واشنطن: إيران سبب عدم استقرار الشرق الأوسط.. و"داعش" لا يزال مصدر تهديد

time reading iconدقائق القراءة - 6
مقر وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" في العاصمة واشنطن  - REUTERS
مقر وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" في العاصمة واشنطن - REUTERS
دبي-الشرق

قالت نائبة مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الشرق الأوسط دانا سترول، الأربعاء، إن إيران تمثل "المصدر الرئيسي لحالة عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط"، فيما لا يزال تنظيم "داعش" يشكل "مصدر تهديد" للمنطقة، بالرغم من عدم سيطرته على أي جزء من أراضي العراق وسوريا منذ فترة.

وأضافت سترول خلال كلمتها في مركز "ويلسون سنتر"، أن "رعاية إيران المستمرة وزرعها الدائم لوكلاء العنف والإرهابيين، ونشرها للطائرات المسيرة القاتلة، وتطويرها لبرنامج الصورايخ الباليستية، واعتداءاتها البحرية المتكررة، وأنشطتها التهريبية واسعة النطاق في البحر"، "تشكل جميعها أسباباً تجعل من إيران مصدر تهديد بالغ".

ونبهت سترول إلى أن القوات الأميركية التي لا تزال موجودة في شمال شرق سوريا للمساعدة في القتال ضد "داعش" من خلال شركاء محليين، "تواجه تهديدات بوتيرة منتظمة من قبل إيران وووكلاءها". 

وأضافت نائبة مساعد وزير الدفاع الأميركي أن "داعش"، "لا تزال عازمة على إعادة تجميع وتشكيل نفسها"، وأنها تواصل "توجيه وإلهام الهجمات"، سواء داخل سوريا أو خارجها.

ولفتت سترول أن وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، شدد على "التزام الولايات المتحدة ببقاء القوات الأميركية في العراق وسوريا"، لتقديم المشاورة والمساعدات اللازمة لدعم القوات الشريكة في قتالها ضد "داعش". 

حلبة تنافس

وتمثل منطقة الشرق الأوسط، حلبة تنافس رئيسية مع الصين، حسبما أوضحت سترول، مشيرة إلى أن "الأمر يتعلق بالطريقة التي تفكر بها وزارة الدفاع الأميركية من خلال التنافس مع الصين في الشرق الأوسط". 

وتابعت سترول: "نحن كوزارة نميل إلى التعاون الأمني متعدد الأطراف لردع إيران، والتهديدات المدعومة إيرانياً، والتنظيمات الإرهابية العنيفة، مثل داعش والقاعدة، وسائر التهديدات العابرة للحدود".

وواصلت نائب وزير الدفاع الأميركي حديثها: "نحن ندعم وزارة الخارجية في تبني دبلوماسية استباقية للحد من التوترات، وتهدئة الصراعات الدائرة".

وبيّنت سترول أن الدراسة الصادرة عن وزارة الدفاع، والمعروفة باسم "جلوبال بوستشر ريفيو"، شددت على أن الولايات المتحدة "ستحافظ على وجودها في العراق وسوريا لدعم جهود شركائها من أجل ضمان استمرار هزيمة داعش".

وقالت إن "البحث الدائم من قبل نظام الرئيس السوري بشار الأسد عن حل عسكري للصراع، بتمكين من روسيا والصين، جعل الشعب السوري اليوم أكثر عرضة للخطر من أي وقت مضى"، ورأت أن "الأسد لا يزال متعنتاً، ولم يبد أي تأثر بحالة البؤس التي تحيط به".

وأشارت إلى أن "السوريين اليوم أكثر جوعاً، وأشد فقراً، وأبعد عن تنفيذ أي إجراء يتعلق بالإصلاح السياسي منهم في أي وقت مضى من حقبة الصراع".

أولويات سوريا

واعتبرت المسؤولة الأميركية، أن مقاربة إدارة الرئيس جو بايدن تجاه سوريا تتمثل في عدة أولويات جوهرية، وهي "توسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء سوريا، والمحافظة على وجودنا العسكري بالشراكة مع شركائنا المحليين، بما في ذلك قوات سوريا االديمقراطية، لمواصلة الضغط على داعش".

وقالت سترول إن الولايات المتحدة "لن ترفع أو تخفف العقوبات المفروضة على سوريا"، مضيفة "لن ندعم إعادة إعمار سوريا حتى نلمس تقدم لا رجعة فيه نحو التوصل إلى حل سياسي".

وفيما يتعلق بمهمة وزارة الدفاع الأميركية، أوضحت سترول، أن "التفويض المحدد لوزارة الدفاع في شمال شرق سوريا هو هزيمة داعش"، فيما يهدف شركاء الولايات المتحدة إلى "مواصلة الضغط على نحو مستقل لمنع داعش من إعادة تشكيل نفسها داخل العراق أو سوريا".

واستدركت: "لكن الحقيقة هي أن هذا الهدف لن يكون قابلاً للتحقيق على المدى القريب"، ما يفسر "أسباب مواصلتنا التاكيد في كل وثيقة سياسة واستراتيجية على التزامنا بالحفاظ على وجود القوات الأميركية في العراق وسوريا".

وتواصل وزارة الدفاع الأميركية العمل كجزء من التحالف الدولي لهزيمة "داعش"، والذي يضم 79 دولة و5 منظمات دولية، من أجل "توفير مجموعة من القدرات العسكرية، والدعم المالي والسياسي للحملة المضادة لداعش"، وفقاً لسترول.

التدخلات الروسية

وتابعت سترول أنه "في الوقت الذي تطالع فيه الولايات المتحدة الصور والتقارير الوحشية القادمة من أوكرانيا، فإن هؤلاء الموجودين في الشرق الأوسط، وأولئك الذين اضطرهم العنف إلى النزوح من سوريا يعلمون جيداً كيف يبدو الدعم الروسي المطول والمستمر للمعتدي في سوريا".

وأضافت أنه "نعلم كيف يبدو عدم وقوف المجتمع الدولي صفاً واحداً، وعدم مطالبته بمساءلة من اقترفوا هذه الأعمال"، موضحة: "يبدو لي أنه من المهم للغاية التزام هؤلاء الموجودون في منطقة الشرق الأوسط بالنظام العالمي المستند إلى قواعد، والذي استفدنا منه جميعاً، والآن حان الوقت لدعمه".

وقالت: "أعلم أنه عندما يتعلق الأمر بالعدوان الروسي على أوكرانيا فإننا إزاء موقف حاسم"، مضيفة أنه "عندما يتعلق الأمر بنازحين.. جرائم حرب، ومذابح، فقد شهدنا هذا من قبل منذ عام 2015، عندما قررت روسيا مساندة الأسد في سوريا". 

واختتمت: "الآن، بالطبع، حان الوقت لنقف صفاً واحداً ليس فقط للمطالبة بالمحاسبة، والضغط بعمليات نشر معلومات، وتقديم مساعدات إنسانية، وفرض عقوبات في السياق الأوكراني، وإنما للتأكيد مجدداً على التزامنا بعدم السماح باستمرار فظائع الأسد في سوريا".

تصنيفات