
وجّهت الصين وروسيا، الأربعاء، انتقادات للولايات المتحدة، خلال جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة، واتّهمتا واشنطن بتأجيج التوتر في شبه الجزيرة الكورية.
وعقدت الجلسة لمناقشة الأسباب التي دفعت بكين وموسكو الشهر الماضي، إلى استخدام حق النقض في مجلس الأمن "الفيتو" ضد مشروع قرار أميركي، كان من شأن تبنيه أن يفرض عقوبات إضافية على كوريا الشمالية.
وانتقد السفير الصيني لدى الأمم المتحدة تشانج جون، النهج الذي تعتمده الولايات المتحدة حيال بيونج يانج، قائلاً إن "التوتر في شبه الجزيرة الكورية أصبح على ما هو عليه اليوم بسبب السياسات الأميركية"، مطالباً بتخفيف العقوبات عن كوريا الشمالية.
روسيا تطلب رفع العقوبات
بدورها دعت نائبة السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، آنا إيفستيجنيفا إلى رفع العقوبات عن بيونج يانج، قائلة إن "كوريا الشمالية تحتاج إلى مزيد من المساعدات الإنسانية، وعلى الغرب أن يتوقف عن تحميلها مسؤولية التوترات".
من ناحيته، رفض نائب السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة جيفري دي لورنتيس، الاتهامات الموجهة لبلاده، وقال إن "العقوبات الحالية والمقترحة، هي رد مباشر على ممارسات كوريا الشمالية".
وأضاف دي لورنتيس: "نسعى إلى حوار مع بيونج يانج من دون شروط مسبقة.. لقد مررنا هذه الرسالة عبر قنوات خاصة أيضاً، بما في ذلك رسائل رفيعة المستوى من كبار المسؤولين الأميركيين إلى كبار المسؤولين في كوريا الشمالية".
وتحذر الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية منذ أسابيع من أن نظام كيم جونج أون، قد يجري تجربة نووية سابعة في أي وقت.
تحذير بريطاني
وفي السياق، قال المندوب البريطاني لدى الأمم المتحدة، جيمس كاريوكي، إن بلاده تأسف لاستخدام الصين وروسيا "الفيتو" لعرقلة قرار مجلس الأمن بشأن كوريا الشمالية، معتبراً أن "منع تشديد العقوبات رداً على انتهاكات بيونج يانج المتكررة لقرارات المجلس الأمن، يبعث برسالة خطيرة للدول الساعية إلى ترسيخ الأمن والسلم الدوليين".
ولفت إلى أن جميع عقوبات الأمم المتحدة ضد كوريا الشمالية تم الاتفاق عليها بالإجماع، نظراً لارتفاع "التهديد الذي تمثله أسلحتها للسلم والأمن الدوليين"، مشدداً على ضرورة اتخاذ "المزيد من الإجراءات ومواصلة الضغط من أجل عودة بيونج يانج إلى التزاماتها بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية".
ودعا كاريوكي الصين وروسيا إلى العمل مع أعضاء المجلس الأمن الآخرين لتشديد العقوبات، فيما دعا جميع الدول الأعضاء إلى التنفيذ الكامل لعقوبات الأمم المتحدة الحالية.
"حق الدفاع عن النفس"
وبرر سفير كوريا الشمالية كيم سونج التجارب الصاروخية لبلاده بالتشديد على أن بنود ميثاق الأمم المتحدة "تنص بوضوح على أن لكل دولة حقوقاً متأصلة في الدفاع عن النفس فردياً أو جماعياً".
ويعتبر الاتحاد الأوروبي ومعه كوريا الجنوبية واليابان، أن التجارب الكورية الشمالية تشكل تجاهلاً صارخاً لقرارات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.
وجلسة الأربعاء هي الأولى التي تعين فيها على عضوين دائمين في مجلس الأمن تفسير أسباب استخدامهما حق النقض، وهي خطوة نص عليها قرار تم تبنيه في الجمعية العام في 26 أبريل.
ومنذ أول استخدام لحق النقض (الاتحاد السوفياتي في العام 1946) استخدمت روسيا "الفيتو" 144 مرة مقابل 86 مرة للولايات المتحدة.
واستخدمت المملكة المتحدة هذا الحق 30 مرة، فيما استخدمته الصين 19، وفرنسا 18 مرة.
اقرأ أيضاً: