وثيقة "مسربة" تكشف إخفاقاً أميركياً في عملية الإجلاء من كابول

time reading iconدقائق القراءة - 6
عائلات أفغانية داخل إحدى الطائرات العسكرية الأميركية خلال عمليات الإجلاء من مطار كابول، 19 أغسطس 2021 - AFP
عائلات أفغانية داخل إحدى الطائرات العسكرية الأميركية خلال عمليات الإجلاء من مطار كابول، 19 أغسطس 2021 - AFP
دبي-الشرق

بعد مرور أشهر عدة على سقوط العاصمة الأفغانية كابول، كشفت وثيقة مُسربة من اجتماع لغرفة عمليات البيت الأبيض عن مدى "عدم جاهزية واستعداد" إدارة الرئيس جو بايدن، لإجلاء المواطنين الأفغان الذين ساعدوا الولايات المتحدة في حربها التي استمرت 20 عاماً ضد حركة "طالبان".

وذكر موقع "أكسيوس"، أن المذكرات المسربة كانت في اليوم السابق لسقوط كابول، فقبيل ساعات من سيطرة طالبان على العاصمة الأفغانية في 15 أغسطس 2021، كان كبار مسؤولي إدارة بايدن يناقشون ويحددون الإجراءات الأساسية المتعلقة بإجلاء المدنيين.

إجراءات الإجلاء

وتضمنت المذكرات المسربة عدة إجراءات لعمليات الإجلاء، منها "تحديد الولايات المتحدة أكبر عدد ممكن من البلدان لتكون بمثابة نقاط عبور، قادرة على استيعاب المواطنين الأميركيين والرعايا الأفغان، ومواطني البلدان الأخرى، وغيرهم من الأشخاص المقرر إجلاؤهم".

وشملت الإجراءات "عزم السفارة الأميركية في كابول إخطار الموظفين المعينين محلياً، للبدء في التسجيل لنقلهم إلى الولايات المتحدة والبدء في الإعداد فوراً لرحيلهم"، لكن في تلك اللحظات كان مقاتلو طالبان يتوافدون إلى كابول.

وشعر خبراء أميركيون من خارج الإدارة بـ"الإحباط والريبة"، لأنه على الرغم من عقد الإدارة لقاءات واجتماعات عدة، إلا أنها كانت "عالقة في الجمود البيروقراطي، وافتقرت إلى السرعة حتى اللحظة الأخيرة".

وفي حين تتكرر كلمة "على الفور" في المذكرات المسربة، إلا أنه من الواضح أن المسؤولين كانوا لا يزالون "يسعون جاهدين لوضع اللمسات الأخيرة على خططهم، بعد ظهر 14 أغسطس". 

ووفقاً لـ"أكسيوس"، فإن المذكرات كشفت عن تأخر في وضع الخطط، إذ كان المسؤولون يحددون الدول التي يمكن أن تكون نقاط عبور للأشخاص الذين سيتم إجلاؤهم، كما تأخروا في إخطار الموظفين الأفغان للبدء في التسجيل من أجل إجلائهم".

في السياق، ذكرت مجلة "ذي أتلانتيك"، هذا الأسبوع، أن آلاف الأفغان المستضعفين "ما زالوا عالقين في جحيم البيروقراطية والخوف من السقوط في يد طالبان التي حاربوها على مدى سنوات"، إذ عزم بايدن على إنهاء الحرب، وأعلن في أبريل 2021، خططه لسحب جميع القوات الأميركية بحلول 11 سبتمبر من العام ذاته. 

وحتى الآن، لم تتعافَ معدلات تأييد بايدن من مشاهد اللحظات الأخيرة التي شابتها الفوضى، والتي عرضت الأفغان الذين حاولوا الفرار من بلادهم بواسطة طائرات ووسائل نقل عسكرية خارج بوابات مطار حامد كرزاي، للخطر.

تقرير مجلس الأمن القومي 

وعلى غرار تقرير أحداث 11 سبتمبر، سيعين الكونجرس في وقت لاحق من فبراير، أعضاءً في لجنة مؤلفة من 12 شخصاً من الحزبين لدراسة الحرب وإصدار تقرير بالنتائج.

وحصل موقع "أكسيوس" على ملخص النتائج الصادر عن مجلس الأمن القومي، بشأن اجتماع ما يسمى "مجموعة النواب الصغيرة"، التي تضم كبار مساعدي أعضاء مجلس الوزراء، وتضع عادة الأساس لجلسات النواب أو الرؤساء، أو تحدد التفاصيل العملية لتنفيذ القرارات التي اتخذها رؤساؤهم بالفعل.

وترأست الاجتماع ليز شيروود راندال، مسؤولة مجلس الأمن القومي، وكبار المسؤولين في العديد من الوكالات، مثل الجنرال جون هايتن، نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة.

وقالت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي، إميلي هورن لـ"أكسيوس": "رغم أننا لن نعلق على الوثائق الداخلية المسربة، فإن المذكرات المنتقاة بعناية من أحد الاجتماعات لا تعكس مدى جدية أشهر من العمل الجاد".

وأضافت: "في وقت سابق من ذلك الصيف، أطلقنا عملية للإجلاء، وعملنا مع الكونجرس لتمرير تشريع منحنا قدراً أكبر من المرونة لنقل الشركاء الأفغان على وجه السرعة".

وتابعت هورن: "وبسبب هذا النوع من التخطيط والجهود الأخرى، تمكنا من تسهيل إجلاء أكثر من 120 ألف أميركي، فضلاً عن مقيمين دائمين بصفة قانونية، وأفغان معرضين للخطر، وشركاء آخرين".

غياب التنسيق 

مات زيلر، الضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية، والذي كان على اتصال بمسؤولي إدارة بايدن في فبراير 2021 بشأن حماية الأفغان الذين عملوا مع الأميركيين، قال: "أخبرني فريق البيت الأبيض مراراً أن ما يثير قلقهم بالدرجة الأولى هو احتمالات أن تعم الفوضى عمليات الإجلاء".

وأضاف: "في 13 يوليو، عرضنا أن نعمل معهم للمساعدة في إجلاء شركائنا، كنا نرى جميعاً قدوم هذه الكارثة قبل أن تحل، لكنهم لم يرجعوا إلينا حتى 15 أغسطس، يوم سقوط كابول".

وقال مارك جاكوبسون، نائب ممثل حلف شمال الأطلسي "ناتو" في أفغانستان أثناء ولاية باراك أوباما، لـ"أكسيوس": "هذا القدر الهائل من التخطيط وتحديد الأولويات والتصدي للأسئلة الرئيسية لم يكتمل، حتى في وقت أوشكت فيه كابول على السقوط، ما أكد غياب التخطيط المناسب بين الوكالات".

وكانت الإدارة اتخذت بعض التدابير، التي ساعدتها في نهاية المطاف على إجلاء أكثر من 120 ألف شخص من مطار كابول بحلول 31 أغسطس، وهو الموعد النهائي الذي حدده بايدن للانسحاب. 

ووسط مشاهد الفوضى والموت، تم تنفيذ جهود إجلاء المواطنين الأميركيين والرعايا الأفغان المتعاونين بالشراكة مع الحلفاء، والعديد من الجهود المرتجلة اليائسة من قبل القطاع الخاص ومجموعات المحاربين القدامى.                  

وكانت القوات تمركزت في وقت سابق في المنطقة حتى تتمكن من الوصول سريعاً إلى مطار كابول، لتنفيذ عمليات الإجلاء، كما سرّعت الإدارة وتيرة إصدار الموافقات على تأشيرات الهجرة الخاصة.

ووفقاً لـ"أكسيوس"، فإن ما زاد من تعقيد الموقف، أن الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني "ناشد بايدن شخصياً في وقت سابق من العام الماضي، بعدم تنفيذ عمليات إجلاء جماعية للأفغان خشية أن يؤشر ذلك لضياع الثقة في حكومته".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات