سريلانكا المأزومة تتجه نحو النفط الروسي والإقراض الصيني

time reading iconدقائق القراءة - 5
رئيس الوزراء السريلانكي رانيل ويكريميسينجه خلال مقابلة في العاصمة كولومبو - 25 مايو 2022 - Bloomberg
رئيس الوزراء السريلانكي رانيل ويكريميسينجه خلال مقابلة في العاصمة كولومبو - 25 مايو 2022 - Bloomberg
دبي - الشرق

قال رئيس الوزراء السريلانكي رانيل ويكريميسينجه، إن بلاده قد تُضطر إلى شراء مزيد من النفط الروسي، مشيراً إلى استعداد كولمبو لقبول مزيد من المساعدات المالية من الصين، نتيجة بحثها عن وقود في ظلّ أزمة اقتصادية لم تشهدها البلاد منذ استقلالها.

وعيّن الرئيس السريلانكي، جوتابايا راجاباكسا، ويكريميسينجه رئيساً للوزراء للمرة السادسة، في مايو الماضي، من أجل حلّ أزمة اقتصادية كادت تؤدي إلى نفاد احتياطات النقد الأجنبي للبلاد. وأدى ويكريميسينجه القسم الدستورية بعد أيام على احتجاجات عنيفة أرغمت ماهيندا راجاباكسا، شقيق الرئيس السريلانكي، على الاستقالة.

ويبلغ الدين الخارجي لسريلانكا 51 مليار دولار، وأوقفت سداد نحو 7 مليارات دولار مستحقة العام الحالي. وتسبّب الدين الهائل في نفاد الأموال اللازمة للواردات الأساسية، ما يعني معاناة المواطنين في الحصول على الاحتياجات الأساسية، مثل الطعام والوقود والأدوية، كما أفادت وكالة "أسوشيتد برس".

وأدى ذلك أيضاً إلى انقطاع مستمر في التيار الكهربائي، واضطرار المواطنين إلى الانتظار أيام للحصول على غاز الطهي، والوقوف في طوابير تمتد لكيلومترات للحصول على البنزين.

روسيا والصين

وقال ويكريميسينجه لـ"أسوشيتد برس"، إنه سيبحث أولاً عن مصادر أخرى للنفط، مستدركاً أنه مستعد لشراء مزيد من النفط الخام من موسكو، علماً أن غالبية الدول الغربية أوقفت واردات الطاقة الروسية، في إطار العقوبات المفروضة على موسكو بعد غزوها لأوكرانيا.

وأشار ويكريميسينجه إلى استعداده لقبول مزيد من المساعدات المالية من بكين، رغم تصاعد الديون على سريلانكا. وأقرّ بأن المأزق الذي تواجه بلاده الآن هو "من صنعها"، مستدركاً أن الحرب في أوكرانيا تفاقمه، ومرجّحاً استمرار النقص الحاد في الغذاء حتى عام 2024، علماً أن موسكو عرضت أيضاً تزويد كولومبو بالقمح.

وقال وزير الطاقة السريلانكي، كانشانا ويجيسيكيرا، إن بلاده اشترت قبل أسبوعين شحنة نفط خام روسي تزن 99 ألف طنّ، من أجل إعادة تشغيل مصفاة التكرير الوحيدة على أراضيها.

ويكريميسينجه الذي يشغل أيضاً حقيبة المال في الحكومة، لم يُعلق مباشرة على ذلك، مشيراً إلى أنه لا يعلم ما إذا كانت هناك طلبات أخرى قيد الإعداد. واستدرك أن سريلانكا في حاجة ماسة للوقود، وتحاول الآن الحصول على النفط والفحم من مورّديها التقليديين في الشرق الأوسط.

وأضاف: "إذا تمكّنا من الحصول (على الوقود) من أيّ مصادر أخرى، فسنفعل، وإلا قد نُضطر إلى الذهاب إلى روسيا مرة أخرى".

"لا نعرف مصدر النفط"

ويُجري مسؤولون مفاوضات مع مورّدين من القطاع الخاص، لكن ويكريميسينجه ذكر أن إحدى المشكلات التي تواجهها سريلانكا، تتمثل في "وجود كثير من النفط المُتداول، الذي يُمكن أن تكون إيران أو روسيا مصدره غير الرسمي". وأضاف: "في بعض الأحيان لا نعرف مصدر النفط الذي نشتريه".

وشهدت أسعار النفط ارتفاعاً هائلاً منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا فبراير الماضي. وتحاول واشنطن وحلفاؤها قطع التدفقات المالية التي تدعم الجهود الحربية لموسكو، فيما تعرض الأخيرة نفطها الخام بأسعار مخفّضة بشكل كبير، ممّا يجعله جذاباً لعدد من الدول. ولا تزال سريلانكا محايدة بشأن الحرب، مثل دول أخرى في جنوب آسيا.

وتُعدّ الصين ثالث أبرز دائن لسريلانكا. واتهمت شخصيات معارضة الرئيس، ورئيس الوزراء السابق، بالحصول على عدد ضخم من القروض الصينية لتنفيذ مشاريع للبنية التحتية، لم تحقّق أرباحاً، وبدلاً من ذلك أضافت مزيداً من الديون على البلاد.

وقال ويكريميسينجه: "علينا تحديد المشاريع التي نحتاجها لتحقيق انتعاش اقتصادي والاقتراض من أجل (تنفيذها)، سواء من الصين أو من غيرها". وأضاف أن حكومته تُجري مفاوضات مع بكين بشأن إعادة هيكلة ديونها.

وكانت الصين عرضت سابقاً إقراض سريلانكا مزيداً من الأموال، لكنها رفضت تقليص الديون، خشية أن يطالب مقترضون آخرون بالأمر ذاته، بحسب "أسوشيتد برس".

وتابع ويكريميسينجه: "وافقت الصين على الانضمام إلى دول أخرى لإغاثة سريلانكا، وهذه خطوة أولى. يعني ذلك أن عليهم جميعاً الاتفاق (على) كيفية إجراء التقليصات".

وأسِف ويكريميسينجه لأن يشهد معاناة سريلانكا، بوصفه "مواطناً ورئيساً للوزراء". وقال إنه لم يرَ شيئاً كهذا في بلاده، ولم يعتقد بأنه سيفعل ذلك أبداً. وتابع: "مررنا بأوقات عصيبة.. ولكن ليس كهذه. لم أرَ أناساً بلا وقود ولا طعام".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات