ترمب مستاء من مرافعة محاميه في جلسة المحاكمة

time reading iconدقائق القراءة - 7
جانب من كلمة المحامي بروس كاستور ، الذي يمثل الرئيس السابق دونالد ترمب خلال محاكمته أمام مجلس الشيوخ الأميركي - U.S. Senate TV via REUTERS
جانب من كلمة المحامي بروس كاستور ، الذي يمثل الرئيس السابق دونالد ترمب خلال محاكمته أمام مجلس الشيوخ الأميركي - U.S. Senate TV via REUTERS
دبي -الشرق

قالت شبكة "سي إن إن" إن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب "مستاء" من المرافعة الافتتاحية لمحاميه بروس كاستور في اليوم الأول لمحاكمة الرئيس أمام مجلس الشيوخ، الثلاثاء.

ونقلت الشبكة الأميركية عن مصدرين مطلعين على رد فعل ترمب (لم تسمهما)، قولهما إن "ترمب كان على وشك الصراخ"، بينما عانى كاستور للوصول إلى قلب دفوع فريق دفاعه، التي من المفترض أن تكون حول دستورية إجراء محاكمة لرئيس لم يعد في منصبه. 

وذكر أحد المصادر أنه بالنظر إلى أن الفريق القانوني قد تم تجميعه منذ أكثر من أسبوع بقليل، فقد سار الأمر كما هو متوقع.

وذكر المصدران أن مقربين من ترمب شعروا بالصدمة عندما غيّر المحامون قائمة المتحدثين في اللحظة الأخيرة.

استطرادات وإطنابات

وفي اليوم الأول من جلسات المحاكمة كان بروس أول من اعتلى المنصة من الفريق القانوني لترمب للترافع عن الرئيس السابق، لكن مرافعته حفلت باستطرادات وإطنابات لا حصر لها.

ولم يتوانَ بروس عن وصف أعضاء مجلس الشيوخ بأنهم "أشخاص غير عاديين" وبأنهم "موضع افتخار" لناخبيهم، كما أغدق على مستمعيه بالاستعارات المبهمة من مثل "بوابات السدود ستُفتح" و"رقّاص الساعة السياسية".

وأشارت "سي إن إن" إلى أن كاستور، الذي يمثل ترمب إلى جانب المحامي ديفيد شوين، أدلى بمرافعة غريبة خلال اليوم الأول من محاكمة مجلس الشيوخ، شملت الإشادة بمديري المحاكمة في مجلس النواب على مرافعة قال إنها "رائعة".

تميزت مرافعة كاستور الاستطرادية بمدح مطول لمجلس الشيوخ، بما في ذلك أعضاء مجلس الشيوخ عن ولايته بنسلفانيا، الجمهوري بات تومي والديمقراطي بوب كيسي، بينما كان يقول إن مجلس الشيوخ لا ينبغي أن يعقد المحاكمة. 

وحذر من أن إجراء محاكمة عزل ثانية خلال 13 شهراً ستفتح الباب على مصراعيه أمام إجراءات المساءلة في المستقبل، حتى إنه قدم اقتراحاً بلا أساس، بأن إيريك هولدر المدعي العام السابق في عهد إدارة الرئيس باراك أوباما، يمكن مساءلته.

في نهاية المطاف صوت مجلس الشيوخ بأغلبية 56 مقابل 44 على أن محاكمة العزل دستورية.

تغيير في اللحظة الأخيرة

كان من المفترض أن يدلي شوين بمرافعته أولاً، وليس كاستور، بحسب المصدرين، لكن كاستور أخبر مجلس الشيوخ بأن الفريق القانوني لترمب "غيّر ما كنا سنفعله على أساس أننا اعتقدنا أن مرافعة مديري مجلس النواب كانت جيدة".

وبعد أن سلم كاستور زمام الأمور لزميله شوين، تغيرت نغمة فريق الدفاع بشكل صارخ، واتهم شوين الديمقراطيين باستخدام المساءلة باعتبارها "رياضة دم" سياسية لمحاولة منع ترمب من الترشح للمنصب مجدداً، متهماً إياهم بمحاولة حرمان الناخبين المؤيدين لترمب من حق التصويت.

على الرغم من أن الرئيس السابق كان مستاءً من الأداء المبكر لفريق دفاعه، لكن موظفيه ظلوا واثقين من أنه يتجه نحو التبرئة، ولن يغير ذلك نتيجة المحاكمة. 

وقال مصدران منفصلان مقربان من ترمب إنه كان متوارياً عن الأنظار حتى نهاية المحاكمة، لكنه يتحدث مع مساعديه حول كيفية الظهور مجدداً، ومساعدة الجمهوريين في الانتخابات النصفية.

بينما أصر مستشار كبير منفصل لترمب على أن كاستور كان يحاول خفض درجة الحرارة العاطفية في مجلس الشيوخ قبل أن يبدأ شوين مرافعته.

وقال المستشار لشبكة "سي إن إن" إن "هذا يتعلق بخفض درجة الحرارة بعد الافتتاح المشحون عاطفياً للديمقراطيين، قبل حسم الأمر على الطبيعة غير الدستورية لمطاردة المساءلة هذه".

استياء جمهوري

لكن في ختام اليوم الأول من محاكمة ترمب أمام مجلس الشيوخ، أجمع الديمقراطيون والجمهوريون مساء الثلاثاء على أمر واحد، وهو أنّ أداء محاميه بروس كاستور كان دون المستوى.

وقال السيناتور الجمهوري جون كورنين لوكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس)، إنّ هذا المحامي "تكلّم من دون أن يقول شيئاً"، مضيفاً: "لقد سمعت الكثير من المحامين يترافعون ولم يكن من أفضلهم". 

بدورها أعربت السيناتورة الجمهورية ليزا موركوفسكي عن "صدمتها" من أداء المحامي، وقالت: "لم أفهم إلى أين يريد الوصول".

سخرية ديمقراطية

ولدى خروجهم من قاعة مجلس الشيوخ لم يتردّد الأعضاء الديمقراطيون في السخرية من المرافعة الاستهلالية للمحامي.

وقال السيناتور ريتشارد بلومنثال: "سأعيد قراءة النص لمعرفة ما إذا كنت سأتمكّن من العثور على فقرة واحدة متماسكة".

بدوره قال النائب آدم شيف في تغريدة على "تويتر"، إنّ "حجج الدفاع كانت ضعيفة ومعقّدة، على أقلّ تقدير".

وسرعان ما تحولت مرافعة كاستور إلى مادة للسخرية والتندّر على شبكات التواصل الاجتماعي، لدرجة أنّ أحد مستخدمي الإنترنت تساءل عمّا إذا كان هذا المحامي قد حصل على شهادته الجامعية من "ماكينة لتوزيع العلكة".

ثقة كاستور

لكنّ كل هذه الانتقادات لم تزعزع ثقة كاستور بنفسه، إذ قال للصحافيين إنّ "اليوم كان جيّداً" وإنه "لن يغيّر أيّ شيء" في أسلوبه خلال الجلسات المقبلة.

وكاستور (59 عاماً) الذي كان لفترة طويلة مدّعياً عاماً لإحدى مقاطعات ولاية بنسلفانيا انضم إلى فريق الدفاع عن الرئيس السابق في اللحظة الأخيرة بعدما استقال من أداء هذه المهمة خمسة محامين.

ويحاكِم مجلس الشيوخ الرئيس السابق بتهمة "التحريض على التمرّد" بسبب الهجوم الدموي الذي شنّه حشد من أنصاره على الكابيتول في 6 يناير.

ويبدو أنّ نتيجة المحاكمة محسومة سلفاً لصالح تبرئة المتّهم، إذ إنّ إدانة الرئيس السابق تتطلب أغلبية الثلثين، وهو أمر يبدو شبه مستحيل حصوله في ظلّ كونغرس منقسم مناصفة بين الحزبين. 

وعلى الرغم من أن بعض الجمهوريين قد يصوّتون مع الديمقراطيين لإدانة ترمب، فإنه من الصعب جداً بلوغ العدد المطلوب (67 سيناتوراً) وبالتالي فإن لدى ترمب كلّ الفرص لتبرئته مجدّداً، ربما اعتباراً من مطلع الأسبوع المقبل.