أعلنت وزارة الخارجية التركية، الأربعاء، اختتام الجولة الثانية من المحادثات السياسية مع مصر التي جرت في أنقرة على مدى يومي 7 و8 سبتمبر، في وقت أفادت وكالة "بلومبرغ" بأن البلدين اتفقا على العمل لتطبيع العلاقات بينهما.
وترأس الوفد التركي خلال المحادثات نائب وزير الخارجية السفير سادات أونال، ومن الجانب المصري نائب وزير الخارجية السفير حمدي سند لوزا.
وأوضح الجانبان في بيان مشترك أنه "بالإضافة إلى القضايا الثنائية، نوقشت أيضاً بعض القضايا الإقليمية، بما في ذلك التطورات في ليبيا وسوريا والعراق وفلسطين وشرق المتوسط".
كما أكدا رغبتيهما في اتخاذ مزيد من الخطوات لإحراز تقدم في القضايا التي تمت مناقشتها إلى جانب تطبيع العلاقات.
يشار إلى أن العاصمة المصرية القاهرة استضافت في 5 و6 مايو الماضي، الجولة الأولى من المحادثات الاستكشافية بين البلدين، برئاسة لوزا وأونال، والتي كانت الأولى من نوعها عقب خلافات دامت أكثر من 8 سنوات.
وعقب اختتام المباحثات آنذاك، قالت مصر وتركيا في بيان مشترك، إن المناقشات كانت "صريحة ومعمقة"، وإن الجانبين سيقومان بتقييم نتيجة هذه الجولة من المشاورات والاتفاق على الخطوات المقبلة.
وفي 7 مايو الماضي، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدء مرحلة جديدة في العلاقات مع مصر في الوقت الراهن، مؤكداً أن المحادثات ستتواصل وسيتم تطويرها وتوسيعها.
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري في مقابلة مع شبكة تلفزيون "بلومبرغ"، إن بلاده "حريصة على إيجاد حل وصيغة لإعادة العلاقات الطبيعية مع تركيا"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الحاجة تدعو إلى بذل مزيد من الجهد لعودة العلاقات بين البلدين.
وفي لقاء حديث مع إحدى القنوات التركية الخاصة، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن "مسيرة التطبيع مع مصر مستمرة، ووضعنا لأجل ذلك خارطة طريق، وإن توصلنا إلى اتفاق سنقدم على الخطوات اللازمة لتعيين السفراء في كلا البلدين".
وتابع: "حواري مع وزير الخارجية المصري سامح شكري كان مستمراً حتى عندما كانت العلاقات بين البلدين تمر بفترة جمود، والآن بدأت عملية التطبيع، وإذا تم الاتفاق على خارطة طريق مستقبلية، فسيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة".
ورداً على سؤال حول ترسيم الحدود البحرية بين مصر وتركيا، قال أوغلو إنه يمكن بدء المفاوضات في هذا الشأن إذا أرادت مصر ذلك، والقاهرة ستحصل على مساحة بحرية أكبر بموجب الاتفاق مع أنقرة.
وشهدت العلاقات بين البلدين توترات مستمرة خلال العقد الماضي، بشأن العديد من القضايا الإقليمية، على غرار الصراع في ليبيا والتوسع التركي شرق المتوسط، إلى جانب اتهام القاهرة لأنقرة بمحاولة التدخل بالشؤون الداخلية المصرية.