
تشهد العاصمة اللبنانية بيروت، حدثاً فنّياً استثنائياً، يتمثّل في افتتاح معرضٍ للفنّان "الثائر" بانكسي، تنظّمه شركة Musée Banksy بالتعاون مع Artbooth تحت عنوان: "عالم بانكسي ــ التجربة الغامرة"، وذلك في غاليري "آرت سبايس" في مجمّع ABC فردان، ويستمرّ لغاية 22 فبراير المقبل.
المعرض الذي وصل إلى بيروت بعد باريس وروما وميلانو ولشبونة ودبي وغيرها، يضمّ نسخاً من أكثر من 70 عملاً للفنّان البريطاني، هي نتاج عمل مجموعة من الرسّامين، قاموا بنسخ أشهر أعمال بانكسي، بما يتناسب مع جدران القاعات الداخلية، تحت إشراف فريق متحف بانكسي.
الفنّان البريطاني المعروف بجدارياته التي تحمل موقفاً نقدياً للحكومات، لم يقلّد أحداً لا في أسلوبه الفنّي ولا في طريقته في التعبير. رسم أغلبية لوحاته في ليالي المدن، ومعروف عنه مساندته للقضايا العادلة، وخصوصاً القضية الفلسطينية.
لكن المعرض البيروتي يحمل بعض التناقضات، إذ يُعرض نتاج بانكسي، المتمرّد، في أرقى المجمّعات التجارية في لبنان، وبطاقة دخول المعرض مسعّرة بالدولار الأميركي أو ما يوازيه بالعملة اللبنانية الهابطة، في وقتٍ تشهد فيه البلاد أسوأ أزمة اقتصادية ومالية منذ 4 سنوات.
لا اهتمام ولا زوّار
المعرض، على أهمّيته، يكاد يخلو من الزوّار، وحده حارسٌ وحيد يقف عند الباب، تراقبه كاميرات المجمّع للتأكد من عدم دخول أيّ كان من دون بطاقة، يساوي سعرها عملياً نصف الحدّ الأدنى للأجور في لبنان.
عموماً، لا يبدو أحد من الزوار مهتمّاً بالدخول، وكأنّ البلاد غير مهيّأة لهذا النوع من الأنشطة الفنّية، ربما لأسبابٍ مادية أو اجتماعية أو غيرها. وربما لم يروّج للمعرض كما يجب، علماً أن بانكسي لم يرسم عنها أو فيها أيّ شيء.
لقد كانت أقرب الأعمال المتعلّقة بمنطقتنا العربية، ما نفّذه بانكسي على جدار الفصل في الضفّة الغربية، كما أنشا نسخةً طبق الأصل من جدار الفصل في بيت لحم، كجزءٍ من تركيبٍ فنّي في معرض "السفر" في لندن.
عاد بانكسي إلى فلسطين مرّة ثانية في عام 2017 من خلال جداريتين للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، إحداها يبدو فيها وهو يعانق الجدار العازل، قائلاً: "سأبني لك شقيقاً"، في إشارة إلى الجدار الذي الذي كانت تشيّده الولايات المتحدة على الحدود مع المكسيك.
وكان بانكسي قد باع ثلاث لوحات مقابل 2.2 مليون جنيه إسترليني في مزادٍ في لندن، وتبرّع بعائداتها لمستشفى في بيت لحم.
اقرأ أيضاً: