الإيرانيون يتحدون تحذيرات "الحرس الثوري".. الاحتجاجات مستمرة

time reading iconدقائق القراءة - 5
متظاهرون عند مدخل إحدى جامعات طهران. 26 أكتوبر 2022 - REUTERS
متظاهرون عند مدخل إحدى جامعات طهران. 26 أكتوبر 2022 - REUTERS
طهران / دبي-أ ف برويترز

أظهرت مقاطع فيديو متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي طلاباً في إيران يتحدون تحذيرات الحرس الثوري وقوات "الباسيج" بشأن ضرورة إنهاء الاحتجاجات في أنحاء البلاد بحلول، الأحد، ما أثار رد فعل عنيفاً من شرطة مكافحة الشغب وعناصر "الباسيج"، بحسب وكالة "رويترز".

وتصاعد الغضب الشعبي إزاء وفاة الشابة مهسا أميني بعد احتجازها من قبل ما يسمى "شرطة الأخلاق" في سبتمبر الماضي، حتى بات واحداً من أصعب التحديات التي تواجهها القيادة الإيرانية للبلاد منذ ثورة 1979، إذ ردد متظاهرون هتافات تنادي بـ"موت" المرشد الإيراني علي خامنئي.

وحذّر قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي المحتجين من أن، السبت، سيكون "آخر يوم" يخرجون فيه إلى الشوارع، وهو التحذير الأكثر صرامة لمسؤول إيراني حتى الآن.

ومع ذلك، أظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي طلاباً يشتبكون مع شرطة مكافحة الشغب وقوات "الباسيج" شبه العسكرية في الجامعات بمختلف أنحاء البلاد.

وأظهر مقطع فيديو أحد أفراد "الباسيج" يطلق النار من سلاح من مسافة قريبة على طلاب يحتجون في فرع "جامعة آزاد" في العاصمة طهران.

كما سُمع دوي إطلاق نار في مقطع نشرته منظمة "هنجاو" الحقوقية خلال احتجاجات في "جامعة كردستان" في سنندج.

وأظهرت مقاطع فيديو من جامعات في مدن أخرى قوات "الباسيج" وهي تفتح النار على الطلاب.

وعود جديدة

وفي أنحاء أخرى من البلاد، حاولت قوات الأمن محاصرة الطلاب داخل مباني الجامعات بإطلاق الغاز المسيل للدموع وضرب المتظاهرين بالعصي، ما دفع الطلاب، الذين بدا أنهم عزل، إلى التراجع فيما هتف بعضهم: "الباسيج العار أغربوا عن وجوهنا" و"الموت لخامنئي".

وأفادت وكالة "هرانا" للأنباء المعنية بحقوق الإنسان في إيران بسقوط 283 متظاهراً، بينهم 44 قاصراً، على يد قوات الأمن، التي سقط منها 34 في الاضطرابات حتى السبت.

وأضافت الوكالة الإيرانية أن أكثر من 14 ألف شخص تم اعتقالهم، بينهم 253 طالباً، في احتجاجات في 132 مدينة وبلدة و122 جامعة.

وقال قائد في الحرس الثوري، الأحد، إن "مثيري الفتنة" يوجهون إهانات للحرس في الجامعات وفي الشوارع، وتوعد باستخدام المزيد من القوة إذا استمرت الاحتجاجات المناهضة للحكومة.

ونقلت وكالة إيران للأنباء "إرنا" عن قائد "الحرس" في إقليم خراسان الجنوبي العميد محمد رضا مهدوي قوله "حتى الآن، التزم الباسيج ضبط النفس والصبر، لكن الأمر سيخرج عن سيطرتنا إذا استمر الوضع".

توقيف صحافيين

وانتقد صحافيون إيرانيون، الأحد، توقيف السلطات عدداً من زملائهم على خلفية الاحتجاجات التي اندلعت الشهر الماضي في أعقاب وفاة أميني.

وأشارت صحيفة "سازندگی" الإصلاحية في عددها الصادر، الأحد، إلى أن "أكثر من 20 صحافياً لا يزالون موقوفين" في مدن إيرانية أبرزها طهران.

وأضافت الصحيفة، التي نشرت صور عدد من هؤلاء على صفحتها الأولى، أن صحافيين آخرين تم استدعاؤهم من قبل السلطات.

ووفقاً لوسائل إعلام محلية، وقّع أكثر من 300 صحافي ومصور صحافي بياناً ينتقدون فيه السلطات على خلفية "توقيف زملائنا وحرمانهم من حقوقهم بعد توقيفهم".

وأشار البيان إلى أنه لم يتح للموقوفين "التواصل مع محامين، وتم استجوابهم وتوجيه اتهامات إليهم قبل عقد جلسة استماع علنية" لهم.

وفي تصريح نشرته صحيفة "اعتماد" الإصلاحية، انتقدت نقابة الصحافيين في طهران "المقاربة الأمنية" حيال الصحافة، معتبرة أنها إجراء "غير قانوني" و"يتعارض مع الحرية".

وألمحت النقابة إلى بيان مشترك نشرته وزارة الأمن وجهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري، الجمعة، تخلله شرح عن ضلوع أجهزة أمنية خارجية، أميركية خصوصاً، في "أعمال الشغب" في إيران.

وأشار البيان الأمني إلى أن دولاً غربية نظمت "دورات تدريب" في الخارج لمواطنين إيرانيين من أجل العمل على إحداث تغيير سياسي في بلادهم.

وخصّ بيان الوزارة وجهاز الاستخبارات، اثنين من الصحافيين الإيرانيين الذين عرّفهما بالأحرف الأولى فقط، مشيراً إلى مشاركتهما في هذه الدورات الخارجية، وأدائهما "دوراً" في تزويد وسائل إعلام أجنبية بالمعلومات.

وبحسب وسائل إعلام محلية، كان البيان الأمني يتحدث عن الصحافية في "سازندگی" إلهه محمدي والمصورة في صحيفة "شرق" الإصلاحية نيلوفر حامدي، اللتين ساهمتا في تغطية قضية أميني في مراحلها الأولى، وهما قيد التوقيف منذ أسابيع.

وكتب المدير المسؤول لـ"شرق" مهدي رحمنيان أن "صحافيتنا وصحيفتنا (...) تحركتا في إطار المهمة الصحافية"، مشيراً إلى أن حامدي لم تكن من أول من كشف وفاة أميني في المستشفى.

وانتقدت سازندگی التقرير الأمني "المخيب للآمال"، محذرة من أن "مواجهة الصحافيين ستقضي على الصحافة".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات