119 مليون إصابة بكورونا في العالم.. وأزمة "أسترازينيكا" تتفاعل

time reading iconدقائق القراءة - 6
جرعة من لقاح "أسترازينكا" المضاد لكورونا - REUTERS
جرعة من لقاح "أسترازينكا" المضاد لكورونا - REUTERS
روما-أ ف برويترز

خوفاً من تفشي موجة جديدة من وباء كورونا بعد ارتفاع أعداد الإصابات على مستوى العالم، دخلت إيطاليا مرحلة إغلاق جديد، فيما تبدأ البرتغال تخفيف القيود التي فرضتها في إطار تدابير احتواء الفيروس.

وأظهر إحصاء لـوكالة "رويترز" أن ما يزيد على 119.54 مليون شخص أُصيبوا بفيروس كورونا على مستوى العالم، في حين وصل إجمالي عدد الوفيات إلى 2 مليون و775 ألفاً و528 شخصاً.

وبينما يظل الاتحاد الأوروبي متأخراً على صعيد حملات التلقيح، تزداد أزمة شركة "أسترازينيكا"المنتجة للقاح، والتي تدافع عن لقاحها وسط مخاوف من آثار جانبية محتملة له، بحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.

إغلاق جديد

تقرير وكالة الصحافة الفرنسية، أشار إلى أن 3 أرباع مناطق إيطاليا التي تجاوزت عتبة 100 ألف وفاة، دخلت إغلاقاً جديداً اعتباراً من الاثنين، يسري في المناطق المعنية حتى 6 إبريل المقبل (يتخلل هذه الفترة عيد الفصح)، بحيث تغلق المدارس، والمطاعم، والمتاجر، والمتاحف، في غالبية مناطق البلاد المصنفة حمراء في إطار مكافحة الوباء. وتعول السلطات الإيطالية على تحسن "في النصف الثاني من الربيع" حسبما قال وزير الصحة روبرتو سبيرانزا.

وكانت إيطاليا الدولة الأوروبية الأولى التي اجتاحها فيروس كورونا، بداية العام الماضي، وفرضت إغلاقاً في الشمال في البداية ثم توسع لاحقاً ليشمل كامل أراضيها. 

في المقابل، تبدأ البرتغال بتخفيف القيود مع إعادة فتح دور الحضانة والمدارس الابتدائية. 

أما فرنسا، التي تجاوزت، الجمعة، عتبة 90 ألف حالة وفاة، فقررت نقل نحو 100 مريض مصاب من أقسام العناية المركزة في العاصمة باريس، حيث بلغت أقسام الإنعاش في المستشفيات قدرتها الاستيعابية القصوى تقريباً.

تعثر أوروبي

ولا يزال الاتحاد الأوروبي متأخراً عن الولايات المتحدة وإسرائيل والمملكة المتحدة على صعيد التلقيح، على خلفية مشكلات تتعلق بلقاح "أسترازينيكا/أكسفورد" بسبب مخاوف من آثار جانبية محتملة؛ فضلاً عن التأخر في تسليم الشحنات.

أما في هولندا، فقررت الحكومة تعليق استخدام اللقاح المذكور احترازياً حتى 28 مارس الجاري، بعد "آثار جانبية محتملة" رُصدت في الدنمارك والنرويج على علاقة باستخدام أسترازينيكا، من دون أن يثبت حتى الآن الروابط المحتملة في هذه المرحلة حسبما أكدت وزارة الصحة.

وفي وقت سابق، الأحد، اتخذت أيرلندا القرار ذاته، بعد تسجيل 4 حالات تجلط دموي جديدة في النرويج لدى بالغين تلقوا اللقاح.

تعليق وتأخر

وكانت النرويج التي أشارت، السبت، إلى حدوث حالات نزيف تحت الجلد لدى بالغين شباب تلقوا اللقاح، علقت الأسبوع الماضي، استخدامه. أما تايلاند وجمهورية الكونغو الديمقراطية، فقد أرجأتا حملة التطعيم.

وبعد تعليق لمدة قصيرة، إثر وفاة مُدرسة، السبت، قررت منطقة بييمونتي الإيطالية معاودة استخدام "أسترازينيكا"، باستثناء حزمة من اللقاحات التي ينتجها المختبر السويدي-البريطاني.

"أسترازينيكا آمن"

رئيس الوكالة الإيطالية للأدوية، جورجيو بالو، قال إنّ لقاح "أسترازينيكا" لا يشكل "أيّ خطر"، معتبراً أنّ منافعه أكبر بكثير من المخاطر". ودعا إلى الاعتماد فقط "على معطيات علميّة".

وأصرّت وكالة الأدوية الأوروبية، وشركة "أسترازينيكا" المُصنعة، على أن اللقاح لا يزال "آمناً"، وقال متحدث باسم الشركة، إنّ "تحليلاً بشأن بيانات السلامة لدينا، المرتبطة بحالات مسجّلة من أكثر من 17 مليون جرعة لقاح تمّ إعطاؤها، لم يكشف عن أيّ أدلّة بشأن ازدياد خطر التعرّض لجلطات في الدم".
وبينما شهد الاتحاد الأوروبي، والمملكة المتحدة، حدوث حالات تجلط عميقة في الشرايين وفي الرئتين لدى أشخاص تلقوا اللقاح، قالت الشركة: "في الواقع، تبلغ الأعداد المسّجلة لأحداث كهذه بالنسبة للقاح أسترازينيكا، أقل من العدد الذي كان ليسجّل بشكل طبيعي في أوساط السكان غير المحصّنين".

وأعلنت منظّمة الصحّة العالميّة، الجمعة، أنه لم يتمّ التأكد من وجود علاقة سببيّة بين تلقّي اللقاح، والإصابة بجلطات في الدم، لكن وكالة الأدوية الأوروبية، اعتبرت أن ثمة رابطاً سببياً "مرجحاً" في بعض الحالات "الواردة في 41 تقريراً حول حساسيات مسجلة بين 5 ملايين عملية تلقيح في المملكة المتحدة".

وأضافت الوكالة، أن هذه الحساسيات الحادة، يجب أن تضاف إلى قائمة الآثار الجانبية المحتملة للقاح، لكنها على الرغم من ذلك، شددت على أن "أسترازينيكا" لا يزال لقاحاً "آمناً".

"ضربة" للاتّحاد الأوروبي

وتضررت سمعة "أسترازينيكا" بشكل أكبر، السبت، عندما أعلنت عن تأخر تسليم الشحنات إلى الاتحاد الأوروبي، إلى يونيو المقبل.

وكان هذا الإعلان بمنزلة "ضربة" أخرى لقادة الاتّحاد، الذين واجهوا انتقادات بشأن البداية المتعثرة لحملة التطعيم في القارة التي يصيبها الوباء بشدة.
 
وقال المفوض الأوروبي لشؤون السوق الداخلية، تييري بروتون، إن إعلان أسترازينيكا "غير مقبول (..) أو أقله غير مفهوم".

لكنّه سعى إلى الطمأنة بشأن خطة التطعيم الأوروبية، بقوله إنّ "التأخّر في الحصول على لقاحات أسترازينيكا لا يعني أنّنا سنتأخّر في برنامج التطعيم في الربع الأول من السنة".

وتعول المفوضية الأوروبية التي فاوضت على عقود شراء اللقاحات باسم الدول الأعضاء الـ27 على تسريع التطعيم في الربع الثاني من السنة الراهنة، وتتوقع تلقيح 70% من الأوروبيين بحلول نهاية الصيف.

اقرأ أيضاً: