وعود جديدة بدعم أوكرانيا.. وموسكو تتهم قادة أوروبا بصنع "أزمة طاقة"

time reading iconدقائق القراءة - 7
رئيس الوزراء البلجيكي والرئيس الأوكراني أثناء مشاركتهم في إحياء ذكرى ضحايا مجاعة هولودومور في كييف. 26 نوفمبر 2022 - AFP
رئيس الوزراء البلجيكي والرئيس الأوكراني أثناء مشاركتهم في إحياء ذكرى ضحايا مجاعة هولودومور في كييف. 26 نوفمبر 2022 - AFP
كييف/ موسكو -الشرقوكالات

حصدت أوكرانيا، السبت، وعوداً جديدة بالحصول على دعم في مواجهة موسكو، وذلك في الذكرى التسعين لمجاعة "هولودومور"، التي تسبّب بها الاتحاد السوفيتي عمداً في ثلاثينيات القرن الماضي، والتي يتردّد صداها بشكل أكبر منذ الغزو الروسي، فيما اتهمت موسكو القادة الأوروبيين بالتسبب في أزمة طاقة داخل أوروبا.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن القادة الأوروبيين "دفعوا دول الاتحاد الأوروبي إلى أزمة طاقة".

وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن شعبه "سيصمد في وجه الهجمات الروسية"، التي تتسبب بانتظام في انقطاع كبير للكهرباء والمياه مع حلول فصل الشتاء.

وقال زيلينسكي في مقطع فيديو عبر تليجرام إن "الأوكرانيين مروا بأمور رهيبة. وعلى الرغم من كل شيء احتفظوا بالقدرة على عدم الانصياع وبحبهم للحرية. في الماضي أرادوا تدميرنا بالجوع واليوم بالظلام والبرد". وتابع الرئيس الأوكراني "لا يمكن كسرنا".

وتوجه عدة قادة أوروبيين إلى كييف، السبت، لإحياء ذكرى المجاعة التي تعتبرها أوكرانيا "إبادة جماعية".

وأجرى رئيسا حكومة بولندا وليتوانيا ماتوش مورافيتسكي وإنجريدا سيمونيت؛ محادثات مع نظيرهما الأوكراني دينيس شميهال.

وأصدر المسؤولون الثلاثة بياناً مشتركاً بعد الاجتماع، أكدوا فيه مواصلة دعم أوكرانيا واستنكار تصرفات روسيا.

"إلى جانب الشعب الأوكراني"

كما توجه رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو إلى كييف، في أول زيارة له لأوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي.

وذكرت وكالة الأنباء البلجيكية "بيلجا" أنه يحمل معه دعماً مالياً إضافياً بقيمة 37.4 مليون يورو، موجهاً بمساعدة السكان على التكيف مع فصل الشتاء في ظل انقطاع التيار الكهربائي.

وكتب على تويتر "وصلنا إلى كييف. بعد القصف العنيف في الأيام القليلة الماضية، نقف إلى جانب الشعب الأوكراني. اليوم أكثر من أي وقت مضى".

أما المستشار الألماني أولاف شولتز، فقد أعلن في مقطع فيديو مساعدة إضافية بقيمة 15 مليون يورو، لدعم صادرات الحبوب الأوكرانية المتأثرة بالحرب.

كما وعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتقديم 6 ملايين يورو إضافية، لدعم هذه الصادرات التي تعتبر حيوية لتزويد العديد من البلدان في إفريقيا وآسيا.

وقال في رسالة "لقد اخترنا أن نتضامن مع الدول الأكثر ضعفاً. وروسيا من جانبها تواصل استغلال الجوع وسيلة ضغط والطعام سلاح حرب".

كما تعهدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بدعم من الاتحاد الأوروبي، متهمة روسيا "باستخدام الغذاء سلاحاً".

وتبنى البرلمان الألماني، الأربعاء، مشروع قرار يصنف "هولودومور" على أنها "إبادة جماعية"، وقد تسببت المجاعة في وفاة عدة ملايين من الأوكرانيين في عامي 1932 و1933 على خلفية تأميم الأراضي.

تبادل أسرى

وترفض روسيا بشكل قاطع هذه الصفة، مؤكدة أن المجاعة الكبرى التي ضربت الاتحاد السوفيتي في أوائل ثلاثينيات القرن الماضي لم يكن ضحاياها من الأوكرانيين فقط، بل كذلك من الروس والكازاخستانيين وألمان الفولجا وأفراد شعوب أخرى.

في مركز "هولودومور" التذكاري في وسط كييف، تجمع عشرات الكهنة الأرثوذكس، السبت، تكريماً لضحايا المجاعة.

وقال أولكسندر شمورجين (38 عاماً) لوكالة "فرانس برس"، "لقد كانت مجاعة إبادة جماعية مصطنعة.. والآن، ونحن نعيش هذه الحرب الهائلة التي شنتها روسيا ضد أوكرانيا بدون استفزاز، نرى التاريخ يعيد نفسه".

من بين الذين تجمعوا لإحياء ذكرى ضحايا المجاعة المحامي أندريه سافتشوك (39 عاماً) الذي تحدث عن خسارة "لا يمكن تعويضها" لأوكرانيا.

وقال "نظام ستالين، الدولة القمعية أرادت تدمير أوكرانيا كأمة. اليوم نرى جهود ستالين يواصلها (الرئيس فلاديمير) بوتين".

ميدانياً، تواصل تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا، السبت، مع استعادة أوكرانيا 12 شخصاً، فيما أعلنت موسكو استرداد تسعة أشخاص.

وفي دنيبرو بوسط أوكرانيا، تسبب قصف روسي في جرح 13 شخصاً على الأقل وفق حاكم المنطقة فالنتين ريزنيتشينكو.

وقال مكتب المدعي العام الإقليمي إن غارة أخرى على شاسيف يار في شرق البلاد خلفت قتيلاً على الأقل وجريحين.

أما في العاصمة، حيث قضى جزء من السكان الأيام الثلاثة الماضية بدون كهرباء بعد الضربات الروسية الواسعة الأربعاء، فأعلنت البلدية أنها أصلحت 75% من شبكة الكهرباء و90% من شبكة التدفئة مع اقتراب درجات الحرارة من الصفر.

"أوهام زيلينسكي"

وفي المقابل، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إن "أوهام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالانتصار واستعادة جميع الأراضي التي حررتها روسيا، بما فيها شبه جزيرة القرم، ستبوء بالفشل".

وأضاف لافروف عبر فيلم وثائقي نشرته قناة "روسيا 24": "إن النهج الذي سار عليه زيلينسكي هو نهج هجين من صنع الغرب الذي يوهمه اليوم بأنه قادر على الانتصار واستعادة جميع الأراضي التي حررتها روسيا، بما فيها شبه جزيرة القرم، متناسياً تاريخها الروسي".

وأكد أن شبه جزيرة القرم كانت وستبقى روسية، وأن أوهام زيلينسكي وأسياده الغربيين ستبوء بالفشل، وأن الشعب الأوكراني هو من يستحق التحرر من حكم نظامه النازي وسطوة أسياده الغربيين.

كذلك، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن القادة الأوروبيين "دفعوا دول الاتحاد الأوروبي إلى أزمة طاقة".

وأضافت على قناة TVC الروسية: "لقد دفعوا (زعماء أوروبا) أوروبا، ولا سيما الاتحاد الأوروبي، إلى انهيار عالمي للطاقة".

وأوضحت "يحتاج قادة الاتحاد الأوروبي الآن إلى إقناع مواطنيهم بأن هذا ليس جيداً وصحيحاً فحسب، بل إنه في مصلحتهم الخاصة. وأضافت أن هذا اختبار للديمقراطية".

اقرأ أيضاً:

 

تصنيفات