ماكرون "يأمل" في إنهاء التوتر مع الجزائر قريباً

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي كلمة في قصر الإليزيه بباريس - 20 سبتمبر 2021 - REUTERS
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي كلمة في قصر الإليزيه بباريس - 20 سبتمبر 2021 - REUTERS
دبي-الشرق

أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء، عن أمله في انتهاء التوتر الدبلوماسي القائم مع الجزائر قريباً، مؤكداً أن العلاقات مع نظيره الجزائري عبدالمجيد تبون "ودية فعلاً"، في وقت تشهد فيه العلاقات الثنائية "توترات حادة".

وقال ماكرون في مقابلة مع إذاعة "فرانس إنتر": "نرجو أن نتمكن من تهدئة الأمور لأني أعتقد أن من الأفضل أن نتحدث إلى بعضنا بعضاً، وأن نحرز تقدماً".

وعبّر الرئيس الفرنسي عن "ثقته" بالرئيس الجزائري، مؤكداً أنه يريد الوصول إلى "تهدئة" مع الجزائر بشأن مواضيع الذاكرة، وقال: "يجب أن نواصل فحص تاريخنا مع الجزائر بتواضع واحترام".

وأضح ماكرون خلال المقابلة أن لديه "علاقات طيبة مع الرئيس الجزائري"، معرباً عن أمله بأن "تهدأ الأمور لأنني أعتقد أنه من الأفضل أن نتحدث لبعضنا البعض وتحقيق تقدم".

وأكد الرئيس الفرنسي على احترامه "الكبير" للشعب الجزائري، عازياً التوترات الحالية إلى الجهود المبذولة في باريس بشأن عمل الذاكرة بشأن حرب الجزائر.

وتسعى الحكومة الجزائرية لاسترجاع أرشيفها الذي تم نقله سابقاً إلى فرنسا، والذي يعرف بـ"ملف الذاكرة المشتركة"، وهي فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر من سنة 1830 إلى 1962.

وسبق أن كلف ماكرون المؤرّخ بنجامين ستورا بوضع تقرير عن ذاكرة الاستعمار وحرب الجزائر سلمه في 20 يناير الماضي.

ويرى ماكرون أنه يقوم بـ"عمل معمق مع الشباب الفرنسي والفرنسي الجزائري. وبذلك، نقول لبعضنا أموراً ليست مرضية لنا. إذ لم أراعِ الفرنسيين في ما يتعلق بتاريخنا الخاص".

وأضاف: "قبل بضع سنوات، أثار الأمر بعض البلبلة وبعض ردود الفعل. كنت صريحاً إلى أقصى حد بشأن تاريخنا بشأن مسألة الحركيين، لكنني سأواصل هذا العمل"، في إشارة إلى "الحركيين الجزائريين"، وهم الجزائريون الذين قاتلوا إلى جانب الجيش الفرنسي خلال حرب الاستقلال الجزائرية.

وتابع: "حين طرح علي السؤال حول كيفية تلقي تقرير بنجامين ستورا في الجزائر، اضطررت إلى قول الحقيقة للرئيس تبون، تباحثنا في المسألة وهو شخص أثق به. أدلى بكلام ودي ومتناسب".

ولفت الرئيس الفرنسي إلى أنه في الجزائر "قام الكثيرون بالإساءة إلى بنجامين ستورا، وتهديده أحياناً إثر هذا التقرير. لن نتظاهر بأن ذلك لم يكن أمراً يذكر".

واعتبر ماكرون أن مسألة العمل على الذاكرة "ليست مشكلة دبلوماسية بل هي في الأساس مشكلة فرنسية-فرنسية"، مؤكداً "علينا مواصلة هذا العمل بكثير من التواضع وكثير من الاحترام".

وقرّرت الجزائر، السبت الماضي، استدعاء سفيرها بباريس فوراً للتشاور، وذلك ردّاً على تصريحات لماكرون أوردتها صحيفة "لوموند"، واعتبر فيها الرئيس الفرنسي أن الجزائر أنشئت بعد استقلالها عام 1962 على نظام يقوم على "ريع للذاكرة" كرّسه "النظام السياسي العسكري"، مشكّكاً بوجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي.

وقالت الرئاسة الجزائرية في بيان إنه "على خلفية التصريحات غير المكذّبة لعديد المصادر الفرنسية والمنسوبة للرئيس الفرنسي، ترفض الجزائر رفضاً قاطعاً أي تدخل في شؤونها الداخلية، وهو ما جاء في تلك التصريحات".

وكانت مصادر عسكرية فرنسية أكدت، أن الجزائر منعت الطائرات العسكرية الفرنسية من التحليق فوق أراضيها ردّاً على تصريحات ماكرون.

وأظهر موقع "فلايت رادار 24"، أن طائرة عسكرية فرنسية عادت أدراجها قبل وصولها إلى الحدود الجزائرية، وذلك بحسب ما نقله موقع "مينا ديفينس".

وتتجه الجزائر لمنع السفن العسكرية الفرنسية من الرسو في موانئها البحرية، حسبما ذكر موقع "مينا ديفينس" الجزائري المختص في الشؤون العسكرية.

وأشار الموقع إلى أن الجزائر قررت أيضاً وقف تزويد فرنسا بالبنزين والكيروسين، لوحداتها في شمال مالي، ووقف أي تعاون ثنائي بينهما.

وتشهد العلاقات بين باريس والجزائر توتراً كبيراً، على خلفية قرار باريس بشأن تقليص منح التأشيرات للجزائريين، وتصريحات منسوبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن الماضي الاستعماري لبلاده في الجزائر.

اقرأ أيضاً: