
قالت مصادر أميركية مطلعة لشبكة "سي إن إن"، الأحد، إن بقايا منطاد التجسس الصيني الذي أسقطته الولايات المتحدة، ستُرسل إلى مختبر مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) بولاية فرجينيا، لتحليلها من قبل الخبراء في وكالات الاستخبارات.
وأعربت الصين، عن استيائها الشديد واحتجاجها على إسقاط المنطاد، قائلة إن واشنطن "تبالغ في ردة فعلها"، وإنها "تنتهك الممارسات الدولية"، محذرة من أنها تحتفظ بحقها في اتخاذ أي خطوات تراها ضرورية للرد.
وأعلنت السلطات الصينية، إقالة رئيس هيئة الأرصاد الجوية، وحملته مسؤولية انحراف المنطاد إلى المجال الجوي الأميركي والتسبب في أزمة انتهت بإسقاط الدفاعات الأميركية للمنطاد، حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن".
وفي هذا الصدد أوضح مسؤول دفاعي كبير أن وزارة الدفاع "أطلقت جهداً تعاونياً مع مكتب التحقيقات الفيدرالي وسلطات مكافحة التجسس للمساعدة في تصنيف وتقييم المنطاد".
وحذر منشور حكومي على "فيسبوك" الناس من "لمس الحطام أو نقله أو إزالته"، لافتاً إلى أن مثل هذه العناصر تعد "جزءاً من تحقيق فيدرالي".
ويمكن أن يصل حطام المنطاد إلى الساحل، حيث يعمل أفراد الجيش الأميركي على تجميعه، وفقاً لحكومة مقاطعة هوري بولاية ساوث كارولاينا.
انتقاد جمهوري
صحيفة "ذا هيل"، قالت إن الرئيس جو بايدن أمر الجيش، مساء السبت، بإسقاط المنطاد "في أقرب وقت ممكن" بعد اطلاعه على الأمر، الأربعاء.
وبعد عدة أيام من رصده، أسقط الجيش المنطاد عبر مقاتلة "F-22" وباستخدام صاروخ واحد من نوع AIM-9X Sidewinder قصير المدى قبالة ساحل ساوث كارولاينا.
لكن قرار إسقاطه أثار تساؤلات بشأن التوقيت، إذ دفع المشرعون إدارة بايدن إلى إجراء المهمة في وقت مبكر، إلا أن مسؤولي الأمن القومي حذروا من أن أفضل وقت لإسقاطه، هو عندما "يقترب من منطقة بها مياه، لمخاوف تتعلق بالسلامة".
وكان المنطاد يتحرك على ارتفاع 60 ألف قدم فوق سطح الأرض ويقدر حجمه بـ3 حافلات.
وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، في بيان السبت، إن "الإجراء المعتمد والقانوني الذي تم اتخاذه اليوم يوضح أن الرئيس بايدن وفريقه للأمن القومي سيضعون دائماً سلامة وأمن الشعب في المقام الأول".
ومع ذلك، انتقد المشرعون الجمهوريون بايدن لعدم تحركه بشكل عاجل مع تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين، فيما وصف كبار الجمهوريين بلجان القوات المسلحة في كل من مجلسي النواب والشيوخ الحادث بأنه إشارة إلى "الضعف"، متعهدين بالسعي للحصول على إجابات من الإدارة.
"لا تسامح"
وفي السياق، قالت تايوان، الأحد، إن "على المجتمع الدولي المتحضر عدم التسامح مع حادث المنطاد الصيني".
وجاء في بيان لوزارة الخارجية التايوانية، أوردته "سي إن إن": "مثل هذه التصرفات من قبل حكومة الحزب الشيوعي الصيني تتعارض مع القانون الدولي وتنتهك المجال الجوي للدول الأخرى وتنتهك سيادتها".
ولدى تايوان تجربة في سياق المناطيد، إذ زعمت وزارة الدفاع التايوانية في سبتمبر 2021 وفبراير 2022، أن المناطيد التي يعتقد أنها تستخدم في "مراقبة الأرصاد الجوية" حلقت فوق الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي.