
أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الأربعاء، أن الأسبوع المقبل سيشهد توقيع اتفاقية لتصدير الحبوب الأوكرانية بين أطراف الاجتماع الرباعي الذي عقد في إسطنبول، وضم تركيا وأوكرانيا وروسيا والأمم المتحدة لمناقشة نقل الحبوب من أوكرانيا.
وأضاف آكار في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء التركية "الأناضول" أن "الاجتماع الرباعي لمناقشة نقل الحبوب من أوكرانيا اتفق على إنشاء مركز تنسيق في إسطنبول يضم ممثلي الأطراف"، لافتاً إلى أن "الوفدين الأوكراني والروسي سيجتمعان الأسبوع القادم في تركيا، ويراجعان جميع التفاصيل للتوقيع على الإجراءات التي قمنا بها".
وأكد أن أعضاء الاجتماع اتفقوا أيضاً على "ضمان أمن ممرات شحن الحبوب من الموانئ الأوكرانية"، وتقديم "ضمانات لحماية صادرات الحبوب الأوكرانية".
واعتبر أن اجتماع إسطنبول بشأن الحبوب الأوكرانية شهد تفاهماً "بشأن إجراء عمليات تفتيش مشتركة في نقاط الخروج والوصول بالموانئ وضمان سلامة الملاحة".
"خطوة مهمة للأمام"
من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إنه تم اتخاذ "خطوة مهمة للأمام" لاستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية من البحر الأسود، معرباً عن أمله بأن "تسمح لنا الخطوات القادمة بالتوصل إلى اتفاق رسمي بهذا الشأن، إذ لم نتوصل حتى اللحظة لاتفاق نهائي".
وأضاف في مؤتمر صحافي أن "كل الأطراف برهنت على حرصها على التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن تصدير الحبوب الأوكرانية"، مشدداً على أن "الطريق ما زال طويلاً للتوصل إلى اتفاق سلام روسي أوكراني".
وجرت، الأربعاء، أول محادثات بين روسيا وأوكرانيا منذ مارس بمشاركة الأمم المتحدة ومسؤولين أتراك بهدف كسر الجمود المستمر بشأن صادرات الحبوب، والذي أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، فيما يواجه الملايين خطر الجوع.
ويأتي الاجتماع المحفوف بالمخاطر في إسطنبول في ظلّ غياب أي بوادر على تراجع الغزو الروسي لأوكرانيا، وخوض الأطراف معركة طويلة الأمد بالرصاص تُدمّر الحجر والبشر.
ألغام البحر الأسود
وأوكرانيا من أهم مصدّري القمح والحبوب في العالم. وقبيل الحرب كانت كييف تصدر شهرياً 12% من القمح العالمي، و15% من الذرة، و50% من زيت عباد الشمس. لكنّ السفن الحربية الروسية والألغام التي زرعتها كييف في أنحاء البحر الأسود تسبّبت بتوقف صادراتها.
تواجه محادثات إسطنبول تعقيدات بسبب الشكوك المتزايدة بأن روسيا تحاول تصدير حبوب استولت عليها من مزارعين أوكرانيين في مناطق واقعة تحت سيطرتها.
وأظهرت بيانات وكالة الفضاء الأميركية نُشرت الأسبوع الماضي أن 22% من الأراضي الزراعية في أوكرانيا تقع تحت السيطرة الروسية منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير.
وقبل محادثات إسطنبول، أشار الطرفان إلى أنهما أحرزا تقدماً مع وجود خلافات. حتى إن وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا قال إن كييف "على بعد خطوتين من اتفاق مع روسيا". وأضاف في حديث مع صحيفة "ال بايس" الإسبانية، "نحن في المراحل الأخيرة، ويعتمد كلّ شيء الآن على روسيا".
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيجور كوناشينكوف إن موسكو "قدمت حزمة من المقترحات من أجل التوصل إلى أسرع حل عملي" للأزمة.
والثلاثاء، قالت روسيا إن مطالبها تضمّ الحقّ في "تفتيش السفن لتجنّب تهريب للأسلحة"، وهو مطلب رفضته كييف.
ويقول مسؤولون أتراك إن 20 سفينة تجارية موجودة في البحر الأسود يمكن تحميلها على وجه السرعة بالحبوب الأوكرانية.
وعرضت الأمم المتحدة خطة لتسهيل الصادرات من شأنها إنشاء ممرات آمنة عبر الألغام التي يُعرف مكانها. وحصل الاقتراح على دعم محدود فقط في كلّ من موسكو وكييف.
وطلبت كييف أن تكون سفنها مصحوبة بسفن حربية من دولة صديقة مثل تركيا. في حين ترفض أوكرانيا إزالة الألغام البحرية خوفاً من هجوم برمائي روسي على مدنها الواقعة على البحر الأسود على غرار أوديسا.
ويرى خبراء أن نزع الألغام من البحر الأسود هو عملية معقّدة قد تستغرق أشهراً، لكن معالجة أزمة الغذاء العالمية تتطلّب حلولاً سريعة.