كتاب كامالا هاريس للأطفال.. "تقرير كاذب" يثير الجدل في واشنطن

time reading iconدقائق القراءة - 5
نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس - REUTERS
نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس - REUTERS
القاهرة - الشرق

واجهت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس انتقادات شديدة الأسبوع الماضي، على خلفية تقرير صحافي زعم أن الإدارة الأميركية تدفع مقابل كتاب ألفته هاريس، وتقدمه هديةً إلى اللاجئين في ولاية كاليفورنيا.

وأثار التقرير، الذي نشرته صحيفة "نيويورك بوست"، اهتماماً واسعاً لدى وسائل الإعلام وأعضاء جمهوريين في الكونغرس، الذين تساءلوا عن مدى تربح هاريس من توزيع كتابها على اللاجئين.

وتصاعد الجدل السياسي والإعلامي بشأن التقرير، حتى خرجت الصحافية التي كتبته الأربعاء عن صمتها، واعترفت بأنه "تقرير مزيف" وأنها "تلقت أوامر بكتابته"، من دون أن تكشف مزيداً من التفاصيل.

"الأبطال الخارقون في كل مكان"

وفي 23 أبريل الجاري، نشرت صحيفة "نيويورك بوست" تقريراً زعم أن كتاب الأطفال، الذي أصدرته كامالا هاريس بعنوان "Superheroes Are Everywhere" (الأبطال الخارقون في كل مكان)، يتم توزيعه في مأوى يقع في مدينة لونغ بيتش بولاية كاليفورنيا، على الأطفال اللاجئين الذين يعبرون الحدود المكسيكية.

وأرفقت الصحيفة هذه القصة، والتي جاءت في الصفحة الأولى، مع صورة فوتوغرافية تُظهر سريراً صغيراً، عليه بعض أدوات العناية الشخصية، كوسائد ومعجون أسنان وحقيبة ظهر، إضافة إلى كتاب كامالا هاريس. 

وجر التقرير انتقادات واسعة على الإدارة الأميركية من قبل وسائل إعلام وسياسيين من الحزب الجمهوري.

وكتب عضو الكونغرس الجمهوري ماديسون كاوثورن، في تغريدة على تويتر: "تقول كامالا الآن إنهم يحرزون تقدماً فيما يتعلق بأزمة بايدن الحدودية"، مضيفاً: "حقاً؟ هل يعتبر ارتفاع المخاوف بـ900% مقارنة بالنسبة الماضية وزيادة تهريب مخدر  الفنتانيل بـ233% تقدماً بالنسبة إليكم؟".

وتابع ماديسون، في التغريدة، التي أرفقها بصورة كتابها بمركز اللاجئين، أنه لابد من أن كامالا هاريس كانت "تتحدث عن إحراز تقدم في مبيعات كتابها".

بدورها، كتبت لورين بويبرت، عضو الكونغرس الجمهورية، تغريدة على تويتر، جاء فيها: "لماذا ينفق نظام بايدن أموال دافعي الضرائب في سبيل توفير كتاب هاريس لمهاجرين غير شرعيين قادمين للولايات المتحدة؟".

أما السياسية رونا مكدانييل، فتساءلت بوضوح عن مكسب هاريس المادي، قائلة في إحدى تغريداتها: "ها قد علمنا أن المسؤولين يوزعون كتاب هاريس على المهاجرين في المنشآت الحدودية، فمن الواجب أن نسأل: هل تلقت هاريس مقابلاً مادياً عن هذه الكتب؟ وهل تتربح من أزمة بايدن الحدودية؟".

"تدقيق صحافي"

وتحرت صحيفة "واشنطن بوست" بدورها القصة، وقالت في تقرير لتدقيق الحقائق، إن مسؤولين من مدينة "لونغ بيتش" أوضحوا في تصريحاتهم للصحيفة أن "كتاب هاريس لا يوزع على الأطفال كهدية ترحاب، ولكن توجد بالفعل نسخة منه تم التبرع بها في إطار حملة تبرع واسعة بالمدينة". 

وقال المتحدث باسم المدينة كيفين لي، لـ"واشنطن بوست"، إن "لونغ بيتش" لديها حملة موسعة في المدينة تقام بالتعاون مع مكتب المؤتمرات والزوار، للتبرع بالألعاب والكتب اللازمة لدعم الأطفال المقيمين بشكل مؤقت في مأوى وزارة الصحة والخدمات الإنسانية بالمدينة.

وشدد كيفين على أن "الكتاب المذكور الذي يظهر في اللقطة الفوتوغرافية الشهيرة، وصل عن طريق التبرعات ولم يتم شراؤه من قبل الوزارة أو المدينة". 

"أُمِرت بكتابة القصة"

وعدّلت صحيفة "نيويورك بوست" قصة "كتاب كامالا" على موقعها الإلكتروني، فأصبح عنوانها: "كامالا ليست على الحدود، ولكن طفلاً مهاجراً واحداً على الأقل سيحظى بكتاب نائبة الرئيس".

وأضافت الصحيفة تنويهاً من هيئة التحرير في نهاية التقرير، يقول إن "القصة الأصلية أشارت إلى توزيع الكتاب في مجموعات الترحيب، ولكن القصة خضعت للتحديث، ويبدو أن هناك نسخةً واحدة معروفة فقط من الكتاب أُعطيت لطفل". 

وأعلنت مراسلة صحيفة "نيويورك بوست" لورا إيتاليانو، التي كتبت القصة، أنها استقالت من منصبها بعد أن "أُمرت بكتابة تقرير كاذب" عن كامالا هاريس، وفق قولها على تويتر.

وغردت قائلة: "قصة كامالا هاريس غير صحيحة، أُمِرت بكتابتها وفشلت في الرد عليها بقوة كافية.. كانت نقطة الانهيار بالنسبة لي".

ووفقاً لصحيفة "واشنطن بوست"، فإن إيتاليانو تعمل كمراسلة في صحيفة "نيويورك بوست" منذ التسعينات، لافتة إلى أن الصحافة لم تستجب لطلبها للرد.

من جانبها، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن مراسلتها السابقة لورا إيتاليانو، لم ترد على أي استفسارات بشأن استقالتها أو خلفيات إعداد القصة.