوكرانيا الجمعة، سقوط شخص في القصف الروسي الذي استهدف وسط العاصمة كييف في اليوم السابق خلال زيارة كان يقوم بها الأمين العام للأمم المتحدة.

وقال فيتالي كليتشكو رئيس بلدية كييف في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي: "المسعفون الذين يواصلون البحث وإزالة الأنقاض من مبنى سكني في منطقة شيفتشينكيفسكي، حيث سقط صاروخ الخميس، اكتشفوا بقايا شخص سقط في الغارة".

غواصات روسية تدخل المواجهة

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة، استخدام غواصة تعمل بالديزل في البحر الأسود لضرب "أهداف عسكرية أوكرانية بصواريخ كروز من طراز كاليبر"، وهي المرة الأولى التي تعلن فيها موسكو عن استخدام أسطولها من الغواصات في قصف جارتها.

ونشرت وزارة الدفاع الروسية شريط فيديو يظهر وابلاً من صواريخ كاليبر تنطلق من البحر وتحلق في الأفق صوب ما قالت الوزارة إنها أهداف عسكرية أوكرانية.

أفادت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء الجمعة أن هذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها الجيش الروسي عن استخدام غواصات لمهاجمة أهداف أوكرانية.

كما أكدت الوزارة أنها نفذت ضربة جوية على كييف "عالية الدقة" خلال زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش للعاصمة الأوكرانية.

وقالت الوزارة خلال إحاطتها اليومية حول الصراع في أوكرانيا "دمرت أسلحة جوية بعيدة المدى وعالية الدقة لقوات الجو الروسية مباني شركة أرتيوم للصواريخ والفضاء في كييف".

من جانبه، قال أنطونيو جوتيريش بعد لقائه زيلينسكي في كييف الخميس، إن مناقشات مكثفة جارية للسماح بإخلاء مصنع "آزوف ستال" للصلب الذي تعرض لقصف روسي.

وأضاف جوتيريش أن المنظمة الدولية تبذل "ما في وسعها" لإجلاء المدنيين المحاصرين في مدينة ماريوبل، واصفاً المدينة الساحلية الجنوبية بأنها "أزمة داخل الأزمة، لأن آلاف المدنيين فيها يحتاجون الى مساعدة حيوية".

كما أعلنت منسقة الأمم المتحدة في أوكرانيا أنها ستتجه إلى جنوب البلاد، للإعداد لمحاولة إخلاء المدينة التي تسيطر عليها القوات الروسية بشكل شبه كامل.

وكان مجلس مدينة ماريوبل أشار إلى أن نحو 100 ألف من السكان يواجهون "خطر الموت" بسبب القصف الروسي والظروف غير الصحية، مضيفاً أن هناك "نقصاً كارثياً في مياه الشرب والطعام".

لا أهمية للمفاوضات

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وافق الثلاثاء "من حيث المبدأ" على مشاركة الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر في إخلاء المصنع، في حين أشار إلى إمكانية خروج المدنيين من المصنع بحرية، بينما يتعين على المسلحين إلقاء أسلحتهم.

وفي هذا الصدد، قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الخميس، إن الكرملين "لا يرى أهمية" للمفاوضات في الوضع المحيط بالمصنع في ماريوبل، وذلك في رد على تصريح الرئيس الأوكراني بأن كييف "مستعدة" لإجراء مفاوضات فورية بشأن إجلاء الأشخاص من المصنع، وفق ما أوردته وكالة  "تاس".

يأتي ذلك في وقت، واصلت فيه روسيا الجمعة، هجومها في المنطقتين الشرقية والجنوبية لأوكرانيا، غداة إطلاق صواريخ على العاصمة كييف خلال زيارة جوتيريش.

وتزامن القصف، وهو الأول منذ منتصف أبريل الجاري، مع زيارة جوتيريش لبلدة بوتشا ومناطق أخرى من كييف، التي شهدت انتهاكات ينسبها الأوكرانيون إلى القوات الروسية، والتي دعا منها موسكو إلى "التعاون" مع تحقيق المحكمة الجنائية الدولية في جرائم حرب محتملة.

دونباس

في السياق، قالت وزارة الدفاع البريطانية، الجمعة، إن معركة دونباس لا تزال محور التركيز الاستراتيجي لروسيا في حربها على أوكرانيا، من أجل تحقيق هدفها المعلن بـ "تأمين السيطرة على منطقتي دونيتسك ولوغانسك".

وأضافت الوزارة في تقييمها اليومي على حسابها في تويتر، الجمعة: "في المنطقتين اتسم القتال بأنه محتدم بشكل خاص بشأن ليسيتشانسك وسفرودونتسك مع محاولة للتقدم جنوباً من إزيوم صوب سلوفيانسك".

وأشارت إلى أن مكاسب روسيا على الأرض "محدودة"، وكلّفت القوات الروسية خسائر كبيرة بسبب المقاومة الأوكرانية القوية.

من جهتها، قالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إنّ "العدو يصعد هجومه. وينفذ المحتلون ضربات عملياً في كل الاتجاهات، مع نشاط مكثف خصوصاً في منطقتي خاركوف ودونباس"، مؤكدة أن الجيش الروسي يحاول منع نقل قوات أوكرانية من الشمال إلى الشرق.

وبحسب حاكم خاركوف أوليج سينيجوبوف، فإن  خمسة أشخاص سقطوا في قصف، الخميس، استهدف المدينة والمنطقة المحيطة.

وقال عبر حسابه في تلجرام إن القوات الروسية التي كانت تحاول التقدم من إيزيوم باتجاه مناطق برازكيفكا ودوفينكي وفيليكا كوميشوفاخا، تكبدت خسائر فادحة وأجبرت على التراجع.

ملاحقة مرتكبي جرائم الحرب

وأعلنت الخارجية البريطانية، الجمعة، أنها سترسل خبراء لمساعدة أوكرانيا في جمع الأدلة وملاحقة مرتكبي جرائم الحرب ومن المقرر أن يصل الفريق إلى بولندا في أوائل مايو.

وتقول أوكرانيا إنها تحقق في نحو 7600 جريمة حرب محتملة وتتحرى عن 500 مشتبه به على الأقل في أعقاب الغزو الروسي في 24 فبراير.

وذكرت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس "روسيا جلبت الوحشية إلى أوكرانيا وارتكبت فظائع مروعة، بما في ذلك ضد النساء. وستساعد الخبرة البريطانية في كشف الحقيقة ومحاسبة نظام (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين على أفعاله".

يأتي هذا الإعلان في الوقت الذي تتوجه فيه تراس إلى لاهاي للقاء رئيس المحكمة الجنائية الدولية القاضي بيوتر هوفمانسكي ونظيرها الهولندي فوبكه هويكسترا.

وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية أن "الفريق المتخصص سيساعد الحكومة الأوكرانية في جمع الأدلة وملاحقة مرتكبي جرائم الحرب وسيضم خبراء في العنف الجنسي المرتبط بالصراعات".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات