هز انفجار عنيف، السبت، وسط الخرطوم، نتيجة قصف جوي لمستودع وقود يقع تحت سيطرة الدعم السريع، فيما أجل الاتحاد الإفريقي اجتماعاً تحضيرياً للقوى السياسية السودانية، كان مقرراً انعقاده مطلع الشهر المقبل، في أديس أبابا، لأجل غير مسمى.
وقصف الجيش في السودان أهدافاً لقوات الدعم السريع، وسط الخرطوم، وفي محيط القصر الجمهوري، وتصاعدت ألسنة اللهب والدخان بكثافة.
وردت قوات الدعم السريع من أماكن تمركزها في الخرطوم، بقصف مواقع تعتقد أنها تابعة للجيش السوداني في وسط أم درمان.
وقال شهود عيان، إن القصف الجوي الذي شنه الطيران الحربي التابع للجيش، صباح السبت، على مواقع تمركز الدعم السريع، الأعنف منذ عدة أسابيع.
وذكر الشهود، أن القصف طال نواحي المدينة الرياضية، وأرض المعسكرات التابعة لقوات الدعم السريع جنوب الخرطوم.
وأفادت مصادر عسكرية سودانية لوكالة أنباء العالم العربي AWP، بنشوب حريق ضخم في مستودع وقود بمطار الخرطوم الدولي. وأوضحت المصادر أن "المستودع المحترق يجاور مخزن أسلحة للدعم السريع".
وقال مصدر بقوات الدعم السريع، للوكالة، إن القوات شنت هجوماً بالمدفعية على مواقع للجيش في القيادة العامة وسلاح المدرعات بالخرطوم.
وتجددت الاشتباكات بين الطرفين في مناطق واسعة من العاصمة الخرطوم، على مدار اليومين الماضيين. وتركزت في محيط سلاح المدرعات، ومنطقة الامتداد، جنوب غربي الخرطوم.
وتصاعدت أعمدة الدخان في أحياء الصحافة، الشجرة، اللاماب، المجاهدين، والمعمورة.
تأجيل حوار القوى المدنية
وكشفت مصادر دبلوماسية في الاتحاد الإفريقي لـ"الشرق"، السبت، تأجيل الاتحاد الإفريقي للحوار السياسي المدني السوداني-السوداني إلي أجل غير مسمي.
وكان الاتحاد الإفريقي يحضر لانعقاد الاجتماع التحضيري للحوار في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، مطلع سبتمبر المقبل، من أجل إيقاف الحرب.
وسبق وأرسل الاتحاد الإفريقي دعوات إلى عدد من القوى السياسية السودانية من ضمنها إسلاميين، ما أدى إلي تصاعد النبرات الرافضة لهذا الحوار.
وانتشرت في وقت سابق قائمة مسربة على مواقع التواصل الاجتماعي تبرز أسماء المشاركين في الاجتماع التحضيري، تضم قيادات من القوى السياسية والمدنية.
ونفت قوى الحرية والتغيير "المجلس المركزي"، تلقيها دعوة من الاتحاد الإفريقي لاجتماع تحضيري للحوار السوداني.
تحركات البرهان
وقالت مصادر عسكرية سودانية لـ"الشرق"، إن قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان سيزور مدينة بورتسودان، الأحد.
وأشارت المصادر، إلى أن البرهان سيعقد اجتماعات مع مسؤولين في الحكومة علي رأسهم مجلس الوزراء المكلف برئاسة عثمان حسين، لمناقشة المشكلات التي تواجه الحكومة، إلى جانب الأوضاع الإنسانية.
وأضافت المصادر، أن البرهان سيعقد اجتماعاً مع قيادات الشرطة والمخابرات والجيش.
وظهر البرهان، خارج مجمع قيادة الجيش، الذي تقول قوات الدعم السريع إنها تحاصره، وذلك لأول مرة منذ بدء الحرب في أبريل الماضي.
وأظهر مقطع الفيديو الذي نشرته القوات المسلحة السودانية، البرهان، في مدينة أم درمان على الجهة المقابلة من نهر النيل، بجانب زيارته قاعدة لسلاح المدفعية في عطبرة بولاية نهر النيل شمالي الخرطوم.
مشاورات تشكيل حكومة
ونقلت وكالة أنباء العالم العربي عن مصادر، الجمعة، أن البرهان، بدأ مشاورات مع قادة سياسيين وعسكريين لتشكيل "حكومة طوارئ" في السودان. وحذرت قوى إعلان الحرية والتغيير، من أن تشكيل تلك الحكومة سيؤدي لإطالة أمد الحرب، والاستمرار في "نهب المال العام".
وأشارت مصادر متطابقة للوكالة، إلى أن "وزير المالية الحالي ورئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم هو الأوفر حظاً لتولي منصب رئاسة مجلس الوزراء".
في سياق متصل، حذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن جريفيث، من أن النزاع الذي طال أمده في السودان، يمكن أن يدفع المنطقة بأكملها إلى "كارثة إنسانية".
وقال جريفيث، منسق الإغاثة أثناء حالات الطوارئ في بيان، أن الحرب في السودان "تغذي حالة طوارئ إنسانية ذات أبعاد جسيمة، إذ إن هذا النزاع المرير وما خلفه من جوع ومرض ونزوح يهدد الآن بإغراق البلاد بأكملها".
واعتبر أنه "كلما طال أمد القتال أصبح تأثيره أكثر تدميراً"، مشيراً إلى "نفاد الطعام بالفعل في بعض المناطق"، و"معاناة مئات الآلاف من الأطفال من سوء التغذية الحاد، كما يواجهون خطر الموت الوشيك إذا تُركوا دون علاج".
اقرأ أيضاً: