
أعلن رئيس برنامج الأغذية العالمي، السبت، التوصل إلى اتفاق مع إثيوبيا لتوفير وصول أكبر لعمال الإغاثة وتوسيع نطاق العمل في إقليم تيغراي الذي يمزقه النزاع في شمال البلد الإفريقي.
ويأتي إعلان المدير التنفيذي للبرنامج، الأميركي ديفيد بيسلي، وسط تنامي المخاوف من كارثة إنسانية في تيغراي، بعد 3 أشهر من اندلاع القتال بين القوات الموالية للحزب الحاكم في الإقليم وحكومة رئيس الوزراء آبي أحمد.
وكتب بيسلي على تويتر عقب زيارة إلى ميكيلي عاصمة تيغراي، إن الحكومة وبرنامج الأغذية العالمي "اتفقا على خطوات ملموسة لتوسيع وصول العاملين في المجال الإنساني عبر تيغراي، وسيقوم البرنامج بتوسيع نطاق عملياته".
وتابع: "ما يقرب من 3 ملايين شخص بحاجة إلى مساعدتنا الآن وليس لدينا وقت نضيعه".
وقال برنامج الأغذية العالمي الحاصل على جائزة نوبل للسلام لعام 2020، في بيان إن "المسؤولين الإثيوبيين وافقوا على الإسراع في مراجعة طلبات عمال الإغاثة للتحرك داخل المنطقة".
وذكر أيضاً أنّ برنامج الأغذية العالمي وافق على طلبات الحكومة لتقديم مساعدات غذائية طارئة لمليون شخص في تيغراي، والمساعدة في نقل مساعدات إلى المناطق الريفية التي يصعب الوصول إليها.
وأفادت وزيرة السلام الإثيوبية مفرحات كامل في بيان منفصل بأن الحكومة "تتحرك على وجه السرعة للموافقة على طلبات تنقل الموظفين الدوليين إلى تيغراي وداخلها".
وصول مقيد
واشتكى كبار مسؤولي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية مراراً من القيود المفروضة على الوصول إلى تيغراي، حيث يستمر القتال، رغم إعلان الرئيس الإثيوبي النصر أواخر نوفمبر بعد دخول القوات الفدرالية عاصمة الإقليمية.
وجاء في بيان برنامج الأغذية العالمي أن البنود الجديدة تندرج "ضمن الاتفاقية القائمة" بالفعل بين الحكومة والأمم المتحدة بشأن المساعدات.
ويقيد الاتفاق وصول الأمم المتحدة إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، لكن مسؤولاً كبيراً في الأمم المتحدة أفاد وكالة "فرانس برس" بأن التقدم "مهم" ومن شأنه تيسير الوصول إلى عمق تيغراي.
وقال المسؤول: "ليس من الجيد الالتزام فقط بالطرق الآمنة". وتابع: "دورنا هو أن نكون مصممين على الوصول إلى آخر شخص محتاج، ولا ينبغي أن يعيقنا وجود الميليشيات".
وأشار برنامج الأغذية العالمي في بيانه إلى أن "عمليات الحراسة المسلحة للبضائع والأفراد الإنسانيين ستتم كملاذ أخير"، ونوهّ المسؤول بأن "المناطق غير الآمنة كثيرة ومهمة".
وقللت الحكومة من شأن المخاوف من انتشار المجاعة، بينما روّجت لجهودها الخاصة لتلبية احتياجات سكان الإقليم البالغ عددهم حوالي 6 ملايين نسمة، وقالت إنها قدمت مساعدات غذائية طارئة إلى 1.8 مليون شخص.
ولا يزال وصول وسائل الإعلام إلى المنطقة مقيداً بشدة، ما يعقد الجهود لتأكيد الظروف الحقيقية على الأرض.
وخلال زيارة إلى إثيوبيا الأسبوع الماضي، شدّد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، على الحاجة إلى نظام أكثر كفاءة لتسهيل وصول عمال الإغاثة وتوزيع المساعدات.
وزاد غراندي أن الجميع يؤكد، بما في ذلك السلطات المحلية، أن هناك حاجة إلى تقديم المزيد للاجئين، بخلاف ما تقدمه الحكومة، وتابع أن "الوضع كما قلت خطير للغاية وعاجل للغاية، بدون اتخاذ مزيد من الإجراءات سيزداد الأمر سوءاً".