
طالبت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد، الثلاثاء، جماعة الحوثي اليمنية بإظهار التزامهم بالهدنة الإنسانية عبر فتح الطرق المؤدية لمدينة تعز "فوراً"، فيما اعتبر المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس جروندبرج اجتماعات لجنة التنسيق العسكرية "خطوة أولى مهمة نحو بناء الثقة وتحسين التواصل" بين كافة الأطراف.
ودعت جرينفيلد خلال جلسة لمجلس الأمن، الأطراف اليمنية على "احترام مسؤولياتها وذلك بموجب الهدنة الإنسانية"، مشيرةً إلى أن "الحكومة اليمنية أظهرت قدراً مهماً من المرونة في تيسير وصول الوقود إلى الحديدة واستئناف الرحلات الجوية من صنعاء إلى القاهرة وعمّان".
وكانت الأمم المتحدة أعلنت في 4 يونيو أن طرفي الصراع في اليمن اتفقا على تمديد الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة لمدة شهرين بموجب نفس شروط الاتفاق الأصلي الذي تم في أبريل الماضي.
وطالبت السفيرة الأميركية الحوثيين بـ"إظهار التزامهم من خلال فتح الطرق إلى مدينة تعز فوراً بهدف تخفيف معاناة آلاف اليمنيين"، موضحةً أن "البناء على التقدم المحرز في اليمن سيكون محوراً في زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المنطقة".
وثمّنت جرينفيلد "جهود السعودية والأردن ومصر في محاولتها لتثبيت الهدنة والاستمرار في تقديم الدعم الدولي والإقليمي وهو أمر مهم بالنسبة للأمم المتحدة".
إحاطة المبعوث الأممي
بدوره، لفت جروندبرج في إحاطته لمجلس الأمن إلى أن الهدنة "لا تزال صامدة"، مؤكداً أن اليمن "شهد انحساراً في القتال وانخفاضاً عاماً في عدد الضحايا المدنيين"، مستثنياً "ضحايا الألغام الأرضية".
وبيّن جروندبرج أن مكتبه عقد "اجتماعين للجنة التنسيق العسكرية ضم الأطراف (اليمنية) بالإضافة إلى قيادة قوات التحالف المشتركة"، مؤكداً اتفاق اللجنة على "الاجتماع شهرياً وإنشاء غرفة تنسيق مشتركة لمعالجة القضايا الهامة في الوقت المناسب"، معتبراً ذلك "خطوة أولى مهمة نحو بناء الثقة وتحسين التواصل بين الأطراف".
وأضاف أنه وبعد جولتين من المداولات حول الخيارات المطروحة من قبل كل جانب "قدمتُ للأطراف مقترحاً لفتح الطرق تدريجياً في تعز وأماكن أخرى"، لافتاً إلى "الرد الإيجابي الذي تلقاه من الحكومة اليمنية"، مضيفاً أنه "ما زال بانتظار رد جماعة الحوثي".
الخطوات المستقبلية
أوضح جروندبرج لمجلس الأمن خططه خلال الفترة المقبلة بما في ذلك العمل مع الأطراف لـ"دعم وتنفيذ جميع عناصر الهدنة، والتوصل إلى حلول أكثر استدامة، بالإضافة إلى الشروع في المفاوضات على المسارين الاقتصادي والأمني"، مشدداً على "ضرورة أن يسير هذا العمل في اتجاه التوصل إلى تسوية سياسية".
وأحاط جروندبرج مجلس الأمن على تسيير 8 رحلات ذهاب وإياب بين مطار صنعاء ومصر والأردن، حملت على متنها أكثر من 2700 راكب يمني، كما أشار إلى أنه "منذ بدء الهدنة، فاق حجم الوقود الداخل عبر ميناء الحديدة ما دخل من وقود خلال عام 2021 بأكمله".
لقاء أميركي سعودي
سفيرا السعودية والولايات المتحدة لدى اليمن شددا خلال لقاء لهما في العاصمة الرياض على "أهمية سرعة فتح الحوثيين للمعابر في تعز وإيداع الإيرادات في البنك المركزي اليمني لصرف رواتب المدنيين"، بحسب ما ذكرته السفارة السعودية في اليمن على تويتر.
وقالت السفارة إن السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر بحث مع نظيره الأميركي ستيفن فاجن، "الجهود المشتركة لإنجاح الهدنة، التي ترعاها الأمم المتحدة بهدف التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم وشامل في اليمن وبدء العملية السياسية".
وعقد المبعوث الأممي خلال الأسابيع الماضية جولتي مشاورات يمنية في العاصمة الأردنية شهدت "توافقاً" بشأن تنفيذ المقترح الأممي الخاص بفتح عدد من الطرقات في محافظة تعز، من بينها طريق الحوبان الرئيسي، وعدد من الطرق في محافظات يمنية أخرى.
وكان هانس جروندبرج، قدم مقترحاً للحكومة اليمنية وجماعة الحوثي لإعادة فتح الطرق تدريجياً بما في ذلك آلية للتنفيذ وضمانات لسلامة المسافرين المدنيين.
ودعا المقترح الأممي لإعادة فتح طرق، بما فيها خط رئيسي مؤدٍ إلى تعز ومنها، إضافة إلى طرق في محافظات أخرى بهدف رفع المعاناة عن المدنيين وتسهيل وصول السلع.
قال رئيس الوفد اليمني الحكومي المفاوض في محادثات عمّان عبد الكريم شيبان لـ"الشرق"، الأسبوع الماضي، إن "هذا التوافق لا يلبي سوى الحد الأدنى من سقف الطموحات التي يطرحها الوفد الحكومي، والمطالبة بفتح كامل لكافة الطرقات والمعابر في تعز وبقية مناطق اليمن، بما يخفف من معاناة المواطنين في تعز وبقية المحافظات".
وأشار إلى أن "الحكومة اليمنية تطالب الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص والدول الراعية للضغط على الحوثيين لتنفيذ ما تم التوافق عليه في مشاورات عمان واحد واثنين، دون مماطلة أو تسويف".