نيويورك تايمز: الملايين من لقاحات "أسترازينيكا" تقبع في المستودعات الأميركية

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الأميركي جو بايدن مع كبير المستشارين الطبيين للبيت الأبيض الدكتور أنتوني فاوتشي - REUTERS
الرئيس الأميركي جو بايدن مع كبير المستشارين الطبيين للبيت الأبيض الدكتور أنتوني فاوتشي - REUTERS
دبي-الشرق

تقبع عشرات الملايين من جرعات لقاح كورونا، الذي طورته شركة "أسترازينيكا" البريطانية السويدية، في منشآت التصنيع الأميركية، بانتظار نتائج التجارب السريرية في الولايات المتحدة، في حين تتوسل دول رخصت استخدام هذا اللقاح للحصول عليه، وفق تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز".

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين رفيعي المستوى في الإدارة الأميركية، أن مصير هذه الجرعات يمثل موضوع جدل محتدم بين البيت الأبيض ومسؤولي الصحة الفيدرالية، إذ ينقسمون بين ضرورة أن تسمح الإدارة بتصدير الجرعات إلى دول تحتاجها بشدة، وبين رفض التنازل عنها.

ولفتت الصحيفة إلى أن "أسترازينيكا" تشارك في هذه النقاشات، وأنها طلبت من الولايات المتحدة البحث في تزويد الدول الأخرى باللقاح. ونقلت عن الناطق باسم الشركة قوله: "نتفهم أن حكومات أخرى ربما تواصلت مع الولايات المتحدة، بشأن الحصول على تبرعات من جرعات أسترازينيكا، وطلبنا من الولايات المتحدة بحث هذه الطلبات جيداً".

"وعد" بايدن

وتوجد حالياً قرابة 30 مليون جرعة معبأة في منشأة تابعة لـ"أسترازينيكا" في ولاية أوهايو، تمر بمرحلة "التعبئة النهائية" في قوارير، بحسب ما قال مسؤول مطلع على المخزون للصحيفة.

وأضاف المسؤول أن شركة "إميرجينت بايو سولوشنز"، التي تعاقدت معها "أسترازينيكا" لتصنيع لقاحها في الولايات المتحدة، أنتجت أيضاً كميات كافية من اللقاح، تكفي لتوفير عشرات ملايين الجرعات بمجرد تعبئته في قوارير. 

ورغم أن لقاح "أسترازينيكا" مرخص فعلياً في أكثر من 70 دولة، وفق الناطق باسم الشركة، إلا أن نتائج التجارب السريرية الأميركية لم تعلَن بعد، ولم تتقدم الشركة بطلب إلى "إدارة الغذاء والدواء الأميركية"، للحصول على تصريح استخدام الطوارئ.

وطلبت "أسترازينيكا" من إدارة الرئيس جو بايدن، السماح لها بإقراض الجرعات الأميركية إلى الاتحاد الأوروبي، حيث عجزت الشركة عن الوفاء بالتزاماتها الأصلية، ما أدى إلى تعثر حملة التطعيم. لكن الإدارة رفضت هذا الطلب حالياً، بحسب ما أفادت الصحيفة نقلاً عن أحد المسؤولين.

وأضافت أن مسؤولين فيدراليين بالبيت البيض، دفعوا إلى اتخاذ قرار خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وناقشوا إرسال جرعات إلى البرازيل المتضررة بشدة من الفيروس، أو إلى الاتحاد الأوروبي، أو بريطانيا.

ويعود تردد الإدارة إلى عدم اليقين بشأن إمدادات اللقاح قبل الموعد الذي حدده بايدن في نهاية مايو، لتوفير كميات كافية، تغطي جميع البالغين في الولايات المتحدة.

والأربعاء، قال بايدن للصحافيين: "إذا كان لدينا فائض (بإمدادات اللقاحات)، فسنشاركه مع بقية العالم. سنبدأ بالتأكد من رعاية الأميركيين أولاً".

فائض أميركي

لكن "نيويورك تايمز" لفتت إلى أن الولايات المتحدة قد لا تحتاج أبداً إلى جرعات "أسترازينيكا"، بسبب تحرك إدارة بايدن لطلب المزيد من إمدادات اللقاحات الوطنية المرخصة، "فايزر" و"موديرنا" و"جونسون آند جونسون".

وأضافت الصحيفة أن إدارة بايدن تعمل على تكثيف إنتاج هذه اللقاحات، وقد يكون لديها أكثر من مليار جرعة متاحة بحلول نهاية العام، معظمها يكون جاهزاً بحلول الصيف، ما يشكل إمدادات تتجاوز بكثير ما هو ضروري لتطعيم 260 مليون بالغ في الولايات المتحدة، أو حتى جميع السكان، بمجرد أن يصبح الأطفال والمراهقون مؤهلين للتطعيم.

وحذر المسؤولون الفيدراليون في المناقشات، من أن لقاح "أسترازينيكا" لا ينبغي تخزينه إلى أجل غير مسمى، نظراً إلى أن مدة صلاحيته محدودة، مثل كافة اللقاحات، إذ يمكن الاحتفاظ به في درجات حرارة الثلاجة لمدة 6 أشهر.

والخميس، صرحت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض جين ساكي للصحافيين، بأن مصنعي اللقاحات يتمتعون بحرّية تصدير منتجاتهم المصنوعة في الولايات المتحدة، مع الوفاء بشروط عقودهم مع الحكومة.

لكن "نيويورك تايمز" لفتت إلى أن تصدير الجرعات يتطلب موافقة بايدن، نظراً إلى أن إنتاج لقاح "أسترازينيكا" يتم بمساعدة قانون الإنتاج الدفاعي، مشيرة إلى مثل هذه الخطوة قد تترتب عليها تداعيات سياسية سلبية كبيرة، طالما أن الأميركيين لا يزالون يطالبون بجرعاتهم.