السودان.. احتجاجات مستمرة رغم توقيع "الاتفاق الإطاري"

time reading iconدقائق القراءة - 4
سودانيون يتظاهرون في العاصمة الخرطوم احتجاجاً على الاتفاق الإطاري. 13 ديسمبر 2022 - AFP
سودانيون يتظاهرون في العاصمة الخرطوم احتجاجاً على الاتفاق الإطاري. 13 ديسمبر 2022 - AFP
الخرطوم-أ ف بالشرق

تظاهر مئات السودانيين، الثلاثاء، ضد اتفاق بين المكون العسكري والقوى السياسية المدنية، يمهد الطريق أمام إنهاء أزمة تعصف بالبلاد منذ أكتوبر الماضي، ويؤسس لمرحلة انتقال سياسي جديدة.

وهتف المتظاهرون "لا للاتفاق"، أثناء توجههم نحو القصر الرئاسي في الخرطوم مقر رئيس المجلس السيادي الفريق أول عبد الفتاح البرهان.

وفي الخامس من ديسمبر، وقع العسكريون الحاكمون في السودان وبينهم البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، اتفاق إطاري مع مجموعات مدنية عديدة، لا سيما قوى الحرية والتغيير.

وتعرّض الاتفاق، الذي حدد الخطوط العريضة لعملية انتقالية دون التطرق إلى التفاصيل والمهل الزمنية، لانتقادات محللين ونشطاء في مجال الديمقراطية اعتبروه "غامضاً" و"غير شفاف" وشككوا في قدرته على إخراج البلاد من الأزمة التي تشهدها منذ 13 شهراً.

مرحلة انتقالية

وسار المتظاهرون في الخرطوم، الثلاثاء، حاملين لافتات تطالب بالعدالة لأشخاص سقطوا خلال التظاهرات المؤيدة للديمقراطية. 

وعرقلت قرارات البرهان في 25 أكتوبر 2021 الانتقال الصعب إلى نظام مدني، والذي بدأ بعد الإطاحة في 2019 بالرئيس السابق عمر البشير تحت ضغط الجيش والشارع، عقب تربعه على السلطة لنحو ثلاثة عقود، وهو مسجون حالياً. 

ومنذ ذلك الحين تخرج تظاهرات أسبوعية تقريباً ضد هذه القرارات على الرغم من القمع الذي خلّف 122 ضحية، وفقاً لأطباء في البلد الفقير، والذي يشهد أزمة اقتصادية وارتفاعاً لمنسوب العنف القبلي.

وبموجب الاتفاق، سيتفق الموقعون على رئيس وزراء مدني يتولى السلطة في البلاد لمرحلة انتقالية جديدة تستمر عامين.

ويتعهد الموقعون أيضاً بالاتفاق على جدول أعمال يشمل العدالة الانتقالية، ما يجعل من الممكن طلب محاسبة المسؤولين عن انتهاكات لحقوق الإنسان، وإجراء إصلاحات للأجهزة الأمنية والعسكرية.

إدارة المرحلة الانتقالية

إلى ذلك، قال وزير الخارجية السوداني المكلف السفير علي الصادق، خلال مشاركته في اجتماعات التعاون التنموي الفعال في جنيف الذي يعقد بين 12 و14 ديسمبر، إن السودان "يستشرف على ضوء الاتفاق (الإطاري) الوصول إلى تشكيل حكومة مدنية تتولى إدارة المرحلة الانتقالية، وصولاً لانتخابات حرة وشفافة يختار الشعب عبرها ممثليه ومن ثم يستكمل أهداف ثورته".

من جهته، وصف عضو مجلس السيادة الانتقالي الهادي إدريس يحيى الاتفاق الإطاري بأنه "اختراق مهم لجدار الأزمة التي تمر بها البلاد، ويفتح الطريق لحل دائم ومستدام لقضايا السودان". 

وأضاف أنه حدد قضايا الاتفاق النهائي، وفي مقدمتها قضيتا السلام والعدالة، والتي سيمهد حلها لتوافقٍ وطني حول بقية القضايا العالقة.

ودعا خلال مؤتمر في جامعة نيالا، الأطراف التي لم توقع على الاتفاق الإطاري، إلى "اتخاذ قرارٍ شجاع بالانضمام والتوقيع عليه، من أجل أمن واستقرار السودان وتحقيق أهداف ثورة ديسمبر".

"انقطاع الكهرباء"

وفي موقف يكشف عمق الأزمة التي يشهدها السودان، تعرّض وزير المالية السوداني، جبريل إبراهيم، لموقف محرج بعد أن انقطع التيار الكهرباء أثناء حديثه عن ضرورة "اغتنام الفرص والإمكانات اللامحدودة" التي يوفرها السودان، وذلك في كلمة أمام تجمع اقتصادي عربي في الخرطوم.

وفوجئ إبراهيم بانقطاع التيار الكهربائي أثناء كلمته التي كان يلقيها أمام مجلس الوحدة العربية الاقتصادية، الاثنين، في الخرطوم ليتوجه نحو مساعديه وسط الظلام قائلاً: "ليس لدينا مولد للكهرباء ما هذه الفضيحة؟.. كيف لنا أن ندعو الناس للاستثمار لدينا!".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات