أهالي هونج كونج يرفضون فصلهم عن أطفالهم المصابين بكورونا

time reading iconدقائق القراءة - 5
أطفال أثناء حضورهم احتفالاً وطنياً في هونج كونج، الصين - 1 أكتوبر 2021 - REUTERS
أطفال أثناء حضورهم احتفالاً وطنياً في هونج كونج، الصين - 1 أكتوبر 2021 - REUTERS
هونج كونج- أ ف ب

ضاق سكان هونج كونج ذرعاً بسياسة فصل الأهل عن أطفالهم المصابين بكوفيد-19، وتعالت أصوات الأهالي والمختصين الرافضين لهذه الإجراءات والمحذرين من تفاقم أزمة انتشار وباء كورونا.

وقالت لورا (32 عاماً)، المولودة في بريطانيا والمقيمة الدائمة في هونج كونج لوكالة فرانس برس، إن نتيجة اختبار كورونا، الذي خضعت له ابنتها البالغة 11 شهراً جاءت إيجابية، بعدما نُقلت الطفلة إلى المستشفى مساء الأحد جراء ارتفاع في حرارة الجسم وصعوبة في التنفس.

وأصبح وضع "أفا" الموجودة في وحدة العناية المركزة مستقراً في الوقت الحالي، وستُنقل قريباً إلى وحدة العزل، لكنها ستتعافى وحيدة خلال 7 أيام على الأقل بعيدة من أهلها. وقالت الأم: "قلت إنني سأنام في الرواق، على الأرض، في أي مكان".

مكالمة فيديو سريعة

وتمكنت لورا وزوجها نك من التحدث إلى أفا، الثلاثاء، عبر مكالمة فيديو سريعة. وأشارت الوالدة إلى أن المكالمة "كانت تقطع القلب". وتابعت: "يكون القلق من الانفصال في ذروته في هذه السن. كانت أفا في حال يرثى لها وكانت تبكي وتردد أمي أمي".

وأكد المسؤول عن هيئة المستشفيات المحلية لاو كا-هين أن الأولاد المصابين بكورونا يُفصلون عن أهلهم. وقال للصحافيين، الثلاثاء: "بذلنا كل ما في وسعنا ليكون الآباء والأولاد المصابون بكورونا في المستشفى نفسه، ليتمكن الأهل من رعاية أبنائهم".

وأوضح كا-هين قائلاً: "لكن عدد الأولاد المصابين بكورونا مرتفع جداً، ويحتاج الموظفون إلى وقت طويل حتى يتمكنوا من تجهيز غرف مناسبة لهم".

"لا أعرف ماذا علي أن أفعل"

وفي خضم أسوأ موجة في تاريخها، تسجل حالياً المدينة المكتظة بالسكان آلاف الإصابات بكورونا يومياً، بينما تمتلئ المستشفيات ووحدات العزل بالمصابين.

وتمكنت سياسة "صفر كوفيد" الصارمة على الطريقة الصينية من إبقاء الفيروس بعيداً في العامين الماضيين، رغم أنها تسببت في عزل المركز الدولي السابق، لكن وصول المتحورة أوميكورن في بداية العام عقّد المهمة على السلطات.

وأمرت الصين هونج كونج بالالتزام بسياسة "صفر كوفيد" وبعزل أي شخص يُصاب بالفيروس. وعبر صفحة في فيسبوك تضم 17 ألف متابع يتحدث أغلبيتهم اللغة الكانتونية وخُصصت لأمهات يبحثن عن علاج مضاد للفيروس، أشارت كثيرات إلى أن أطفالهن مرضى لكنهم يخشون الذهاب إلى المستشفى.

وكتبت شان هور، وهي واحدة من أعضاء المجموعة "ابني البالغ سنتين ونصف السنة مصاب بالحمى منذ الاثنين. لا أعرف ماذا علي أن أفعل، فأنا خائفة للغاية".

وواجهت السلطات في هونج كونج غضباً متزايداً بسبب النقص في الاستعدادات اللازمة لمواجهة أي زيادة مفاجئة في حالات كوفيد، رغم أنها شهدت عامين من الراحة من جراء تطبيق سياسة "صفر كوفيد".

وقال عالم الأحياء الدقيقة في جامعة هونج كونج سيدهارت سريدهار في تغريدة عبر تويتر "إذا تعين على طفل دخول المستشفى من جراء كوفيد، يجب السماح لأحد الوالدين أن يبقى معه في الغرفة نفسها ما لم تكن حالة الطفل خطرة للغاية". وأضاف "خلال فترات كهذه، من المهم أكثر من أي وقت مضى أن تبقى عقلانياً ومتعاطفاً".

"تأخير العلاج"

ونشرت صحف لا تنتقد السلطات كثيراً في العادة كـ"أورينتل دايلي"، مقالات افتتاحية هذا الأسبوع وجهت فيها انتقادات لقادة المدينة، في أسلوب مباشر بات نادراً في هونج كونج، حيث تقمع السلطات المعارضة في أعقاب مظاهرات مؤيدة للديمقراطية نُظمت عام 2019.

وعطلت إجراءات التباعد الصارمة والمتغيرة على الدوام، أنشطة الشركات بدرجة كبيرة وأثرت بدرجة كبيرة في الأطفال إذ تعطلت دراستهم على مدى العامين الماضيين.

وأعلنت رئيسة السلطة التنفيذية في المدينة كاري لام الثلاثاء أن العطلة الصيفية ستبدأ باكراً هذا العام في مارس وأبريل لتجهيز المدارس، حيث ستُجرى في مارس سلسلة من ثلاثة اختبارات كوفيد إلزامية في المدينة كلها.

وأظهرت أرقام هذا الأسبوع أن عدد المغادرين من المدينة وصل إلى أعلى مستوى له منذ بداية الجائحة والقمع السياسي.

ويخشى بعض الخبراء في المجال الصحي من أن تزيد قواعد العزل الصارمة في هونج كونج انتشار الفيروس. وكتب الطبيب المحلي ديفيد أوينز عبر تويتر هذا الأسبوع "إن خوفي الحقيقي هو في تأخر الأهل في معالجة أطفالهم خوفاً من الانفصال عنهم".

تصنيفات