
تستعد ولاية لويزيانا الأميركية لوصول الإعصار "إيدا" الذي يتوقع أن يصبح عاصفة "شديدة الخطورة"من الفئة الرابعة لدى وصوله الأحد، إلى الولايات المتحدة.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، السبت، إنه تحدث مع حكام الولايات في منطقة خليج المكسيك ونسق مع مؤسسات الكهرباء لإعادة التيار الكهربائي بعد الإعصار إيدا.
وأضاف مخاطباً موظفي الوكالة الاتحادية لإدارة حالات الطوارئ: "إيدا يتحول إلى عاصفة خطيرة جداً جداً".
وأعلن مكتب السلامة والأمن البيئي، المسؤول عن تنظيم صناعة الطاقة البحرية بالولايات المتحدة، أن شركات الطاقة خفضت السبت إنتاج النفط الخام في خليج المكسيك بنسبة 91%، أو 1.65 مليون برميل مع اجتياح الإعصار إيدا حقول النفط البحرية.
وأشارت بيانات المكتب إلى أن الشركات خفضت أيضاً 1.89 مليار قدم مكعبة من إنتاج الغاز الطبيعي أو 85% من الإنتاج.
وتوقعت هيئة الأرصاد الوطنية "مداً بحرياً يهدد الأرواح"، عندما يبلغ الإعصار اليابسة، على سواحل ولايتي لويزيانا وميسيسيبي، محذرة من "أضرار كارثية للرياح"، مناشدة الأهالي في المناطق المهددة التزام تعليمات المسؤولين المحليين.
وقال فرع هيئة الأرصاد في نيو أورليانز في تغريدة "حان وقت التصرف، يُتوقع الآن أن يصل إيدا لليابسة، بقوة إعصار من الفئة الرابعة".
وحثت الهيئة من ينوي الرحيل عن المنطقة على أن يتحرك بـ"أسرع وقت ممكن".
وتعد هذه الفئة ثاني أعلى مستوى على مقياس"سافير سيمبسون" لقياس رياح الأعاصير، والتي تبلغ أدنى سرعة لها 209 كم بالساعة.
وأعلنت ولاية لويزيانا، حالة الطوارئ والتأهب للعاصفة، بعد 16 عاماً على الإعصار "كاترينا" المدمر الذي ضرب الولاية، وأغرق 80 % من نيو أورليانز، وأودى بحياة أكثر من 1800 شخص.
مغادرة المنازل
وسارع أهالي المناطق الأكثر خطورة لمغادرة منازلهم، واصطفوا في طوابير لتوفير المؤونة اللازمة والسلع الضرورية.
وأصدر المسؤولون تعليمات لإجلاء الأهالي خارج سدود الحماية من الفيضانات، في نيو أورليانز والبلدات الساحلية المعرضة للخطر، على ساحل الولاية مثل جراند آيل.
وقال قائد الشرطة في مقاطعة جراند آيل، سكوتر ريسويبر، لوسائل إعلام محلية "الناس يحزمون أمتعتهم الآن، ويغادرون"، مضيفاً: "نعلم أنها ستكون عاصفة كبيرة".
وسيساعد إعلان حالة الطوارئ، الذي وافق عليه الرئيس الأميركي جو بايدن، في الإفراج عن أموال فدرالية إضافية، ومساعدات للولاية الجنوبية، من أجل تعزيز الاستعدادات وجهود الاستجابة.
وقال حاكم لويزيانا، بيل إدورادز "حان الوقت لأهالي لويزيانا أن يستعدوا، ويحرصوا على أن يكونوا مع عائلاتهم، ويبقوا على أهبة الاستعداد لأي احتمالات".
وطلبت رئيسة بلدية نيو أورليانز لاتويا كانترل، من الأهالي القاطنين داخل نطاق سدود الحماية من الفيضانات، البقاء في منازلهم، وقالت لموقع إخباري محلي "لا نريد الناس في الطرقات، وبالتالي تعرضهم لخطر أكبر".
تجهيز مركز إيواء
وجُهز مركز إيواء للأشخاص الذين لم يتم إجلاؤهم، ولا يريدون البقاء في منازلهم، وفق رئيسة البلدية، وقالت هيئة الأرصاد "إن العاصفة ستترافق على الأرجح مع سقوط أمطار غزيرة، وفيضانات كبيرة جنوب شرق لويزيانا، إلى سواحل ميسيبي وألاباما".
واجتاحت الأسبوع الماضي عاصفة استوائية السواحل الشمالية الشرقية للولايات المتحدة، متسببة بانقطاع الكهرباء عن آلاف الأميركيين، واقتلاع أشجار وأمطار قياسية.
وحذر العلماء من زيادة وتيرة الأعاصير القوية، في وقت ترتفع حرارة مياه المحيطات، بسبب التغير المناخي، ما يفاقم المخاطر على التجمعات السكنية الساحلية في العالم.
الوصول لكوبا
وكان الإعصار قد وصل إلى مناطق غرب كوبا، في ساعة متأخرة الجمعة، بقوة عاصفة من الفئة الأولى، ترافقه رياح بلغت سرعتها القصوى 130 كم بالساعة.
واجتاح إعصار "إيدا" ولاية بينار ديل ريو في كوبا، وأُجلي على إثرها أكثر من 10 آلاف شخص، فيما قُطعت الكهرباء وقائياً، قبل وصول العاصفة، وعُلقت في العاصمة هافانا خدمة النقل العام، بحلول منتصف اليوم، وأجلي آلاف الأشخاص.