قال وزير الخارجية الكوري الجنوبي جونج أوي يونج، الجمعة، إنه من الضروري تخفيف العقوبات على كوريا الشمالية، لكنه شدد على أن نزع السلاح النووي من بيونج يانج "خطوة أساسية لاستئناف الحوار معها".
ورفض يونج خلال جلسة في البرلمان الكوري الجنوبي، المطالب الكورية الشمالية تجاه بلاده والولايات المتحدة بسحب "السياسة العدائية" تجاهها، ووصفها بأنها "أحادية الجانب"، مؤكداً أن البلدين "ليس لديهما مثل هذه السياسة تجاه النظام الشمالي"، بحسب ما نقلته وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية.
ورداً على سؤال بشأن ضرورة تخفيف العقوبات على بيونج يانج، أجاب الوزير الكوري الجنوبي: "نعم، أعتقد أن الوقت قد حان الآن للنظر في تخفيف العقوبات".
وطالب وزير الوحدة الكوري الجنوبي لي إن يونج في بيان، من أوروبا "بدعم جهود بلاده في دفع عملية السلام في شبه الجزيرة الكورية"، مشدداً على "ضرورة أن يظل المجتمع الدولي منفتحاً على تخفيف العقوبات في المجال الإنساني لكوريا الشمالية".
اختبار صاروخ مضاد للطائرات
يأتي ذلك بعد ساعات من تأكيد كوريا الشمالية، الخميس، أنها اختبرت بنجاح صاروخاً مضاداً للطائرات "طوّرته أخيراً"، بعدما اختبرت عدداً من الصواريخ في الأيام الأخيرة.
وذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية، أن "جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، أجرت في 30 سبتمبر، عملية إطلاق تجريبية لصاروخ مضادّ للطائرات، طورته مؤخراً".
وإثر ذلك، أعرب الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه عن ثقته القوية في الموقف الدفاعي لكوريا الجنوبية، مؤكداً أنه "اقترح إعلان نهاية الحرب الكورية مع كوريا الشمالية، على أساس هذا الاستعداد"، متعهداً بـ"التعامل بحزم مع أي تهديدات ضد البلاد".
وذكر مون في خطاب بمناسبة عيد القوات المسلحة الكورية الجنوبية، أن بلاده تعمل على تعزيز وضعها الأمني والدفاعي، موضحاً أنها "تنتج صواريخ أكثر قوة بعد الرفع الكامل للقيود التي فرضتها الولايات المتحدة، على تطوير الصواريخ".
وأكد الرئيس الكوري الجنوبي أن "سيول وواشنطن تعملان على تعزيز موقفهما الدفاعي المشترك، كجزء من الجهود المبذولة للوفاء بشروط نقل حق السيطرة على العمليات العسكرية في زمن الحرب إلى كوريا الجنوبية"، بحسب وكالة "يونهاب".
دعوة أميركية ورفض كوري
تمثل التجربة الصاروخية الجديدة، تحدياً قبل ساعات من اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي بطلب من واشنطن وباريس ولندن، بشأن تجربة سابقة أعلنت عنها كوريا الشمالية، وأكدت أنها اختبرت خلالها بنجاح إطلاق صاروخ انزلاقي تفوق سرعته سرعة الصوت.
وحذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الخميس، من أن "التجارب الصاروخية التي تجريها كوريا الشمالية تسهم في زعزعة الاستقرار والأمن".
وقال بلينكن: "نحن قلقون إزاء هذه الانتهاكات المتكرّرة لقرارات مجلس الأمن، والتي تؤدي برأيي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار والأمن"، متعهداً بتقديم دعم مطلق لأي تدبير تتخذه كوريا الجنوبية، لخفض التوتر في شبه الجزيرة الكورية، في إطار تشديد الرئيس الأميركي على التعاون مع الحلفاء.
في المقابل، رفض زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، الخميس، عرض الولايات المتحدة إجراء حوار، متهماً بايدن بمواصلة "الأعمال العدائية" التي ارتكبها أسلافه، وهو ما نفته واشنطن على الفور.
العقوبات الدولية
وتعد كوريا الشمالية ممنوعة بموجب قرارات أصدرها مجلس الأمن الدولي، من تطوير ترسانتها النووية أو البالستية، لكنّها "لا تبالي بهذا الحظر، الأمر الذي عاد عليها بعقوبات دولية متعددة"، بحسب وكالة "فرانس برس".
وفي عام 2017 أصدر مجلس الأمن الدولي، بمبادرة من إدارة الرئيس الأميركي في حينه دونالد ترمب، 3 قرارات فرض بموجبها عقوبات اقتصادية مشددة على بيونج يانج، عقب إجرائها تجربة نووية وتجارب صاروخية.
ولم تظهر كوريا الشمالية حتى الآن أي استعداد للتخلي عن ترسانتها، التي تقول إنها بحاجة إليها للدفاع عن نفسها، ضد أي هجوم قد تشنه عليها واشنطن، حليفة سيول، والتي تنشر في كوريا الجنوبية نحو 28 ألفاً و500 عسكري لحمايتها من جارتها الشمالية.