ما الاضطرابات العصبية الوظيفية؟ وكيف تؤثر في صحتك؟

time reading iconدقائق القراءة - 9
طبيب يحمل مسحاً ضوئياً للدماغ - Getty
طبيب يحمل مسحاً ضوئياً للدماغ - Getty
بالتعاون مع "مايو كلينك"-الشرق

تتضمن الاضطرابات العصبية الوظيفية، ما يسميه بعض الناس "اضطرابات التحويل"، وهي توضح أعراض الجهاز العصبي التي لا يمكن تفسيرها بواسطة الأمراض العصبية أو الحالات الطبية الأخرى.

وتختلف العلامات والأعراض، بناء على نوع الاضطراب الوظيفي العصبي، وقد تتضمن بعض الأنماط المعينة.

وتؤثر هذه الاضطرابات في حركتك أو حواسك بالتأكيد، مثل القدرة على المشي أو البلع أو الرؤية أو السمع.

وقد تختلف الأعراض في حدتها، ويمكن أن تأتي وتختفي أو تستمر. ومع ذلك، لا تقدر على إنتاج أعراضك أو السيطرة عليها.

ولا يُعرف سبب الاضطرابات الوظيفية العصبية، فربما تتحفز حالتك بسبب الاضطرابات العصبية أو رد فعل الجسم على التوتر أو الصدمات النفسية أو الجسدية، لكن هذا لا يحدث دائماً.

وترتبط الاضطرابات الوظيفية العصبية بكيفية أداء المخ لوظائفه، فضلاً عن تلف تركيبات المخ (مثل التلف الناتج عن السكتة الدماغية أو التصلب المتعدد أو العدوى أو الجرح). كما قد يساعد التشخيص المبكر والعلاج، والتوعية بالحالة، على التماثل للشفاء.

الأعراض

تختلف أعراض اضطرابات العرض العصبي الوظيفي حسب النوع، وهي كبيرة بما يكفي لتسبب الضعف وتستدعي إجراء تقييم طبي. كما يمكن أن تؤثر في حركة الجسم ووظائفه والحواس.

وتشمل العلامات والأعراض التي تؤثر في حركة الجسم ووظيفته ما يلي:

  • الضعف أو الشلل.
  • حركة غير طبيعية، مثل الرعاش أو صعوبة المشي.
  • فقدان الاتزان.
  • صعوبة البلع أو الشعور "بتورم في الحلق".
  • نوبات الارتعاش وفقدان الوعي الواضح (نوبات غير صرعية).
  • نوبة من عدم الاستجابة.

ومن العلامات والأعراض التي تؤثر عادة في القدرات الحسية:

  • الخدر أو فقدان الإحساس باللمس.
  • مشكلات في التخاطب، كعدم القدرة على الكلام أو تلعثم النطق.
  • مشكلات الإبصار، مثل الرؤية المزدوجة أو العمى.
  • مشاكل السمع أو الصمم.

الرعاية الطبية

يجب طلب الرعاية الطبية للعلامات والأعراض المذكورة أعلاه. وإذا كان السبب الأساسي مرضاً عصبياً أو حالة طبية أخرى، فقد يكون التشخيص السريع والعلاج مهميناً.

أما إذا كان التشخيص اضطراباً عصبياً وظيفياً، فقد يحسّن العلاج الأعراض ويساعد على منع حدوث مشكلات في المستقبل.

الأسباب

ولا يُعرف السبب الدقيق وراء الاضطرابات العصبية الوظيفية. وتُعد النظريات التي تتعلق بما يحدث في الدماغ ويؤدي إلى ظهور الأعراض معقدة، وتنطوي على آليات متعددة تختلف حسب نوع الاضطراب العصبي الوظيفي.

في الأساس، قد يتم تضمين أجزاء الدماغ التي تتحكم في وظائف العضلات والشعور، بالرغم من عدم وجود مرض أو تشوه، وربما تظهر أعراض الاضطرابات العصبية الوظيفية فجأة بعد حدث مرهق أو صدمة جسدية أو عاطفية.

وربما تتضمن المحفزات الأخرى تغييرات أو اضطرابات في كيفية أداء الدماغ على المستوى البنيوي والأيضي ومستوى الخلية، ولكن لا يمكن دائماً تحديد محفزات الأعراض.

عوامل الخطورة

تشمل العوامل التي قد تزيد من خطر الاضطرابات العصبية الوظيفية:

  • الإصابة بمرض أو اضطراب عصبي، مثل الصرع أو الصداع النصفي أو اضطراب الحركة.
  • ضغط عصبي كبير أو صدمة عصبية أو بدنية في وقت قريب.
  • الإصابة بحالة مرض عقلي، مثل اضطراب المزاج أو اضطراب القلق أو اضطراب الفصام أو اضطرابات شخصية محددة.
  • وجود فرد من أفراد العائلة مصاب باضطراب عصبي وظيفي.
  • وجود تاريخ من سوء المعاملة البدنية أو الجنسية أو الإهمال في الطفولة.

ويحتمل إصابة النساء أكثر من الرجال بالاضطرابات العصبية الوظيفية.

كما يمكن أن تؤدي بعض أعراض الاضطرابات العصبية الوظيفية، خصوصاً إذا لم تعالَج، إلى حدوث إعاقة كبيرة وتدني نوعية الحياة، وما يشبه ما تسببه الحالات الطبية أو الأمراض.

التشخيص

لا توجد اختبارات معيّنة للاضطرابات العصبية الوظيفية. ويتضمن التشخيص عادة تقييم الأعراض الحالية واستبعاد أي حالة عصبية أو طبية يمكن أن تسبب الأعراض.

وتُشخّص الاضطرابات العصبية الوظيفية بناءً على الوضع الحالي، مثل بعض أنماط العلامات والأعراض، وليس فقط على ما هو خفي، مثل ندرة التغيرات الهيكلية في التصوير بالرنين المغناطيسي أو التشوهات التي تظهر في تخطيط كهربائية الدماغ.

ويتضمن الاختبار والتشخيص عادة اختصاصي جهاز عصبي، ولكن قد يتضمن اختصاصي صحة نفسية أو صحة عقلية.

وقد يستخدم طبيبك أياً من هذه المصطلحات: الاضطرابات العصبية الوظيفية (FNDs)، أو اضطراب الأعراض العصبية الوظيفي، أو اضطراب التحويل.

واحد من مميزات استخدام مصطلح "الاضطرابات العصبية الوظيفية" هو أنه يمكن استخدامه لتحديد نوع أعراض الاضطرابات العصبية الوظيفية التي تعانيها. على سبيل المثال، إذا تضمنت أعراضك مشكلات بالمشي، فقد يحيلك طبيبك إلى اضطراب المشي الوظيفي أو الضعف الوظيفي.

وقد يشمل التقييم الآتي:

  • الفحص البدني. يفحصك الطبيب ويسألك أسئلة مفصّلة عن صحتك والعلامات والأعراض البادية عليك. ويمكن أن تستبعد بعض الاختبارات اضطرابات طبية أو أمراضاً عصبية حسب سبب أعراضك. تعتمد تلك الاختبارات على العلامات والأعراض التي تعانيها.
  • فحص نفسي. إذا كان هذا مناسباً، قد يحيلك اختصاصي الجهاز العصبي إلى أحد اختصاصيي الصحة العقلية. سيسألك الطبيب بعض الأسئلة عن أفكارك، ومشاعرك وسلوكك، وسيناقش معك أعراضك. قد يكون استخدام المعلومات التي تم جمعها، بإذن منك، من أفراد العائلة أو غيرهم مفيداً.
  • معايير التشخيص في دليل DSM-5. قد يستخدم الطبيب أو الاختصاصي المعايير الواردة في الإصدار الخامس من الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض العقلية (DSM-5)، والذي نشرته جمعية الطب النفسي الأميركية، لمقارنة أعراضك به.

يوضح الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض العقلية (DSM-5) هذه المعايير لاضطراب التحويل:

  • واحد أو أكثر من الأعراض التي تؤثر في حركة الجسم أو في حواسك.
  • لا يمكن تفسير الأعراض عن طريق حالة عصبية أو حالة طبية أخرى أو اضطراب صحة عقلية آخر.
  • تسبب الأعراض خللاً واضحاً أو مشكلات على الصعيد الاجتماعي أو صعيد العمل أو على الصعد الأخرى، أو أن تكون واضحة بشكل كافٍ، إذ يكون من الأفضل الخضوع للتقييم الطبي.

المعالجة

سيتوقف العلاج على نوع الاضطراب العصبي الوظيفي والعلامات والأعراض الخاصة. وبالنسبة لبعض الأشخاص، إن نهج الفريق متعدد التخصصات والمكوَّن من طبيب الأعصاب أو الطبيب النفسي أو اختصاصيي الصحة النفسية الآخرين أو معالجي التخاطب والعلاج البدني والمهني أو غيرهم من الاختصاصيين قد يكون مناسباً.

حسب احتياجاتك، قد تتضمن العلاجات ما يلي:

  • العلاج الطبيعي أو المهني: قد يُحسن العمل مع معالج طبيعي أو مهني أعراض الحركة ويقي المضاعفات. على سبيل المثال، قد تمنع الحركة المنتظمة للذراعين أو الساقين حدوث شد للعضلات وضعفها إذا كنت مصاباً بشلل أو عدم قدرة على الحركة. فقد تحسن الزيادة التدريجية في التمارين قدرتك على العمل.
  • علاج التخاطب: إذا كانت الأعراض التي تعانيها تتضمن مشكلات في الكلام أو البلع، فقد يساعدك العمل مع اختصاصي التخاطب (اختصاصي أمراض اللغة والتخاطب).
  • أساليب التخلص من الضغط النفسي أو الإلهاء: قد تتضمن أساليب التخلص من الضغط النفسي طرقاً مثل الاسترخاء العضلي التدريجي، وتمارين التنفس، والنشاط البدني، وممارسة الرياضة.

بينما قد تتضمن أساليب الإلهاء الموسيقى أو التحدث إلى شخص آخر، أو تغيير طريقة المشي أو الحركة بشكل متعمد.

الصحة النفسية

على الرغم من أن الأعراض العصبية الوظيفية ليست "جميعها في الرأس"، فقد يكون للمشاعر والطريقة التي تفكر بها في الأمور تأثير في الأعراض وتعافيك. قد تتضمن خيارات العلاج النفسي ما يلي:

  • العلاج السلوكي المعرفي CBT: يساعدك العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، أحد أنواع العلاج النفسي، في إدراك التفكير السلبي أو غير الدقيق حتى تتمكن من عرض المواقف بشكل أكثر وضوحاً والاستجابة لها بطريقة أكثر فاعلية. ويمكن أن يساعدك العلاج السلوكي المعرفي (CBT) في تعلم كيفية إدارة الأعراض والمواقف الحياتية التي تشكل ضغوطاً بشكل أفضل. قد يكون ذلك مفيداً بشكل خاص إذا كانت أعراضك تتضمن نوبات غير نوبات الصرع. قد تكون الأنواع الأخرى من العلاج النفسي مفيدة إذا كنت تعاني مشكلات شخصية أو تاريخاً من الصدمة أو إساءة المعاملة.
  • علاج حالات الصحة النفسية الأخرى: يمكن أن يفاقم القلق أو الاكتئاب أو اضطرابات الصحة النفسية الأخرى أعراض الاضطرابات العصبية الوظيفية. يمكن أن يساعد علاج حالات الصحة النفسية مع الاضطرابات العصبية الوظيفية في التعافي.
  • التنويم المغناطيس: عند إجرائه من قِبل المهني المتدرب، المُلِم بالاضطرابات العصبية الوظيفية، قد يستفيد الأفراد الذين يقبلون الاقتراحات في أثناء التنويم المغناطيسي إذا كانوا يعانون أعراض الاضطراب العصبي الوظيفي الذي يتضمن، على سبيل المثال، فقدان الإحساس أو مشكلات بالكلام.

لا تكون الأدوية فعَّالة في علاج الاضطرابات العصبية الوظيفية، ولا تعتمد إدارة الغذاء والدواء أيّ نوع من الأدوية بوصفه علاجاً محدداً. ومع ذلك، يمكن أن تفيد الأدوية مثل مضادات الاكتئاب في حالة الإصابة أيضاً بالاكتئاب أو الاضطرابات المزاجية الأخرى أو الإصابة بالألم أو الأرق.

* هذا المحتوى من مايو كلينك.