موسكو تحذر من لجوء واشنطن لوسائل "جديدة" لتغيير أنظمة الدول

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس الأميركي جو بايدن، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، يحضرون القمة الأميركية الروسية في جنيف بسويسرا -16 يونيو 2021 - REUTERS
الرئيس الأميركي جو بايدن، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، يحضرون القمة الأميركية الروسية في جنيف بسويسرا -16 يونيو 2021 - REUTERS
دبي-الشرق

حذر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، السبت، من لجوء الولايات المتحدة إلى وسائل "مغايرة وجديدة"، من أجل "تغيير مصير الشعوب الأخرى".

وشكّك لافروف في التزام الولايات المتحدة بالتوقف عن التدخل العسكري في الدول الأخرى، بعدما تعهّد الرئيس الأميركي جو بايدن أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بأن عهد تدخلات الولايات المتحدة العسكرية في الدول الأجنبية انتهى.

وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي في مقر الأمم المتحدة بنيويورك: "لا يمكن لبايدن أن يتعهد بأن عهد التدخل العسكري للولايات المتحدة قد انتهى إلى الأبد، لأنه لا يمكن ضمان التزام الإدارة الأميركية المقبلة بذلك".

وتابع لافروف: "بايدن يقول إن بلاده ستدعم الديمقراطية في العالم، هذا يوحي بأن واشنطن ستلجأ لوسائل مغايرة لتغيير مصير الشعوب الأخرى".

وقال إن الولايات المتحدة قد تستخدم "أدوات أخرى، بدلاً من القوة، مثل الثورات. انظر إلى ليبيا وسوريا وأوكرانيا".

ودعا وزير الخارجية الروسي واشنطن إلى التوقف عن تغيير أنظمة الدول الأخرى، قائلاً "على الأميركيين القبول بأننا مختلفون من حيث الثقافات والحضارات، لأننا نعيش في كوكب واحد وعلينا احترام بعضنا البعض".

الاتفاق النووي

وبشأن الملف النووي الإيراني، قال لافروف، إنه يأمل في أن تستأنف مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي "في أقرب وقت ممكن".

وأشار إلى أن إيران أخبرت القوى الدولية المشاركة في المفاوضات بأنها ستعين "وفداً تفاوضياً جديداً في غضون أسبوع أو أسبوعين"، بعد انتخاب الحكومة الجديدة.

ودعا وزير الخارجية الروسي الولايات المتحدة إلى حل كل القضايا المتصلة بإحياء الاتفاق، مشدداً على ضرورة رفع العقوبات التي تفرضها واشنطن على طهران وشركائها التجاريين.

وقال لافروف إن بلاده "لا تفكر في سيناريو فشل إحياء الاتفاق النووي"، مضيفاً: "لدينا آمال كبيرة في التوصل إلى نتائج إيجابية في المفاوضات، والولايات المتحدة بدورها ترغب في ذلك".

ولفت لافروف إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية "تتواصل مع إيران، ولديها رؤية شاملة على ما يحدث هناك"، مضيفاً أن "الوكالة تلج إلى كامل المعلومات المتعلقة بالبرنامج النووي، وليس لديها أي سبب قد يدفعها نحو الاعتقاد بتحول البرنامج النووي الإيراني نحو أهداف عسكرية".

الاستقرار الاستراتيجي

وأعلن لافروف أن الجولة الثانية من محادثات الاستقرار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وروسيا، ستنعقد الأسبوع المقبل، بعدما كانت الجولة الأولى قد انعقدت في يوليو الماضي في جنيف، وركزت على تحديد معالم الأجندة المستقبلية للحد من التسلح بين البلدين.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن عقد مع نظيره الروسي فلاديمر بوتين قمة في جنيف يوم 16 يوليو الماضي، مكنت البلدان من فتح قنوات الحوار.

بالمقابل، قال لافروف إن روسيا والولايات المتحدة "لم يتوصلا بعد إلى اتفاق بشأن تطوير خيار لتبادل السجناء"، قائلاً إن "الأميركيين يهتمون فقط بإرجاع مواطنيهم، ولا يأخذون مطالبنا بجدية".

وتابع: "بوتين وبايدن تطرقا إلى هذه القضية في اجتماعهما في جنيف، واتفقا على أن الأجهزة الأمنية المسؤولة عن هذه القضايا في موسكو وواشنطن، ستجري محادثات للاتفاق على بعض الأمور المقبولة للطرفين. لكن لم نطوّر هذا الأمر بعد".

وأكد وزير الخارجية الروسي أن بلاده "مستعدة لإجراء المحادثات"، مضيفاً أن "الحوار دائماً أفضل من عدم الحوار".

وقال إن بلاده بعثت 45 طلباً إلى واشنطن، للتحقيق في الهجمات الإلكترونية التي تستهدف روسيا، مضيفاً: "معظم الهجمات الإلكترونية على أهدافنا جاءت من الولايات المتحدة، حوالي نصفها".

وأضاف لافروف: "أرسلنا 45 طلباً رسمياً إلى زملائنا الأميركيين، والتي تضمنت حقائق تتطلب تحقيقات. تلقينا إجابات عن تسعة منها فقط. وبدورنا تلقينا حوالي 10 طلبات واستجبنا لها جميعاً".

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن الحوار بين روسيا والولايات المتحدة بشأن الأمن السيبراني، بدأ بعد قمة جنيف التي جمعت الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جو بايدن، لكنه "يتقدم بصعوبة"، مشيراً إلى تقدمه قي سياق "اتفاقيات جنيف".

الاعتراف بطالبان "غير مطروح"

وبخصوص أفغانستان، قال وزير الخارجية الروسي أن بلاده لم تستلم "أي طلب من حركة طالبان لتعيين سفير جديد في موسكو"، مضيفاً أن "السفير الذي عينته الحكومة الأفغانية السابقة، ما يزال يعمل في موسكو".

وأكد لافروف أن أفغانستان "تأتي على رأس أجندات معظم الدول"، لكنه قال إن "مسألة الاعتراف الدولي بطالبان في الوقت الراهن غير مطروحة"، وشدد على "ضرورة ضمان التزام الحركة بتعهداتها أولاً".

وقال لافروف إن "طالبان تعهدت بحكومة شاملة. لكن الحكومة التي شكلتها لم تعكس كل أطياف الشعب الأفغاني".

وتابع: "طالبان أكدت لنا أن الحكومة الحالية مؤقتة، وأن الحكومة المقبلة ستكون أكثر تنوعاً، ونحن على تواصل مستمر معها لضمان تنفيذ وعودها".

وأوضح لافروف أن بلاده "لا ترى أهمية في رفع عقوبات مجلس الأمن على حركة طالبان في المرحلة الحالية"، لكنه أكد أن روسيا "تدعم عزم حركة طالبان على مواجهة تنظيم داعش-خرسان".

ووصف الانسحاب الأميركي من أفغانستان بـ"المتسرع"، والذي "جرى دون مراعاة تبعاته"، لافتاً إلى أنه "لا يزال هناك الكثير من الأسلحة" في أفغانستان.

التواجد في مالي

وأكد وزير الخارجية الروسي أن مالي طلبت من شركات روسية خاصة تعزيز الأمن في الدولة التي تشهد نزاعات، مشدداً على أن لا علاقة لموسكو بذلك.

وحذرت دول أوروبية الحكومة المالية على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع من التعاقد مع عناصر مسلحة من مجموعة فاغنر المثيرة للجدل.

لكن مع اعتزام باريس خفض وجودها العسكري في مالي، قال لافروف للصحافيين إن الحكومة المالية تتوجه إلى "شركات روسية خاصة".

وقال "إنها أنشطة تنفذ على أساس شرعي"، مضيفاً أن "الحكومة الروسية ليس لها علاقة بذلك".

وأفادت تقارير إعلامية بأن حكومة مالي التي يهيمن عليها الجيش في باماكو، تقترب من التعاقد مع ألف عنصر مسلح من شركة "فاجنر"، فيما حذرت فرنسا من أن التعاقد مع عناصر مسلحة من الشركة الأمنية الروسية الخاصة، سيؤدي إلى عزلة مالي دولياً.