اتهامات "التحرير الانتقائي" تلاحق برنامج "60 دقيقة"

time reading iconدقائق القراءة - 5
حاكم ولاية فلوريدا الأمريكية رون دي سانتيس يجيب على الأسئلة خلال الفقرة المثيرة للجدل - Screenshot
حاكم ولاية فلوريدا الأمريكية رون دي سانتيس يجيب على الأسئلة خلال الفقرة المثيرة للجدل - Screenshot
دبي-الشرق

تسببت فقرة من البرنامج الحواري الأميركي الشهير "60 دقيقة"، في حالة من الجدل، بعد أن عرض البرنامج الأحد، تحقيقاً تلفزيونياً يثير الشبهات حول نزاهة توزيع اللقاحات بولاية فلوريدا، ليواجه البرنامج الاستقصائي الاتهام بالتحرير الانتقائي، وتحريف تصريحات حاكم فلوريدا في البرنامج المعروض عبر شبكة "سي.بي.إس". 

وتناولت الفقرة موضع الجدل  التي تبلغ مدتها 13 دقيقة، وبُثت الأحد الماضي، "ادعاءات بالفساد تحيط بمحاولات ولاية فلوريدا الأميركية لتلقيح سكانها ضد فيروس كورونا"، وفقاً للوصف التي وضعته الشبكة لتحقيقها.

واتهمت الصحافية الاستقصائية شارين ألفونسي، مقدمة الفقرة، حاكم الولاية رون دي سانتيس، بعقد صفقة مشبوهة، لتوفير لقاحات كورونا عبر سلسلة متاجر "بابليكس" بشكل حصري، نظراً لمصلحة مشتركة بين أصحاب المتجر، وحملة دي سانتيس.

ووصفت ألفونسي الصفقة بـ"مكافأة" من دي سانتيس لأصحاب متاجر بابليكس، نظير تبرعاتهم وقدرها مئة ألف دولار أمريكي ضمن ما أسمته حالة "ادفع لتلعب" واضحة.

وفي سياق الفقرة، قالت ألفونسي أنها طلبت مقابلة من دي سانتيس للتعليق، لكنه رفض، ومن ثم باغته الفريق في أحد مؤتمراته الصحافية لمواجهته بالاتهامات.

ورداً على اتهامات ألفونسي، قال دي سانتيس "هذه الرواية خاطئة"، موضحاً أن القرار لم يكُن قراره وحده، وإنما كان قراراً مشتركاً مع عدد من المسؤولين التنفيذيين بالولاية، ومقاطعة بالم بيتش على وجه التحديد.

تحريف وحذف

ومنذ عرض الحلقة، انقسمت الآراء حول مدى مصداقية الاتهامات الموجهة لدي سانتيس، حاكم ولاية فلوريدا، وتصدّر وسم #60minutes قائمة الأكثر تداولاً على تويتر، فيما دخلت على الخط لاحقاً وسائل إعلام أميركية وصفت الحلقة بـ"المخادعة".

وكان الكاتب الأميركي المحافظ، آي جي هاميلتون، قد سارع لتفنيد الاتهامات الموجهة لدي سانتيس، على حسابه على موقع تويتر، بمجرد أن نشر حساب برنامج "60 دقيقة" التنويه عن الفقرة في الثاني من أبريل.

وغرد هاميلتون "يبدو أن فريق برنامج 60 دقيقة قد استبعد دقائق من المقابلة يعطي فيها دي سانتيس معلومات مفصّلة توضّح مدى خطأ الرواية"، ليلحق تغريدته بالمقطع الكامل للمقابلة للاطلاع على التصريحات المحذوفة.

وبمعاينة المقطع المحذوف، يتضح أن دي سانتيس يعطي المزيد من التفاصيل في إجابته عن خلفية القرار وعملية المفاضلة بين المتاجر الأخرى، واشتراك مسؤولين آخرين فيها، لتقاطعه ألفونسي "النقد يمثل في أنها حالة ادفع لتلعب، أيها الحاكم".

وشككت فوكس نيوز في اتهامات فريق 60 دقيقة في تقرير تلفزيوني، وأبرزت ممارسة شبكة "سي بي إس"، ما وصفته بـ"التحرير الانتقائي" بغرض الخداع للمحادثة بين المراسلة والحاكم الجمهوري لولاية فلوريدا.

وأبرز أيضاً الموقع الإخباري المحافظ "دايلي واير"، مسألة التحرير الانتقائي للمحادثة، واصفاً إياه بأنه "مخادع"، ونشرت نص الرد الكامل لرد دي سانتيس، مقابل الرد الذي بثته "سي بي إس".

من ناحية أخرى، احتفت بيزنس إنسايدر برواية فريق 60 دقيقة، وأبرزت في عنوان تقريرها حصول متاجر بابليكس على صفقة توزيع اللقاحات بعد التبرُع بمئة ألف دولار لحملة حاكم فلوريدا رون دي سانتيس.

حوادث مماثلة

وواجه سابقاً البرنامج الشهير 60 دقيقة الاتهام ذاته بالتحرير الانتقائي، وحذف قسماً من التصريحات بحيث تبدو مجتزأة أو غير واضحة أكثر من مرة.

ففي عام 2018، اتهمت بتسي ديفوس، وزيرة التعليم الأميركية حينذاك، بحذف قسم من تصريحاتها في سياق مقابلتها ببرنامج 60 دقيقة عن سياساتها التعليمية، لتوحي الفقرة بأنها تتحفظ على الإجابة، وشاركت وقتها ديفوس المقطع كاملاً عبر حسابها على تويتر.

واتهم مال برو، وهو سياسي أسترالي، عام 2015 النسخة الأسترالية التي تبث على القناة الأسترالية التاسعة بتحريف تصريحاته في البرنامج بعد تعرضه لضغوط برلمانية وعدم نشرها كاملة، لتلجأ الشبكة المنتجة إلى نشر النص الكامل للمقابلة، ليعتذر برو لاحقاً عن ادعائه.

بدوره، عمد الرئيس الأميركي الأسبق لاستباق بث الحلقة، وتسريب مقابلته كاملةً في البرنامج، أكتوبر الماضي، قبيل موعد عرضها ومدتها 40 دقيقة، ناعتاً الحوار بالانحياز والكراهية والفظاظة.

وينتمي برنامج 60 دقيقة لفئة برامج "المجلة التلفزيونية"، وبدأ عرضه عام 1968 على شبكة سي بي إس، واستقر موعد عرضه لاحقاً في أيام الآحاد حتى اليوم، وألهم البرنامج عدد من النسخ الأخرى حول العالم بتصريح من "سي بي إس".