تحقيق: مؤيدو "كيو أنون" يعتقدون أن الديمقراطيين يأكلون الأطفال ويشربون دماءهم

time reading iconدقائق القراءة - 4
أحد أعضاء حركة "كيو أنون" المؤيد للرئيس السابق دونالد ترمب، خلال اقتحام مبنى الكابيتول - 6 يناير 2020  - REUTERS
أحد أعضاء حركة "كيو أنون" المؤيد للرئيس السابق دونالد ترمب، خلال اقتحام مبنى الكابيتول - 6 يناير 2020 - REUTERS
دبي -الشرق

قال أحد الناشطين في حركة "كيو أنون" (QAnon) اليمينية المتطرفة، التي تنشر نظريات المؤامرة في الولايات المتحدة وتدعم الرئيس السابق دونالد ترمب، إنه كان يعتقد برفقة أعضاء الحركة، أن "كبار مسؤولي الحزب الديمقراطي، يأكلون الأطفال ويشربون دماءهم".

وفي تحقيق أجرته شبكة "سي إن إن" وستبثه لاحقاً، سأل معد البرنامج أندرسون كوبر، العضو السابق في الحركة: "هل كنت تعتقد بأن كبار المسؤولين الديمقراطيين، والشخصيات الشهيرة، يشربون دماء الأطفال؟"، ليرد عليه: "أريد أن أعتذر لأنني كنت أفكر بهذه الطريقة، وأن أعتذر لأنني كنت أظن أنكم تأكلون الأطفال"، ليقاطعه المذيع قائلاً: "يعني أنك كنت تأمن بأنني أشرب دماء الأطفال"، ليرد عليه عضو "كيو أنون" السابق: "نعم كنت أؤمن بذلك".

صلتها بترمب

ويزعم مؤيدو نظرية "كيو أنون" أن الرئيس الأميركي السابق ترمب يقود حرباً سرية ضد الدولة العميقة، وشبكة من السياسيين، والشخصيات العامة، ورجال الأعمال حول العالم المتورطين في عبادة الشيطان وتجارة الأطفال، فضلاً عن  تناول لحم البشر أملاً في العثور على أكسير يطيل العمر. 

ورُفعت لافتات مؤيدة للحركة في مؤتمرات سياسية خاصة بالرئيس السابق ترمب، كما أصبحت حاضرة على الساحة السياسية الرسمية، كفريق دعم سياسي له وجود. وتحدث ترمب عن مؤيدي هذه الحركة، وقال إنه لا يعلم الكثير عنهم، ولكنه أشار إلى أنهم "أناس يحبون الولايات المتحدة".  

أصل الحركة

خلال عام 2017، نشأت المجموعة التي تطلق على نفسها "كيو أنون" (QAnon)، على موقع 4Chan الطائفي، تبعاً لمؤسسها مجهول الهوية، والمعروف بلقب "كيو" (Q)، والذي ادعى أن لديه موافقة أمنية أميركية من وزارة الطاقة، تعرف باسم "كيو كليرانس" (Q clearance)، والتي تصرح له الوصول إلى معلومات سرية، تتعلق بالأمن القومي للبلاد. 

ويؤمن أتباع الحركة، أن "كيو" عمل في السابق ضمن الإدارات المقربة من الرئيس، وقرر الانفصال عنها للكشف عن معلومات استخباراتية خطرة. ويزعم أتباعها أنّ "دولة عميقة" تسيطر على الولايات المتحدة منذ عقود، وهي منظمة سرية تضم مسؤولين كباراً مثل آل كلينتون وأوباما، وعائلة روتشيلد، ونجوم من هوليوود وشخصيات النخبة العالمية، بحسب ما أورده "مركز بيو للبحوث" (Pew Research center). 

ارتفاع التأييد

وعلى مدى سنوات تنامى حضور مؤيدي النظرية، لا سيما على مواقع التواصل الاجتماعي إبان فترة الإغلاق الكامل جراء تفشي فيروس كورونا، إذ رصدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن الأنشطة على المجموعات الخاصة بـ"كيو أنون" ازدادت بنسب تصل إلى 300% على مدى 6 أشهر فقط. 

وبالتوازي مع تفشي الجائحة، اتسعت النظرية لتشمل الفيروس ذاته، فيما يشبه الفانتازيا السياسية، حيث وصف مؤيدوها كورونا بـ"الخدعة الحكومية"، كما روجوا معلومات خاطئة عن اللقاحات، وأقنعة الوجه. ومع تزايد شعبية نظرية "كيو أنون"، خصوصاً بين داعمي الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، توسعت الحركة، واخترقت الحاجز الافتراضي لوسائل التواصل الاجتماعي، لتظهر على أرض الواقع.

ودفعت هذه الظاهرة ومخاطرها الحقيقية، مكتب التحقيقات الفدرالي، إلى اعتبار حركة "كيو أنون" اليمينية "تهديداً إرهابياً داخلياً" في عام 2019.

وكان موقع تويتر وفيسبوك، أغلق خلال الأيام الماضية، مئات الحسابات المرتبطة بهذه الحركة، خصوصاً قبل تنصيب الرئيس الأميركي جو بايدن.

اقرأ أيضاً: