
وضعت شركة "سبيس إكس" حجر الأساس لإطلاق صناعة السياحة الفضائية، فجر الأربعاء، بعد أن نجحت رحلتها السياحية الأولى "إنسبايريشن 4" إلى الفضاء، بمركبتها "كرو دراجون" تحمل طاقم كامل من المدنيين، وليس بينهم أي رائد فضاء محترف، ليتحول السفر إلى الفضاء من حلم بعيد المنال إلى رحلة ممتعة لأي شخص يمتلك ثمن تذكرتها.
ويتكون طاقم الرحلة من أربعة مدنيين، وهم الملياردير جاريد إيزاكمان، مؤسس شركة Shift4 Payments لإدارة ومعالجة المدفوعات الإلكترونية، وهالي ارسينووسيان، وهي طبيبة مساعدة تبلغ من العمر 29 عاماً، وتستعد لتسجيل العديد من الأرقام القياسية خلال فترة وجودها في الفضاء، إذ أنها أول ناجية من سرطان العظام تزور الفضاء، وأصغر أميركية تسافر إلى خارج الأرض، إضافة إلى كونها أول من يزور الفضاء بطرف صناعي.
أما العضوين الآخرين فهما شان بروكتور، وهو طبيب طيار مدرب، نجح في اقتناص تذكرة السفر عبر مسابقة إلكترونية في عمله، والآخر هو كريستوفر سيمبروسكي، مقاتل عسكري بالقوات الجوية الأميركية، وحصد تذكرته من خلال دعمه لمستشفى سانت جودي البحثي للأطفال، والذي تستهدف الرحلة جمع تبرعات إليها بقيمة 200 مليون دولار.
المهمة
بالتأكيد الاستمتاع بالفضاء الخارجي هي أهم ما سيقوم به السياح الأربعة، حيث زودت "سبيس إكس" مركبتها بقبة زجاجية في قمتها، بحيث تتيح لركابها زاوية رؤية 360 درجة خلال دورانهم حول الأرض.
وستستمر رحلة "إنسبايريشن 4" لمدة 3 أيام، على ارتفاع 360 ميلاً فوق سطح الأرض، وهو أعلى ارتفاع وصلت إليه رحلة بشرية منذ رحلة ناسا في 2009 والتي كانت تستهدف إصلاح التليسكوب الفضائي "هابل".
ومن المتوقع أن يعزف سيمبروسكي الجيتار الذي صنعه مارتن غيتار، والذي تم تخزينه على متنها كواحد من عروض الرعاية المقدمة للرحلة، وأحضر بروكتور بعض كتب الشعر وبعض الفنون الشخصية، إلى جانب أن الطاقم بأكمله سيشارك في دراسة حول تأثيرات الجاذبية الصغرى على جسم الإنسان.
وتتعاون "سبيس إكس" مع معهد الأبحاث الانتقالية لصحة الفضاء (TRISH) في كلية بايلور للطب والمحققون في طب وايل كورنيل، لجمع عينات بيولوجية من الركاب قبل المهمة ويخططون لجمع البيانات الطبية الحيوية عن الركاب أثناء المهمة.