الصين وتايوان.. من الانفصال إلى "التطويق الكامل"

time reading iconدقائق القراءة - 10
قطع تابعة للبحرية الصينية خلال مناورات "السيف المشترك" حول تايوان. 8 أبريل 2023 -  REUTERS
قطع تابعة للبحرية الصينية خلال مناورات "السيف المشترك" حول تايوان. 8 أبريل 2023 - REUTERS
تايبيه -أ ف ب

أعلنت الصين، الاثنين، انتهاء مناوراتها العسكرية بالذخيرة الحيّة قرب تايوان، بـ"نجاح" بعد 3 أيام من تدريبات حاكت "تطويقاً كاملاً" لشبه الجزيرة، في تصعيد أعقب لقاء رئيسة تايوان تساي إنج ون، برئيس مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي، في كاليفورنيا الأربعاء الماضي.

ومنذ انفصال الصين الشيوعية، وتايوان في نهاية الحرب الأهلية الصينية عام 1949، أصبح المضيق الذي يفصل بينهما نقطة توتر جيوسياسية.

في ما يأتي أهم المحطات في العلاقات بين الصين وتايوان منذ انفصالهما الفعلي في قبل 74 عاماً.

1949: الانفصال

أعلن ماو تسي تونج قيام جمهورية الصين الشعبية في بكين في الأول من أكتوبر 1949.

في السابع من ديسمبر، شكل حزب كومينتانج (الحزب القومي الصيني) بقيادة تشانج كاي شيك (1887-1975) حكومة في جزيرة تايوان (فورموزا سابقاً) وحظر أي اتصال مع الصين الشيوعية.

في ديسمبر، جرت محاولة أولى للجيش الشعبي الصيني للسيطرة على جزيرتي كيموي وماتسو الصغيرتين اللتين تعودان إلى تايوان.

في 1950، أصبحت تايوان حليفة لواشنطن في الحرب ضد الصين في شبه الجزيرة الكورية. ونشرت واشنطن أسطولاً في مضيق تايوان لحماية حليفتها الجديدة من هجوم محتمل.

1971: اعتراف أميركي

في 25 أكتوبر 1971، منح مقعد الصين في الأمم المتحدة الذي كانت تشغله تايوان، لبكين.

وفي مارس 1979، أقامت واشنطن علاقات دبلوماسية مع بكين.

ومنذ ذلك الحين تلتزم الولايات المتحدة على غرار المجتمع الدولي برمته  بسياسة الصين الواحدة معترفة ببكين وحدها كحكومة شرعية، لكن ذلك لم يمنعها من إقامة علاقات وثيقة اقتصادية وعسكرية مع تايبيه.

وتواصل واشنطن ما يسمى "الغموض الاستراتيجي" حيال تايوان وتبقى حليفتها الأكبر موفرة لها دعماً عسكرياً كبيراً.

2004-1987: تحسن في العلاقات

في نوفمبر 1987، سُمح للتايوانيين بالتوجه إلى الصين القارية ما أدى إلى لم شمل عائلات، وفتح الطريق للمبادلات التجارية.

في 1991، ألغت تايبيه من جانب واحد كل الاجراءات التي تفرضها حالة الحرب مع الصين.

لكن في يونيو 1995، علقت بكين مفاوضات لتطبيع العلاقات احتجاجاً على زيارة الرئيس لي تنج هوي إلى الولايات المتحدة.

في 1996، أجرت الصين تجربة إطلاق صواريخ قرب السواحل التايوانية قبيل أول انتخابات رئاسية تايوانية بالاقتراع العام المباشر.

في انتخابات العام 2000، خسر حزب كومينتانج السلطة في تايوان للمرة الأولى. وتحسنت الروابط التجارية بين الجانبين خلال السنوات التالية.

2015-2005: تهديدات ومحادثات

في 14 مارس 2005، اعتمدت بكين قانوناً يسمح باللجوء إلى القوة في حال أعلنت تايوان استقلالها.

في الشهر التالي، عقد لقاء تاريخي في بكين بين ليان تشان زعيم حزب كومينتانج والرئيس هو جينتاو زعيم الحزب الشيوعي الصيني، في سابقة منذ 1949.

