محادثات فيينا.. إيران تدعو لرفع الحظر عنها وإسرائيل تلوح بحل عسكري

time reading iconدقائق القراءة - 7
المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل جروسي خلال زيارته لطهران، 23 نوفمبر 2021 - via REUTERS
المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل جروسي خلال زيارته لطهران، 23 نوفمبر 2021 - via REUTERS
دبي-الشرق

قبل أقل من أسبوع من اسئتناف المفاوضات النووية بين إيران والقوى الدولية في فيينا، قالت طهران، الخميس، إن المفاوضات تمثل "فرصة لإثبات حسن النوايا"، و"رفع الحظر" المفروض عليها، فيما قالت إسرائيل إنها تعمل على تطوير قدراتها لتنفيذ ضربة عسكرية ضد النووي الإيراني.  

وقال مندوب إيران بالوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد رضا غائبي، إنَّ الجولة المقبلة من المفاوضات الرامية لاستعادة الاتفاق النووي توفر فرصة فريدة للأطراف الأخرى بالاتفاق والولايات المتحدة، لإثبات حسن نواياهم بالنسبة للعودة إلى التنفيذ الكامل لالتزاماتهم، من خلال إلغاء جميع إجراءات الحظر بطريقة فعالة.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) عن غائبي، قوله خلال اجتماع لمجلس محافظي الوكالة "تعتقد إيران أن المفاوضات يجب أن تكون موجهة نحو النتائج. لذلك، من المهم أن تتضمن نتيجة هذه الجهود ضمان إلغاء جميع إجراءات الحظر المفروض بطريقة فاعلة، وقابلة للتثبت منها".

ودعا غائبي إلى رفع الحظر المفروض على بلاده، وقال إنه "من غير المنطقي توقع المزيد من ضبط النفس" من بلاده ما لم يحدث ذلك، مضيفاً، بحسب وكالة أنباء "فارس": "لقد أوضح وفدنا بالتفصيل خلال الاجتماعات السابقة لمجلس الحكام الأسباب والعوامل التي أدت الى الوضع الحالي الذي نواجهه فيما يتعلق بالاتفاق النووي".

وتابع: "نحن نعتقد أنه غير صحيح من الناحية المنهجية، وغير حكيم من الناحية المنطقية أن نتوقع نتيجة أو أثراً مختلفاً، فيما لا تزال الأسباب والعوامل نفسها موجودة".

ضربة عسكرية

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس، الخميس، إن إسرائيل تعمل على تطوير قدراتها لتنفيذ ضربة عسكرية ضد البرنامج النووي الإيراني، وذلك إلى جانب جهودها لتحسين بنود أي اتفاقية مستقبلية بين القوى الدولية وطهران، بحسب ما أوردته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

ورداً على سؤال حول ضربة محتملة ضد برنامج إيران النووي، قال جانتس: "في ما يتعلق بإيران، يجب أن نؤثر على حلفائنا، وأن ننخرط في مناقشات مستمرة معهم. واجبنا الآخر هو بناء قوة عسكرية، وهذا في حد ذاته أمر مهم"، مضيفاً أنه وجه الجيش "بتحسين تحشيداته العسكرية، بالتوازي مع مباحثاتنا مع شركائنا الاستراتيجيين".

وحول السيناريو الأفضل لأي اتفاق نووي جديد مع طهران، قال جانتس إنَّ "إسرائيل تريد اتفاقاً يعالج ليس فقط مسألة تخصيب اليورانيوم، وإنما أيضاً الصواريخ والأنشطة الإيرانية في الإقليم، بما في ذلك دعمها لوكلائها في جميع أنحاء الشرق الأوسط".

واعتبر الوزير الإسرائيلي أنَّ "الاتفاقية الجيدة هي تلك التي تسد الثغرات الموجودة في الاتفاقية الحالية من حيث التخصيب النووي، وأنظمة الإطلاق، ومدة الاتفاقية، إضافة إلى أنشطة إيران في المنطقة"، على حد وصفه.

خلافات 

وتأتي تصريحات جانتس في ظل اختلاف كبير بين إسرائيل والولايات المتحدة في ما يتعلق بإيران، فبينما تفضل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن حلاً دبلوماسياً للمسألة النووية، تشكك تل أبيب في جدوى أي اتفاقية في ظل الظروف الحالية.

كما تأتي هذه التطورات في ظل التجاذبات بين طهران ووكالة الطاقة حول برنامج إيران النووي، ومراقبة المنشآت النووية، وعدم التوصل لاتفاق نهائي، رغم الزيارة التي أجراها المدير العام للوكالة رفائيل جروسي إلى طهران هذا الأسبوع. 

وقالت بعثة الولايات المتحدة في فيينا إنها تشعر بخيبة أمل شديدة لأن إيران رفضت إحراز تقدم في القائمة الطويلة من القضايا العالقة، وتحقيق تقدم في توضيح الأسئلة والأجوبة للوكالة الدولية للطاقة الذرية. 

وأضافت البعثة أن "قدرة الوكالة على توفير تأكيدات بشأن الطبيعة السلمية الحصرية لبرنامج إيران النووي، هي الضمان الأساسي الذي نعتمد عليه لتقديمه".

"تصعيد نووي"

وقالت بريطانيا وفرنسا وألمانيا في بيان مشترك الأربعاء، إن إيران لديها ما يكفي من المواد النووية لتصنيع أكثر من رأس نووي واحد، بعدما أعلنت الأسبوع الماضي زيادة مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب بنسبة تتجاوز بأضعاف السقف المحدد في الاتفاق النووي 2015.

وجاء في البيان الذي أصدرته الدول الثلاث، وأوردته وكالة "تاس" الروسية للأنباء: "نشعر بقلق عميق من أن إيران على مدى أكثر من عامين، واصلت تصعيدها النووي المنهجي، وتقوم بتحديث قدراتها النووية بشكل دائم وتعريض المجتمع الدولي لمخاطر كبيرة".

وأضاف البيان "ليس لدى إيران أي مبرر مدني مقبول للتخصيب بمقدار 20% و60%، كما أن إنتاج اليورانيوم العالي التخصيب (HEU) هو أمر غير مسبوق لدولة ليس لديها برنامج أسلحة".

وقال المبعوث الأميركي الخاص لإيران روبرت مالي، الأربعاء، إن الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي إذا اقتربت إيران بشدة من الحصول على سلاح نووي. 

وجاءت التصريحات الأميركية قبيل استئناف محادثات الاتفاق النووي بين طهران والقوى الدولية، الأسبوع المقبل.

وقال مالي في مقابلة مع "الإذاعة الوطنية العامة" تم بث مقتطفات منها الأربعاء: "إذا بدؤوا في الاقتراب أكثر من اللازم (من صنع قنبلة نووية)، عندها طبعاً لن نكون مستعدين للوقوف مكتوفي الأيدي"، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز".

وأكد قائد القيادة المركزية الأميركية كينيث مكينزي أن "قواته مستعدة لخيار عسكري محتمل، في حال فشل المحادثات النووية مع إيران".

وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأسبوع الماضي، أن إيران زادت مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب إلى 24 ألفاً و897 كيلوغراماً، بنسبة تتجاوز بأضعاف السقف المحدد في اتفاق 2015.

وبدأت إيران التملص من التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق منذ عام 2019، بعد عام من انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بشكل أحادي من الاتفاق، وقراره بإعادة فرض عقوبات على طهران.

ويسعى الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إعادة واشنطن إلى الاتفاق، فيما تطالب طهران برفع جميع العقوبات التي فرضت أو أعيد فرضها من قبل واشنطن منذ عام 2017.

وستنضم باقي الأطراف الموقعة على الاتفاق (بريطانيا، الصين، فرنسا، ألمانيا، روسيا) إلى المحادثات، فيما ستشارك الولايات المتحدة بشكل غير مباشر.