حذرت حركة طالبان، الأربعاء، الدول المجاورة لأفغانستان من قبول بناء الولايات المتحدة الأميركية قواعد على أراضيها، مؤكدة أن مقاتليها سيفشِلون "مثل هذا الخطأ التاريخي في حال حصوله".
وأشارت معلومات نشرت خلال الأيام الماضية في وسائل إعلام أفغانية إلى رغبة واشنطن بإقامة قاعدة في المنطقة تتيح لها التدخل في أفغانستان في حال الحاجة إلى ذلك في المستقبل.
وقالت طالبان في بيان "نطلب من الدول المجاورة عدم السماح بذلك لأي كان"، مشيرةً إلى أنه "في حال اتخاذ مثل هذا القرار، فسيكون خطأ تاريخياً والمجاهدون الأفغان لن يبقوا صامتين أمام مثل هذا الاستفزاز".
وتابعت: "لقد قلنا عدة مرات إن أرضنا لن تستخدم لأمن دول أخرى، وننتظر من الدول الأخرى ألا تسمح بدورها أن تستخدم أراضيها ومجالها الجوي ضدنا".
نفي باكستاني
من جهته، نفى وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي، الأربعاء، أمام مجلس الشيوخ ما أوردته عدة وسائل إعلام عن اتفاق عسكري جديد مع واشنطن.
وأكد قريشي أن "هذه المعلومات لا أساس لها، وأن باكستان في ظل سلطة رئيس الوزراء عمران خان لن تسمح أبداً للأميركيين بأن يقيموا قاعدة على أرضنا".
وتصاعد العنف بين القوات الحكومية الأفغانية وطالبان في وقت يمضي الجيش الأميركي قدماً بخطته لسحب جميع جنوده بحلول الـ11 من سبتمبر، ليطوي بذلك صفحة حملة عسكرية استمرت 20 عاماً في أفغانستان.
وتعهّدت الولايات المتحدة بإنهاء أطول حرب في تاريخها، لكنها تجاوزت مهلة الأول من مايو لسحب كامل جنودها، وهو ما ينص عليه اتفاق وقّعته واشنطن مع طالبان، وذلك مقابل ضمانات أمنية وتعهد بالدخول في محادثات مع الحكومة الأفغانية.
وأجّل الرئيس الأميركي جو بايدن موعد انسحاب جنود بلاده حتى الـ11 من سبتمبر، أي بعد 20 عاماً من اجتياح الولايات المتحدة لأفغانستان وإطاحتها بنظام طالبان.
وتيرة ثابتة
وأكدت وزارة الدفاع الأميركي في تقديرها الأسبوعي، الثلاثاء، انجاز ما بين 16 و25% من انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، ما يظهر استمرار عمليات الانسحاب بوتيرة ثابتة.
ومنذ أن أصدر الرئيس جو بايدن أوامر بمغادرة القوات في أبريل الماضي، سحب الأميركيون من أفغانستان ما يعادل 160 طائرة شحن من طراز "سي-17" محملة بالعتاد، كما سلموا أكثر من 10 آلاف قطعة من المعدات إلى وكالة تابعة للبنتاغون لتدميرها.
ويزيد الإعلان عن رحيل القوات الأميركية من خوف العديد من الأفغان الذين يخشون عودة طالبان إلى السلطة وفرض نفس النظام المتشدد كما فعلت حين تسلمت الحكم بين 1996 و2001.
ولقي عشرات آلاف الأفغان حتفهم ونزح الملايين جرّاء النزاع الذي سيطرت طالبان على إثره على أجزاء واسعة من البلاد.