العالم يستقبل 2021 بأمل الخلاص من كورونا

time reading iconدقائق القراءة - 11
احتفالات العام الجديد في برج خليفة بمدينة دبي. 1 يناير 2021. - REUTERS
احتفالات العام الجديد في برج خليفة بمدينة دبي. 1 يناير 2021. - REUTERS
دبي-وكالات

بدأت دول العالم استقبال العام الجديد، الخميس، في ظل قيود للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد ترخي بثقلها على احتفالات مليارات الأشخاص المتشوقين لوداع عام 2020 الذي طبعته الجائحة، وسط آمال بتجاوز تأثيراتها مع بدء حملات التطعيم باللقاحات في عدد من دول العالم.

وبعد عام صعب، تسببت طفرات جديدة في إعادة فرض إجراءات عزل، وأجبرت محبي السهر على مواصلة عادة ألفوها في 2020، وهي متابعة الفعاليات من المنزل.

واستقبلت دبي العام الجديد باحتفالية استثنائية، تركزت بشكل رئيسي في برج خليفة وسط الإمارة، فما أن انتهى العد التنازلي للثواني الأخيرة قبل بداية 2021، حتى انطلقت الألعاب النارية والعروض الضوئية على واجهة البرج، لتستمر مدة الخمس دقائق، بينما تجمع آلاف الناس في محيط البرج والمناطق المجاورة للاستمتاع بالمشاهدة.

وكانت إمارة دبي استعدت لاحتفالات رأس السنة عبر إجراءات احترازية في ظل تفشي فيروس كورونا، إذ عُقمت مواقع التجمعات البشرية، واستعدت الفرق المختصة بتأمين الفعاليات لأية حالات طوارئ.

ووسط إجراءات صحية مشددة احتفلت مصر بقدوم العام الجديد، وأُطلقت الألعاب النارية في القاهرة بجسر "تحيا مصر" الجديد أو محور روض الفرج الذي جسر يربط بين ميدان الخلفاوي بشبرا ويمتد للجهة المقابلة من النيل بجزيرة الوراق.

وفي برلين التي سجلت زيادة كبيرة في إصابات فيروس كورونا المستجد، أطلقت الألعاب النارية فوق بوابة براندنبورغ التاريخية، احتفاءً بالعام الجديد خلال حفل موسيقي أقيم وسط قيود احترازية لطالما شهدت مناهضة طوال الفترة الماضية. 

 ولن تتلألأ بكين تحت عرض الأضواء المعتاد الذي ينطلق من برج التلفزيون، وستُحرم أسود ميدان الطرف الأغر في لندن من الاحتفالات، وكذا الساحة الحمراء في موسكو، كما ستغيب الحشود عن ساحة القديس بطرس في روما، ولن يقيم البابا قداس العام الجديد، وسيُحرم الإيطاليون أيضاً من احتفالهم السنوي بالقفز في نهر التيبر. 

وفي ساحة تايمز سكوير في نيويورك، التي تغص ليلة كل عام جديد بمئات الآلاف من المحتفلين جنباً إلى جنب، سيقتصر الحضور هذا العام على مجموعة صغيرة منتقاة من الممرضات والأطباء وغيرهم من العمال الأساسيين وأسرهم، وسيلتزمون بقواعد التباعد الاجتماعي خلال مراسم إسقاط كرة العام الجديد في الميدان الشهير.

وحلت الساعات الأولى من عام 2021 والمرتقبة بشدة في دولتي كيريباتي وساموا في المحيط الهادئ الساعة 10:00 بتوقيت غرينتش، فيما ستكون جزيرتا هاولاند وبيكر غير المأهولتين آخر المناطق التي تستقبل العام الجديد بعد 26 ساعة على ذلك.

وتلتها نيوزيلندا التي نالت إشادة دولية لطريقة تعاملها مع فيروس كورونا، بعد ساعة وتجمعت حشود كبيرة في أوكلاند لمشاهدة عرض للألعاب النارية.

ومع أن جزر المحيط الهادئ بقيت بمنأى عن أسوأ تداعيات الوباء، فإن القيود المفروضة عند الحدود ومنع التجول وتدابير العزل والإغلاق تجعل ليلة رأس السنة مختلفة هذا العام.

وفي سيدني، أكبر المدن الأسترالية، أنارت العروض الضوئية المرفأ بعرض مبهر الساعة 13:00 بتوقيت غرينتش، لكن قلة من الأشخاص تابعت الحدث حضورياً.

وألغيت خطط للسماح بتواجد حشود عقب تسجيل بؤرة من نحو 150 إصابة جديدة ما أدى إلى فرض قيود مشددة على السفر من سيدني وإليها.

وكانت كارين روبرتس بين قلة من الأشخاص الذين سمح لهم بعبور حواجز تفتيش أقيمت في محيط المنطقة. وقالت لوكالة "فرانس برس" في حانة تطل على دار الأوبرا في سيدني: "أعتقد أن الجميع يتطلعون إلى عام 2021 كانطلاقة جديدة وبداية جديدة".

حالة طوارئ

وفي طوكيو، التي ستشهد وصول العام الجديد في الساعة 15:00 بتوقيت غرينتش، يواجه السكان احتمال فرض حالة طوارئ بعد تسجيل 1300 إصابة بفيروس كورونا في الـ 24 ساعة الماضية.

وتخضع إيطاليا حيث أيقظت الصور المروعة للمشارح المؤقتة والمسعفين المنهكين العالم على شدة الأزمة، لإجراءات إغلاق على مستوى البلاد حتى 7 يناير مع حظر تجول يبدأ الساعة 10 مساء.

من فرنسا إلى لاتفيا والبرازيل، ينتشر عناصر من الشرطة وفي بعض الأحيان عسكريون، للسهر على احترام حظر التجول أو حظر التجمعات بأعداد كبيرة.

في لندن، التي تعاني من أسوأ الأضرار، ستحيي المغنية ومؤلفة الأغاني الأميركية باتي سميث البالغة 74 عاماً، حلول العام الجديد بتكريم عمال الخدمات الصحية الوطنية الذين قضوا بوباء (كوفيد-19)، في عرض يبث على شاشة في ساحة بيكاديلي وبالبث التدفقي على يوتيوب.

لقاءات اجتماعية

وفي دبي، من المتوقع أن يتابع آلاف المقيمين عرضاً للأسهم النارية وبالليزر عند برج خليفة، أطول الأبراج في العالم، رغم تسجيل إصابات جديدة بالفيروس.

وسيفرض على جميع الحاضرين، إن كانوا في مساحات عامة أو في الفنادق أو المطاعم، وضع الكمامات والتسجيل عبر رمز شريطي (كيو آر).

في بيروت التي لا تزال تحاول تخطي كارثة انفجار المرفأ في 4 أغسطس، خففت السلطات أيضاً الإجراءات. 

فتم تأخير موعد حظر التجول إلى الساعة الثالثة صباحاً. وأعيد فتح الحانات والمطاعم والنوادي الليلية مع الإعلان عن حفلات كبيرة إيذاناً بالعام الجديد.

وتنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي صور وفيديوهات لنوادٍ ومطاعم مكتظة، ما دفع بالسلطات إلى التحذير من احتمال فرض تدابير إغلاق جديدة بعد الأعياد.

"غطسة الجليد"

وعلى ضفاف بحيرة بايكال في سيبيريا، حيث تصل درجات الحرارة إلى -35 درجة مئوية، شارك نحو 12 روسياً في غطسة الجليد عشية العام الجديد.

وركض السباحون الذين يعرفون في روسيا باسم "فظ البحر" كيلومترات عدة عبر غابة ثلجية بملابس سباحة وأزياء احتفالية، قبل أن يغوصوا في أكبر بحيرة للمياه العذبة في العالم.

في البرازيل التي سجلت أكثر من 193 ألف وفاة بكوفيد-19 ما يجعلها ثاني أكثر الدول المتضررة بالوباء في العالم، تنتظر الفرق الطبية الخائفة موجة جديدة. 

في الأيام الأخيرة، امتلأت منصات التواصل الاجتماعي بمقاطع فيديو تظهر أشخاصاً من دون كمامات أو أقنعة يستمتعون بقضاء أمسية في الخارج، كما عرضت القنوات التلفزيونية مشاهد لعناصر من الشرطة وهم يغلقون الحانات المليئة بالرواد.

رحل عام وأقبل آخر

وبعد وفاة أكثر من 1.7 مليون إنسان وإصابة 82 مليون آخرين بفيروس كورونا في أنحاء العالم منذ رأس السنة الماضية، وحتى في ظل الأمل بأن تسهم اللقاحات الجديدة في الحد من الوباء، فإن نهاية العام الجاري ستبقى في الذاكرة مختلفة عن مثيلاتها.

وقالت المستشارة الألمانية آنغيلا ميركل في خطاب العام الجديد السادس عشر لها: "أظن أنني لا أبالغ عندما أقول: لم يحدث قط على مدى الخمسة عشر عاماً الماضية أن كان العام المنصرم بهذا القدر من الثقل. ولم يحدث قط، رغم كل المخاوف وبعض الشكوك، أن كان تطلعنا إلى العام الجديد بهذا القدر من الأمل".

وحظرت ألمانيا بيع الألعاب النارية للحد من التجمعات.

من جهته، قال عالم الأحياء الدقيقة في جامعة ساو باولو، لويز غوستافو دي ألميدا، إن "الوباء بلغ ذروته بين مايو ويوليو، حين لم تكن هناك الكثير من التنقلات واعتنينا بأنفسنا أكثر. الآن ثمة الكثير من الحالات والناس يتصرفون كما لو لم تكن هناك جائحة".