بريطانيا.. الجيش يستعد لتوصيل الوقود.. والأزمة قد تستمر شهراً

time reading iconدقائق القراءة - 4
محطة وقود مغلقة في لندن بسبب نقص حاد في الإمدادات، 25 سبتمبر 2021 - REUTERS
محطة وقود مغلقة في لندن بسبب نقص حاد في الإمدادات، 25 سبتمبر 2021 - REUTERS
لندن، المملكة المتحدة-أ ف بالشرق

حشدت الحكومة البريطانية، الأربعاء، أسطولها من شاحنات نقل الوقود، وتستعد ليحل جيشها مكان سائقي الشاحنات الذين تناقص عددهم في المملكة المتحدة، وتسليم الوقود إلى محطات الوقود التي تهافت عليها السائقون.

ورغم بوادر "الاستقرار" الأولى التي تحدثت عنها السلطات، وتفاؤل وزراء الحكومة ومحطات الوقود، بأن أزمة الإمداد ستُحل قريباً، رجحت مصادر في قطاع صناعة الوقود أن الأزمة ربما تستمر فترة تصل إلى "شهر".

وقال وزير الأعمال البريطاني، كواسي كوارتنج، إن الجنود سيجري نشرهم لقيادة ناقلات الوقود إلى محطات الوقود في غضون أيام للمساعدة في تخفيف أزمة الوقود، مضيفاً أنهم "سيبدؤون في تسليم الشحنات في وقت لاحق من هذا الأسبوع بعد تلقي التدريب".

وأوضح كوارتينج للصحافيين، أن القطاع حصل على دفعة بعد أن وافقت الحكومة رسمياً على تأمين 150 سائقاً من الجيش، وهم يتدربون قبل نشرهم "في الأيام المقبلة"، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس".

وأضاف كوارتينج في تغريدة على "تويتر" أن الأسطول الحكومي للشاحنات الصهريج "سيكون على الطرقات بعد ظهر اليوم (الأربعاء)، لتحسين عمليات تسليم الوقود إلى المحطات في جميع أنحاء المملكة المتحدة"، لافتاً إلى أن هذه الشاحنات سيقودها مدنيون.

وبعد تأكيده أنه رأى "بوادر" على أن الوضع بدأ في التحسن، دعا الوزير البريطانيين إلى التعقل قائلاً "كلما أسرعنا في العودة إلى عاداتنا الاستهلاكية الطبيعية عاد الوضع بسرعة إلى طبيعته".

الأزمة قد تستمر شهراً

لكن مصادر قالت لصحيفة "تايمز" البريطانية في المقابل، إن الاضطراب قد يستمر لأسابيع، حتى لو توقف الناس عن "الشراء بدافع الذعر"، لأن محطات الوقود ستحتاج إلى بعض الوقت لإعادة التخزين بالكامل.

قال أحد المصادر إنهم يتوقعون أن تستمر شركة "بريتيش بتروليوم" (بي بي) العملاقة، وهي أول شركة تقنن شحنات الوقود بسبب نقص السائقين، في مواجهة مشكلات طوال الشهر المقبل.

وتواجه محطات الوقود صعوبة في تلبية الطلب الكبير منذ أن تحدث الموزعون الأسبوع الماضي عن مشكلات في التموين نتيجة نقص في عدد السائقين المقدر بنحو 100 ألف، بحسب المهنيين.

هذا الوضع الاستثنائي هو أحدث تبعات نقص العمالة الناجم عن وباء "كوفيد-19"، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مع تأثير مشكلات التوصيل أيضاً على تزويد متاجر السوبر ماركت، ومطاعم الوجبات السريعة، وحتى الحانات بالبضائع. 

انتقادات لجونسون

من جانبه، قال زعيم حزب "العمال" المعارض السير كير ستارمر عبر شبكة "سكاي" البريطانية بلهجة مستنكرة، "نحن في وضع جعلت فيه الحكومة البلاد في حالة من الفوضى بسبب حالة تامة من عدم الاستعداد".

ورغم انتقاد ستارمر حكومة "المحافظين"، التي حملها المسؤولية عن أزمة نفاد الوقود، وواحدة من أسوأ أعداد الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا في أوروبا، لكنها لا تزال تتقدم على حزب "العمال" في معظم استطلاعات الرأي.

ستارمر سعى إلى تغيير ذلك ومحاولة كسب ود الناخبين بخطاب ألقاه، الأربعاء، في المؤتمر السنوي للحزب، قال فيه إن حزب العمال "عاد إلى العمل" بعد عقد من "الانتكاسات الانتخابية"، حسب وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية.

وقال إن قصته الشخصية، باعتباره فتى من الطبقة العاملة التحق بكلية الحقوق وأصبح مدعياً عاماً، جعلته قائداً أفضل من رئيس الوزراء جونسون الذي وصفه بـ"الثري المتبجح"، مضيفاً أنه "محتال قام بخدعته الوحيدة".

ومضى قائلاً: "لا أعتقد أن بوريس جونسون رجل سيئ. أعتقد أنه رجل تافه. أعتقد أنه رجل استعراض لم يتبق لديه شيء لإظهاره".

ولا تكف الحكومة عن التأكيد على أن المملكة المتحدة لا تعاني نقصاً في الوقود ولكن النقص ناتج عن الطلب الاستثنائي الناجم عن اندفاع المستهلكين القلقين من نفاد الوقود لشرائه، كما كانت الحال مع ورق المرحاض، أو بعض المنتجات الغذائية في بداية الجائحة.

اقرأ أيضاً: