تقرير: البنتاجون توقع "خسائر جماعية" قبل ساعات من هجوم مطار كابول

time reading iconدقائق القراءة - 5
جندي أميركي خلال مناوبة حراسة في مطار حامد كرزاي الدولي بالعاصمة الأفغانية كابول - VIA REUTERS
جندي أميركي خلال مناوبة حراسة في مطار حامد كرزاي الدولي بالعاصمة الأفغانية كابول - VIA REUTERS
دبي - الشرق

علم كبار مسؤولي وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) بوجود تهديد إرهابي وشيك، واستعدوا لوقوع "خسائر جماعية"، قبل ساعات فقط من وقوع الهجوم الانتحاري على مطار كابول، الخميس الماضي، الذي أسفر عن سقوط عشرات الضحايا من مدنيين وعسكريين، حسبما كشفت مجلة "بوليتيكو" الأميركية.

وأفادت المجلة في تقرير، الاثنين، بأنه قبل 24 ساعة فقط من الهجوم، اجتمع كبار القادة العسكريين الأميركيين، لمناقشة آخر التطورات حول الوضع المتدهور في أفغانستان.

وأصدر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، حينها تعليمات إلى أكثر من 10 من كبار قادة الوزارة في جميع أنحاء العالم، للقيام بالاستعدادات لحدث وشيك، قد يسفر عن "خسائر جماعية".

واستندت المجلة لمحادثات داخلية بين كبار قادة البنتاجون، في الساعات التي سبقت هجوم المطار، الخميس الماضي، وإلى مذكرات سرية من 3 مكالمات منفصلة، قالت "بوليتيكو" إنها حصلت عليها، ومقابلات مع اثنين من مسؤولي وزارة الدفاع، وصفتهم بأنهم على دراية مباشرة بالمكالمات. 

وأوضحت المجلة أنه خلال الاجتماع، حذر الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، من معلومات استخباراتية "مهمة" تشير إلى أن فرع تنظيم داعش في أفغانستان كان يخطط "لهجوم معقد"، حسبما نقلت المذكرات عنه قوله.

وأوضحت المجلة أن القادة الأميركيين الذين شاركوا في الاجتماع افتراضياً من كابول، حذروا من أن "بوابة آبي"، التي طُلب من المواطنين الأميركيين التجمع عندها من أجل الدخول للمطار، كانت تمثل "أعلى درجة خطورة"، وقاموا بتفصيل خططهم لحماية المطار.

ووفقاً للمذكرات السرية، قال أوستن: "لا أعتقد أن الناس يتعرضون لقدر هائل من المخاطر على الأرض". وفي مكالمة منفصلة الخميس الماضي في كابول، قام القادة بتفصيل خطة لإغلاق بوابة "آبي" بحلول ظهر الخميس بتوقيت كابول.

لكن الأميركيين قرروا إبقاء البوابة مفتوحة لفترة أطول، من أجل السماح لحلفائهم البريطانيين، الذين سارعوا بالجدول الزمني لانسحابهم، بمواصلة إجلاء أفرادهم، المتمركزين في فندق البارون القريب.

وذكرت المجلة أن القوات الأميركية ظلت تتعامل مع طلبات الوافدين إلى المطار، عند بوابة "آبي" في كابول الخميس، عندما فجّر انتحاري سترته الناسفة هناك، ما أودى بحياة ما يقرب من 200 شخص، من بينهم 13 أميركياً.

تحذير بايدن

وأشارت "بوليتيكو" إلى أنه في الأسبوع الذي سبق الهجوم، تحدث الرئيس الأميركي جو بايدن وكبار مسؤولي الإدارة مراراً بشكل علني، عن التهديد العام الذي يشكله تنظيم داعش على المطار.

وأوضحت أن بايدن استشهد بهذا التهديد كسبب لعدم تمديد المهمة العسكرية، إلى ما بعد 31 أغسطس الجاري. كما حذر بايدن، السبت، من أن هجوماً إضافياً لداعش كان "مرجحاً للغاية".

أجراس الخطر

وذكرت "بوليتيكو" أن نص تلك المكالمات التي جرت خلال المؤتمر، والتي قالت إن مسؤولاً بوزارة الدفاع أقر بصحتها، تكشف تفاصيل المحادثات التي جرت على أعلى مستوى لقيادة البنتاجون. وأوضحت أن تلك المكالمات كانت تدق أجراس الخطر بشأن هجوم محتمل.

وتعليقاً على ما نشرته المجلة، قال المتحدث باسم البنتاجون جون كيربي: "هذه القصة تستند إلى الكشف غير القانوني عن معلومات سرية، ومداولات داخلية ذات طبيعة حساسة".

وأضاف: "بمجرد علمنا بالمواد التي تم الكشف عنها لمراسل بوليتيكو، قمنا بالتواصل مع (المجلة) على أعلى المستويات، لمنع نشر المعلومات التي من شأنها أن تعرض قواتنا وعملياتنا في المطار لخطر أكبر".

وتابع: "ندين الكشف غير القانوني عن معلومات سرية، ونعارض نشر قصة إخبارية مبنية على تلك المعلومات أثناء استمرار عملية خطيرة". وامتنع البيت الأبيض عن الإدلاء بمزيد من التعليقات.

إجراءات مضادة

وأوضحت "بوليتيكو" نقلاً عن مسؤول دفاعي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أنه تم تمرير المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بالتهديد الأمني في مطار كابول، والمفصلة في تلك المكالمات، إلى التسلسل القيادي على أعلى المستويات.

وقال المسؤول إن البيت الأبيض أخذ التهديدات على محمل الجد، ودعم اتخاذ القادة للإجراءات التي يرونها مناسبة، مضيفاً: "لم تكن هناك إدارة تفصيلية من واشنطن للجهود المبذولة لمحاولة منع هذا الهجوم".

وأضاف المسؤول أن "إجراءات تفادي الهجوم الوشيك تضمنت إغلاق بوابتين بالمطار بشكل دائم، وإخطار نقاط التفتيش التابعة لحركة طالبان بالتهديد المحتمل، ومطالبتهم بوضع ذلك في الاعتباء أثناء إجراءات الفحص، والحد من حركة السير والمركبات عبر عدد من البوابات، وإصدار تنبيهات للمواطنين الأميركيين من تهديدات محددة في مواقع محددة".