تقرير: الخطة الأميركية لإعطاء جرعة معززة من اللقاح جاهزة في سبتمبر

time reading iconدقائق القراءة - 11
أميركي يتلقى جرعة من لقاح كورونا في إطار حملة التطعيم الواسعة التي تشهدها الولايات المتحدة - 5 أغسطس 2021 - Getty Images
أميركي يتلقى جرعة من لقاح كورونا في إطار حملة التطعيم الواسعة التي تشهدها الولايات المتحدة - 5 أغسطس 2021 - Getty Images
دبي-الشرق

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، الجمعة، إن استراتيجية الولايات المتحدة الخاصة بالجرعات المعززة من لقاحات كورونا، ستصبح "جاهزة بحلول بداية سبتمبر القادم".

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة على النقاشات التي تدور داخل إدارة الغذاء والدواء الأميركية، أنه "سينبني على تلك الاستراتيجية تحديد هويّة الأفراد المطعمين الذين يجب أن يحصلوا على جرعات متابعة، والموعد المناسب لذلك".

وتدفع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، بقوة باتجاه تدشين استراتيجية إعطاء جرعة معززة، بسبب أن بعض الفئات، مثل الشريحة العمرية من 65 عاماً فما فوقها، والأفراد الذين يعانون من نقص المناعة، إضافة إلى الذين تلقوا الجرعات في ديسمبر أو يناير، بعد فترة وجيزة من طرحها، قد تحتاج إلى جرعات معززة بدءاً من هذا الشهر، وفقا لما نقلته الصحيفة عن مصدرين مُطّلعين.

ولفتت الصحيفة إلى أن أي استراتيجية تتبناها الحكومة الأميركية ستحتاج إلى معالجة تراجع معدلات الوقاية لدى أشخاص معينين في وقت لا تزال دول العالم الثالث تعاني فيه من نقص إمدادات اللقاح، فيما أظهرت البيانات الفيدرالية أن حوالي نصف سكان الولايات المتحدة 165 مليون فرد تم تطعيمهم بالكامل.

فعالية مؤقتة

وبيّنت الأبحاث أن اللقاحات المصرح بها توفر وقاية فعّالة لمدة 6 أشهر على الأقل ضد "كوفيد-19" المصحوب بأعراض. لكن هذه الوقاية تتلاشى بمرور الوقت، ما يدفع ببعض خبراء الصحة العامة والشركات المنتجة للقاحات إلى الاعتقاد بأن الجرعات المعززة ضرورية للحفاظ على الوقاية. 

وتشير حزمة متزايدة من الأدّلة إلى أن اللقاحات تكون أقل فعالية في حالة الأفراد الذي يعانون من ضعف جهاز المناعة مما هي عليه في عموم الناس.

وفي هذا السياق، أظهرت بيانات حديثة من شركتي "فايزر" و"بيونتيك" أن فعالية جرعاتهما تراجعت بنحو 6% كل شهرين، ما يشير إلى احتمالية وجود حاجة إلى جرعات معززة على نطاق واسع، وفقا لما نقلته "وول ستريت جورنال" عن أحد مصادرها.

وتخطط شركة "فايزر" إلى أن تتقدم بطلب للجهات المنظمة في الولايات المتحدة خلال هذا الشهر من أجل الحصول على تصريح لتوفير جرعات معززة من لقاحها الذي يتم تلقيه على جرعتين، مؤكدة أن الجرعة الثالثة قد تكون ضرورية للوقاية من الفيروس المتحور.

ونقلت الصحيفة عن شركة "مودرنا" قولها، إنها تتوقع أن يحتاج الأفراد الذين تلقوا الجرعتين الخاصتين بلقاحها إلى جرعة ثالثة في الخريف للحفاظ على قوة مناعتهم ضد المتحورات الجديدة من فيروس كورونا.

توقعات "مودرنا"

وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة "مودرنا"، ستيفاني بانسيل، للصحيفة أن "شركته تتوقع أن تطلب من إدارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة السماح بتوفير جرعات معززة في سبتمبر".

وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن بعض الدول، ومن بينها إسرائيل، سمحت بجرعات معززة للمرضى الذين يعانون من نقص المناعة، ولكبار السن، مشيرة إلى أن الأطباء وعلماء المناعة في أميركا قالوا إنه ليس من الواضح بعد ما إذا كانت هذه الجرعة مطلوبة أيضاً لجميع الأفراد بوجه عام أم لشرائح بعينها.

وتمتلك الولايات المتحدة إمدادات كافية من اللقاحات إذا ثبتت الحاجة إلى جرعات معززة لعامة السكان، لكن البيت الأبيض يواجه حالياً ضغوطاً دولية للتبرع ببعض الجرعات إلى دول أخرى بدلاً من تدشين حملة جرعة تعزيزية في الداخل.

ودعت منظمة الصحة العالمية، الأربعاء، إلى وقف الجرعات المعززة حتى نهاية سبتمبر على الأقل، مشيرة إلى الحاجة الماسة إلى تطعيم بقية العالم.

ونقلت الصحيفة عن أنتوني فاوتشي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، قوله، الخميس، إنه "من المهم توفير جرعات معززة للأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة".

ويشعر البيت الأبيض بالقلق من أن يقرر الأفراد تلقي الجرعة المعززة من تلقاء أنفسهم، ما يؤدي إلى "ارتباك المشهد التطعيمي، وخلق مجموعات من الجرعات التي لم يتم درستها"، وفقا للتقرير.

وأعربت اللجنة الاستشارية لشؤون التطعيم التي تقدم مشوراتها للحكومة الأميركية بشأن اللقاحات، عن "دعمها المبدئي" للتوصية بأن يتلقى الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة جرعات معززة، لكنها "لا تستطيع التصويت رسمياً" على الأمر حتى تمنح الجهات المنظمة الفيدرالية موافقتها الكاملة على الجرعات أو تعدل قواعد الترخيص في حالات الطوارئ.

ونقلت "وول ستريت جورنال" عن اختصاصية زراعة الأعضاء في مستشفى ماساتشوستس، كميل كوتون، قولها إنها كانت "قلقة إزاء الطريقة التي تولى بها بعض مرضى نقص المناعة الأمر بأنفسهم من خلال محاولتهم الحصول على جرعة معززة دون توجيه رسمي من اللجنة".

وأعربت عضو اللجنة الاستشارية لشؤون التطعيم، عن خشيتها من أن يُترك الأفراد "الذين يعانون من نقص الموارد المالية أو من صعوبة الحصول على الرعاية الطبية، عاجزين عن الحصول على هذا النوع من الجرعات".

وازدادت مخاوف البيت الأبيض بعد أن قالت إدارة الصحة العامة في سان فرانسيسكو ومستشفى زوكربيرج سان فرانسيسكو العامة ومركز الصدمات إنها ستوفر جرعات معززة من "فايزر" أو "مودرنا" للأفراد الذين تلقوا لقاح "جونسون" الذي يُعطى على جرعة واحدة، وفقا لما نقلته الصحيفة عن أحد مصادرها.

وقال مصدر للصحيفة الأميركية إن المسؤولين في وكالة الغذاء والدواء "لا يزالون يناقشون ما إذا كانت الجرعات المعززة ستفيد في الوقاية من الحالات المعتدلة إلى الشديدة، أو من المرض المصحوب بالأعراض، أو في الحد من انتقال العدوى".

وأضاف أن "التجارب الإكلينيكية الكبيرة في المرحلة الأخيرة التي أظهرت فعالية اللقاحات ضد المرض المصحوب بأعراض لم يتم تصميمها لتقييم فعاليتها في الحد من انتقال العدوى"، مؤكداً أن "الشركات المصنعة للقاحات لا تزال تبحث هذه المسألة".

وقال أحد المصادر المطلعة على النقاشات لـ"وول ستريت جورنال" إن "إدارة الغذاء والدواء" تحلل بيانات "كوفيد ـ 19" الخاصة بكبار السن في منشآت الرعاية طويلة الأمد.

وتسعى الإدارة الأميركية أيضاً إلى التحقق من أن الجرعات المعززة لا تزيد من مخاطر مشكلات القلب التي أثرت على عدد قليل من الأشخاص بعد التطعيم الأولي، وفقا لأحد المصادر.

وربما تكون الجرعات المعززة ضرورية أيضاً لأن انتشار متحور دلتا شديد العدوى يفاقم خطر ظهور مزيد من المتحورات التي يحتمل أن تكون أكثر خطورة، إضافة إلى أنه يسهم في الزيادة السريعة في عدد الحالات. 

وتشير بعض التوقعات إلى أن الولايات المتحدة ربما تشهد مزيداً من الحالات خلال أكتوبر المقبل، مما كانت عليه في أكتوبر الماضي.

تطعيم 50% من الأميركيين بالكامل

من جهة أخرى، أعلن مسؤول في البيت الأبيض، الجمعة، أن نصف الشعب الأميركي بات ملقحاً بالكامل ضد كوفيد-19، بعدما سجلت الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة تزايداً في عدد من تلقوا اللقاح على وقع طفرة وبائية سببها المتحورة دلتا.

وكتب سايروس شابار المكلف متابعة المعطيات بشأن الفيروس في البيت الأبيض عبر تويتر: "50 في المئة من الأميركيين (من مختلف الأعمار) باتوا حالياً ملقحين بالكامل. فلنستمر".

ويشمل هذا الرقم أكثر من 165 مليون شخص تلقوا جرعتين من لقاح فايزر أو مودرنا، وجرعة واحدة من لقاح جونسون أند جونسون، أي اللقاحات الثلاثة التي أجازت الولايات المتحدة استخدامها.

وكانت البلاد تجاوزت نهاية مايو عتبة التلقيح الكامل لنحو 50% من البالغين. وشهدت حملة التلقيح زخما كبيرا منذ تولى الرئيس جو بايدن منصبه. وبعد ذروة بداية أبريل، تراجعت وتيرة التلقيح اليومي في شكل كبير.

ولم يتم تحقيق الهدف الذي حدده بايدن بتلقي 70% من البالغين جرعة واحدة على الأقل من اللقاحات، إلا بداية هذا الاسبوع بتأخير ناهز شهراً.

وعاود عدد الافراد الملقحين الارتفاع ولكن في شكل طفيف منذ بداية يوليو. والخميس، قال منسق مكافحة الوباء في البيت الأبيض جيف زاينتس خلال مؤتمر صحافي: "للأسبوع الرابع على التوالي، زدنا المتوسط اليومي لعدد الأميركيين الذين تلقحوا حديثاً. إن الأميركيين يلاحظون تداعيات عدم أخذ اللقاح وعدم حماية أنفسهم".

وتواجه الولايات المتحدة طفرة وبائية جديدة ناتجة من المتحورة دلتا. وعلى مدى الأسبوع الماضي، تم إحصاء ما معدله 90 ألف إصابة يومية بكورونا، بحسب فرانس برس.

وقالت روشيل والينسكي مديرة المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي)، إن هذا يمثل زيادة بنسبة 43% مقارنة بالمعدل السابق على مدى 7 أيام.

وخلال هذه الفترة، رصد ثلث الإصابات الجديدة في ولايتين فقط هما فلوريدا وتكساس، بحسب جيف زاينتس.

ورغم ذلك، يعتبر مستوى انتقال الفيروس "مرتفعاً" في 85% من الأراضي الأميركية، وفقاً لتصنيف "سي دي سي". كما ينطبق هذا الارتفاع أيضاً على الحالات التي نقلت إلى المستشفيات، بمتوسط نحو 7300 حالة يومياً خلال الأيام السبعة الماضية.

كذلك، يشهد عدد الوفيات ارتفاعاً، وسجل ما معدله 380 وفاة يومية خلال الأيام السبعة الماضية.

وما زالت إصابة الأشخاص الذين تلقوا اللقاح أمراً نادراً، لكن دراسات أولية تشير إلى أنه عند حدوث ذلك، يكون خطر انتقال العدوى أعلى مع المتحورة دلتا مقارنة بالمتحورات السابقة.

ومع أخذ هذه البيانات في الاعتبار، أعادت مراكز "سي دي سي" توصيتها بوضع الكمامات في الداخل في المناطق العالية الخطورة، حتى بالنسبة إلى من تلقوا اللقاح.