في 12 يونيو 2008، استأنفت بكين وتايبيه حوارهما الذي علق في 1995 بعد فوز مرشح كومينتانج ما يينج جيو بناءً على برنامج يقضي بالتقارب مع الصين في الانتخابات الرئاسية.

وفي الرابع من نوفمبر، وقعت الصين وتايوان سلسلة اتفاقات اقتصادية لتنظيم رحلات جوية ولتشجيع السياحة.

في يونيو 2010، وقع اتفاق إطار للتعاون الاقتصادي بين بكين وتايوان.

وفي فبراير 2014، أطلقت بكين وتايبيه حواراً بين الحكومتين للمرة الأولى منذ 1949.

2016: انتهاء شهر العسل

فازت تساي إينج وين من الحزب الديموقراطي التقدمي المؤيد تقليدياً للاستقلال، في الانتخابات الرئاسية في يناير 2016.

في يونيو، أوقفت الصين الاتصالات مع تايوان بعد امتناع الحكومة الجديدة عن الاعتراف بسياسة "الصين الواحدة".

في ديسمبر، قطع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب عقوداً من السياسة الدبلوماسية الأميركية من خلال التحدث مباشرة مع تساي عبر الهاتف.

وقال الرئيس الصيني شي جين بينج في يناير 2019 إن توحيد الصين وتايوان أمر "لا مفر منه".

2021: تصاعد الخلافات الصينية-الأميركية

في 2021، قامت الطائرات الحربية الصينية بمئات الطلعات في منطقة الدفاع الذاتي التايوانية.

في أكتوبر، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن الولايات المتحدة ستدافع عن تايوان إذا هاجمتها الصين، في تصريحات تراجع البيت البيض عن جزء منها.

وأكدت تساي وجود عدد صغير من الجنود الأميركيين في تايوان للمساعدة في تدريب قوات الجزيرة.

2022: أزمة بيلوسي 

وصلت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان في الثاني من أغسطس، خلال جولة في آسيا بعد أيام من التكهنات والتحذيرات الصارمة من بكين بشأن "عواقب" غير محددة.

وقالت بيلوسي أعلى مسؤول أميركي يزور الجزيرة منذ 25 عاماً، إن زيارتها تؤكد "التزام بلادها الراسخ دعم الديموقراطية النابضة بالحياة في تايوان".

تعهدت الصين الغاضبة بالرد وبدأت أكبر مناورات عسكرية على الإطلاق في المنطقة حيث طوقت تايوان في الرابع من أغسطس وأجرت مناورات حربية استمرت حوالى أسبوع.

شملت التدريبات نشر مقاتلات وسفن حربية وإطلاق صواريخ بالستية.

وردت تايبيه بمناورات أيضاً بينما أرسلت الولايات المتحدة سفناً حربية عبر مضيق تايوان وأعلنت عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة للجزيرة.

وفرضت الصين عقوبات على بيلوسي لكن زيارتها شجعت وفوداً أميركية أخرى وأوروبية على التوجه إلى تايوان.

2023: تساي تلتقي مكارثي

توقفت تساي مرتين في الولايات المتحدة في طريقها إلى أميركا اللاتينية وعودتها منها بين 29 مارس و5 أبريل، والتقت رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي في رحلة العودة  في كاليفورنيا في الخامس من أبريل.

حذرت بكين من الاجتماع وأصدرت إدانات وشددت على أن تايوان جزء من أراضيها وأن "سيادة الصين وسلامة أراضيها لا يمكن المساس بهما أبداً".

في الثامن من أبريل، أي بعد يوم على عودة تساي إلى تايبيه، أطلقت بكين مناورات عسكرية لمدة ثلاثة أيام تشمل تدريباً على "تطويق" تايوان.

في العاشر من أبريل، أعلنت الصين أن طائرات تابعة لها "تحمل ذخيرة حيّة" شاركت في المناورات التي شملت محاكاة لفرض "حصار جوي" على تايوان.

وأعلنت واشنطن ابحار مدمرة أميركية في مياه بحر الصين الجنوبي الذي تطالب بكين بالسيادة عليها، ما أثار تنديداً صينياً.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات