بوتين: سنعزز قواتنا النووية.. وبايدن: روسيا لا تفكر في استخدامها

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين يتصافحان لدى وصولهم فيلا لاجرانج في جنيف. 16 يونيو 2021 - REUTERS
الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين يتصافحان لدى وصولهم فيلا لاجرانج في جنيف. 16 يونيو 2021 - REUTERS
واشنطن/ دبي-رويترزوكالات

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء، إن بلاده ستواصل إيلاء اهتمام متزايد لتعزيز قواتها النووية، فيما انتقد نظيره الأميركي جو بايدن الأربعاء مجدّداً قرار موسكو تعليق مشاركتها في معاهدة "نيو ستارت"، مشدّداً في الوقت نفسه على عدم وجود أيّ مؤشر على أنّ موسكو تعتزم استخدام السلاح الذرّي.

وخلال مقابلة أجرتها معه في بولندا شبكة "إيه بي سي" الإخبارية قال الرئيس الأميركي في معرض تعليقه على القرار الروسي الأخير: "إنّه خطا جسيم، لا ينمّ عن تحلٍّ بكثير من المسؤولية".

وكان بايدن أدلى بتعليق مقتضب بهذا المعنى قبيل لقائه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج وقادة 9 دول من وسط أوروبا وشرقها أعضاء في التحالف.

وقال الرئيس الأميركي إنّ قرار موسكو تعليق مشاركتها في معاهدة للحدّ من الأسلحة النووية لا يشير إلى أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "يفكّر في استخدام أسلحة نووية أو أيّ شيء من هذا القبيل".

وفي حديثه لـ"ايه بي سي" أعرب بايدن عن "ثقته" في إمكان إيجاد حلّ.

صواريخ "سارمات" للمرة الأولى

في المقابل، قال بوتين في كلمة له بمناسبة "يوم المدافع عن الوطن": "سنولي اهتماماً متزايداً لتعزيز الثالوث النووي كما هو في السابق"، حسب ما أوردت وكالة "سبوتنيك" الروسية.

وأضاف أن روسيا ستبدأ عمليات تسليم جماعية لصواريخ "زيركون" الفرط صوتية التي تطلق من البحر، لافتاً إلى أن بلاده ستواصل تجهيز قواتها المسلحة بمعدات متطورة.

وأشار بوتين إلى أنه للمرة الأولى سيتم نشر صواريخ باليستية عابرة للقارات من طراز "سارمات"، وهو سلاح قادر على حمل رؤوس حربية نووية متعددة، هذا العام.

وتابع: "سنواصل الإنتاج الضخم لأنظمة (كينزال) الجوية الفرط صوتية، وسنبدأ توفير إمدادات ضخمة من صواريخ (زيركون) الفرط صوتية التي تطلق من البحر".

تعليق المشاركة في "نيو ستارت"

وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلن بوتين تعليق مشاركة روسيا في معاهدة "نيو ستارت"، مشدداً على أنه حال إجراء الولايات المتحدة اختباراً للأسلحة النووية، فإن موسكو ستفعل المثل، فيما أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) عن أسفه للقرار الروسي.

ويعدّ هذا الاتفاق الذي وُقع في العام 2010 آخر معاهدة ثنائية قائمة بين روسيا والولايات المتحدة تلزم القوتين العظميين بخفض ترسانتيهما من الرؤوس النووية.

وقوبل إعلان بوتين بإدانات دولية، على الرّغم من أنّ وزارة الخارجية الروسية أعلنت لاحقاً أنّ موسكو ستستمر في الامتثال بحسّ من "المسؤولية" للقيود التي تفرضها المعاهدة الممدّدة حتى فبراير 2026.

وقال بوتين في كلمته السنوية أمام الجمعية الفيدرالية التي تضم غرفتي البرلمان الروسي إن "الولايات المتحدة من خلال حلف شمال الأطلسي، تقدم إنذاراً لموسكو بشأن معاهدة (نيو ستارت)، إذ تطالب بتنفيذ كل النقاط، بينما تخطط للتصرف كما تشاء"، وفق ما أوردته وكالة "ريا نوفوستي".

وأضاف: "قبل أن نعود إلى مناقشة المعاهدة، علينا أن نفهم كيف نأخذ في الاعتبار الترسانات النووية لفرنسا وبريطانيا".

وأشار إلى أن حلف شمال الأطلسي طالب روسيا مطلع الشهر الجاري بـ"العودة إلى تنفيذ المعاهدة، بما في ذلك الوصول إلى منشآت الدفاع النووي".

وتابع بوتين: "حسناً، نعلم أن الغرب متورط بشكل مباشر في محاولات لضرب قواعد طيراننا الاستراتيجية"، مشيراً إلى أن الطائرات المسيرة المستخدمة في ذلك "تم تجهيزها وتحديثها بمساعدة متخصصين من الحلف".

وأردف: "والآن يريدون أيضاً تفتيش منشآتنا الدفاعية. في الظروف الحديثة ومواجهة اليوم، يبدو الأمر وكأنه نوع من الهراء".

وفي سياق متصل، أشار بوتين إلى أن بلاده تمتلك معلومات تفيد بأن "شخصيات معينة في واشنطن تفكر في إجراء اختبار للأسلحة النووية"، لافتاً إلى أن ذلك يأخذ في الاعتبار تطوير أنواع جديدة من الأسلحة النووية في الولايات المتحدة.

وأضاف: "في هذه الحالة، يجب على وزارة الدفاع الروسية ضمان الاستعداد لاختبار الأسلحة النووية الروسية، بالطبع، لن نكون أول من يفعل ذلك، ولكن إذا أجرت الولايات المتحدة اختباراً، فسنقوم بذلك أيضاً".

والثلاثاء، وصف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن القرار الروسي بأنّه "مؤسف للغاية وغير مسؤول"، لكنّه شدّد على أنّ الولايات المتّحدة ما زالت مستعدة للحوار بشأن هذه القضية.

"تحميل واشنطن المسؤولية"

بعد يوم من إعلان فلاديمير بوتين تعليق العمل بمعاهدة "نيو ستارت"، أقر مجلسا الشيوخ والدوما (النواب) قرار الرئيس الروسي.

وألقى مسؤولون روس بالمسؤولية على الولايات المتحدة والغرب للتسبب في انهيار آخر معاهدة نووية باقية بين واشنطن وموسكو، فيما ربط الكرملين العودة للمعاهدة بـ"استعداد الغرب لمراعاة مخاوف روسيا المشروعة".

وكان نائب وزير الخارجية سيرجي ريابكوف أشار خلال وقت سابق إلى أن من الغريب أن تطالب الدول روسيا باستئناف أنشطتها في المنشآت النووية، عندما حاولت كييف ضرب منشآت طيران بعيدة المدى بمشاركة معلومات عسكرية وتقنية واستخباراتية مباشرة من واشنطن.

وقال ريابكوف في مقابلة مع "ريا نوفوستي" إن روسيا "لا تزال ملتزمة بمعاهدة ستارت، وتمتثل لجميع القيود الكمية والنوعية المقررة، وتواصل تبادل المعلومات"، مشدداً على أن الولايات المتحدة تنتهك بنود المعاهدة".

وفي نهاية الشهر الماضي، اتهمت وزارة الخارجية الأميركية موسكو بـ"عرقلة عمليات التفتيش" الأميركية في منشآتها الاستراتيجية.

شروط العودة للمعاهدة

نائب رئيس إدارة التعاون الدولي العسكري بوزارة الدفاع يفجيني إيلين، أكد في وقت سابق أن روسيا ستواصل الامتثال للقيود المنصوص عليها في معاهدة تخفيض الأسلحة الهجومية الاستراتيجية "ستارت" فيما يتعلق بعدد وسائل حمل الرؤوس النووية.

وقال إيلين، الأربعاء، أمام جلسة مجلس الاتحاد الروسي: "وزارة الدفاع الروسية تراقب أنشطة الولايات المتحدة المتعلقة بالوفاء بالتزاماتها.. ويتم اتخاذ الإجراءات المطلوبة، والتي أعلن عنها رئيس روسيا لتعزيز قدرات قوات الردع النووي واعتماد أنواع جديدة من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية".

وأضاف: "أما بالنسبة لعدد وسائل حمل الرؤوس النووية.. فسيتم مراعاتها أيضاً خلال فترة التعليق المؤقت في تنفيذ معاهدة ستارت".

وأعرب المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف عن استعداد بلاده للعودة إلى تطبيق معاهدة "نيو ستارت" حالما "يصبح الغرب مستعداً لمراعاة مخاوف روسيا المشروعة".

واعتبر بيسكوف، في تصريح صحافي، أن "رد فعل الغرب على تعليق روسيا مشاركتها في المعاهدة لا يجعلنا نأمل في استعداده للمفاوضات"، لافتاً إلى أن موسكو "ستتحلى بالصبر في انتظار أن ينضج الغرب لإجراء حوار طبيعي حول نيو ستارت"، بحسب قناة "روسيا الوم".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات