مسؤول أممي: موت الإثيوبيين جوعاً في تيجراي "وصمة عار"

time reading iconدقائق القراءة - 6
امرأة تحمل رضيعاً تقف في طابور للحصول على الطعام، في مدرسة ابتدائية تحولت إلى مأوى مؤقت للنازحين بسبب النزاع، في منطقة تيجراي، إثيوبيا، 15 مارس 2021  - REUTERS
امرأة تحمل رضيعاً تقف في طابور للحصول على الطعام، في مدرسة ابتدائية تحولت إلى مأوى مؤقت للنازحين بسبب النزاع، في منطقة تيجراي، إثيوبيا، 15 مارس 2021 - REUTERS
دبي-الشرق

حذّر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن جريفيث، من أن الناس "تموت جوعاً" في إقليم تيجراي شمال إثيوبيا، معتبراً أن الأمر يمثل "وصمة عار" في ضمير المجتمع الدولي.

وفي مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية، الثلاثاء، وجه جريفيث انتقادات شديدة اللهجة، بشأن أسوأ أزمات المجاعة في العالم منذ عقد، بعد ما يقرب من عام من الحرب.

وقال جريفيث إن "تضوّر الأطفال وغيرهم جوعاً حتى الموت" في إقليم تيجراي، في ظل ما وصفته الأمم المتحدة بأنه "حصار حكومي مفروض بحكم الواقع" على الغذاء والإمدادات الطبية والوقود، يمثل "وصمة عار على ضميرنا".

وأشار إلى أن الذكريات المتعلقة بمجاعة الثمانينيات في إثيوبيا التي أودت بحياة مليون شخص، وصدمت صورهم العالم، ما زالت حية في ذهنه، مضيفاً: "يحدونا أمل كبير في أنها لا تحدث في الوقت الراهن".

وأضاف: "القلق بشأن المتوقع في المستقبل، والمتوقع عما قريب، هو ما يبقي الناس مستيقظين في الليل"، في إشارة إلى القلق بشأن حدوث مجاعة.

تكرار مجاعة الصومال

ووصف مشهد الحرمان داخل تيجراي، حيث تجاوز معدل سوء التغذية الآن 22% بأنه "تقريباً نفس ما رأيناه في الصومال في عام 2011 في بداية المجاعة الصومالية" التي أودت بحياة أكثر من ربع مليون شخص.

وبدأت الحرب في إثيوبيا في نوفمبر الماضي قرب موسم الحصاد في تيجراي، وقالت الأمم المتحدة إن الإقليم سيخسر نصف المحصول القادم على الأقل، فيما قال شهود عيان إن القوات الإثيوبية والقوات المتحالفة معها دمرت أو نهبت مصادر الغذاء.

وأوضح جريفيث، أن 10% فقط من الإمدادات الإنسانية اللازمة وصلت إلى تيجراي في الأسابيع الأخيرة. ومضى قائلاً: "لذلك، كان الناس يأكلون الجذور والزهور والنباتات بدلاً من تناول وجبات عادية بشكل منتظم"، محذراً من أن "نقص الغذاء سيعني أن الناس سيبدؤون في الموت".

والأسبوع الماضي، أشارت وكالة "أسوشيتد برس"، نقلاً عن شهادات شهود عيان ووثائق داخلية، إلى وقوع أول حالات الوفاة بسبب الجوع، منذ أن فرضت الحكومة الإثيوبية الحصار على المنطقة التي يبلغ عدد سكانها 6 ملايين شخص في محاولة لمنع الدعم من الوصول إلى قوات تيجراي.

ليس الجوع وحده

وأشار منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، الذي زار إقليم تيجراي مؤخراً، إلى نقص الإمدادات الطبية، مؤكداً أن الفئات الضعيفة، لا سيما الأطفال والأمهات الحوامل أو المرضعات غالباً ما يكونون أول من يموت بسبب المرض. ونحو 200 ألف طفل في جميع أنحاء المنطقة فاتهم التطعيم منذ بدء الحرب.

كما أن نقص الوقود "بشكل كبير جداً إلى مستوى الصفر الآن"، بحسب جريفيث، يعني أن الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية ستجد أنه من المستحيل الوصول إلى الناس في جميع أنحاء تيجراي، أو حتى معرفة الحجم الحقيقي للاحتياجات، خاصة مع وقف خدمات الهاتف والإنترنت والخدمات المصرفية.

دفعت أزمة إثيوبيا الأمم المتحدة والولايات المتحدة، وجهات أخرى إلى حث الأطراف المتحاربة على وقف القتال واتخاذ خطوات نحو السلام، لكن جريفيث حذر من أن "الحرب لا تبدو وكأنها ستنتهي في أي وقت قريب".

وبين جريفيث أن خطوط القتال النشطة تجعل من الصعب تقديم المساعدة لمئات الآلاف من الأشخاص الآخرين.

تشكيل حكومة جديدة

والأسبوع المقبل، ستشهد إثيوبيا تشكيل حكومة جديدة مع استمرار رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في منصبه خمس سنوات أخرى.

وأعرب جريفيث، الذي قال إنه تحدث مع أبي آخر مرة قبل ثلاثة أو أربعة أسابيع، عن أمله في تغيير المسار، قائلاً: "نود جميعاً أن نرى قيادة جديدة تقود إثيوبيا بعيداً عن الهاوية التي ترنو إليها في الوقت الحالي، وأن عملية الحوار الوطني التي ناقشها معي في الماضي، وناقشها نائبه معي الأسبوع الماضي، يجب أن تحدث".

وتواجه الحكومة الإثيوبية ضغوطاً مكثفة لإنهاء حرب تيجراي، التي بدأت في نوفمبر من العام الماضي، عندما أمر رئيس الوزراء آبي أحمد بنشر قوات في أعقاب هجوم على منشآت عسكرية فيدرالية، اتهم بتنفيذها "الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي".

واتهمت العديد من المنظمات الدولية القوات الإثيوبية الحكومية، وميليشيات أمهرة، والجنود الإريتريين، بارتكاب جرائم حرب في إقليم تيجراي، بما في ذلك "الاغتصاب الجماعي والتجويع المتعمد، والقتل والسلب".

وقبل نحو أسبوعين، وقع الرئيس الأميركي، جو بايدن أمراً تنفيذياً، يتيح لإدارته فرض عقوبات ضد أطراف النزاع في إقليم تيجراي شمال إثيوبيا، فيما اعتبر رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أن هذا الضغط "غير المبرر" على حكومته "يتسم بمعايير مزدوجة".

اقرأ أيضاً: